ان الندم بعد فوات الأوان هو أصعب من الموت كما يقول المثل الشائع..
وهو الشعور بالخطأ بعد ارتكابه..
فهل ينفع الندم وحده عن الأخطاء التي نفعلها؟..
الندم هو الخطوة الأولى، ويجب أن تتبعها الخطوة الثانية وهي النوبة من القلب..
دعونا نعالج أهمها.. الخيانة مثلاً:
إن الخيانة بكل أنواعها هي خطيئة.. غير مرغوب فيها. خاصة في مجتمعاتنا الشرقية. وفي كل الأحوال هي نتيجة لأمور نفعلها في حياتنا، مقرونة بالنقص البشري والحرية الفاسدة..
ومن أهم هذه الخيانات، هي الخيانة الزوجية، حيث تنعكس نتائجها على الأولاد والعائلة والمجتمع..
وبمعنى آخر هي ميل خاطئ لا يوجد فهم جوهري لها، غير انها شهوة عابرة..
ولا تحدث الخيانة الا عندما تعمى البصيرة والبصر ويتحول العقل الى غريزة حيوانية، وعندها لا نستطيع تمييز العواقب.
ان هذه الأمور تأتي مجتمعة، تأتي أيضاً من جنون العظمة وحب الذات واللذات.
والخيانة هنا لا تحدث من قبل شخص واحد، بل يكون لها علاقة متبادلة مع شخص آخر. وكما يقول المثل الشائع “يد واحدة لا تصفق”.
وفي حديثنا أعلاه بدأنا بموضوع الخيانة.
دعونا نعالج الخيانة التي تحصل بين حبيبين أو زوجين.
في هذه الحالة يجب أن لا يأتي حكمنا قبل أن نعرف الأسباب التي أدت إليها. وفي هذا الصدد يقول الكتاب المقدس “لا تضع يدك على أحد بالعجلة”.
وفي بداية الأمر، علينا معرفة تلك العلاقة التي جمعت بين حبيبين أو زوجين، على أي أسس بنيت. فهل بنيت على شرع الله في الزواج؟ أم بنيت على علاقة مصلحة أو شهوة العين أو رغبات الجسد؟
فإذا بنيت هذه العلاقة على شرع الله فمن الصعوبة بمكان افسادها بعمل دنيء مثل الخيانة، ولا مغريات العالم كله تستطيع أن تميل القلب يحب عن مساره الذي وضعته عليه مبادئ الله السامية، والحق يقال لا يفرق هذا الحب الا الموت، وأيضاً الذي يجمعه الله لا يفرقه إنسان..
ولكن إذا بنيت هذه المحبة على شهوة الجسد أو المصلحة فمن السهل جداً إفسادها، لأن معالم هذه المحبة غير راسخة في أعماق القلوب. وجذورها ليست في تربة جيدة..
ان تجارب الحياة في هذا المجال تبين لنا الكثير من مشاكلها وخبرة كل منا في مشاكل المجتمع ومرور الزمن كافٍ الى رؤية عقود زواج كثيرة تحطمت وخطوبة فشلت وخيانات حصلت لأن بدايتها تأسست على شهوات الجسد والعيون وإن صمدت قليلاً نراها تحطمت بعد الزواج بقليل..
وإلى الذين لم يمروا بعد بهذه التجربة نقول، أبنوا محبتكم على صخر الحق وقاعدته، وطوروا الإيمان على فهم المبادئ الإلهية وتسلحوا بالمحبة كي لا تقعوا في مطبات الجهل والغرور ومحبة الذات واللذات “والأنا وبس”..
ومحبة الله الى هؤلاء اليوم إنهم لم يموتوا بعد، ولكن عليهم أن يتعلموا درساً من الذين ماتوا قبلهم وندموا كما ذكرنا في بداية هذه المقالة..
ومن محبة الله لهم تأتي النصيحة بدون ثمن وهي أن لا ينخدعوا بغرور المال والجمال لأن كلاهما ذائل، وتبقى محبة الروح تثمر في حياتهم إلى الأبد..
ونتائج هذه المحبة تعود بالنفع عليهم وعلى أولادهم وأحفادهم وتدوم سعادتهم مشرقة في حياتهم من جيل إلى جيل..
إن صورة هذا الحب السلبية كما ذكرنا كثيرة اليوم وعشاقها أكثر فلا تسيروا على خطاهم لئلا تقعوا في أخطائهم وعندها لا ينفع الندم فالإنتظار طويلاً خير من التسرع والفشل..
ما في ندم وحدو عم يشيل الألم
إنتبهوا قبل ما توقعوا بفعل الندم
ما في ندم وحدو عم يشيل الألم
بدو التوبة ترافقو طول الطريق
وبدوا آذان بيسمعوا لصوت القلم
بدو الأمانة تكون مع أول رفيق
وتاني رفيق يكون متلو مانظلم
ويكون للأول وفيّ وأحسن صديق
ومخلص متل ما بطيع راعيها الغنم
لا تنطروا تايصير هالجرح العميق
بجسم الزواج ويصبح بحالة عدم
لازم على هالجسم من نومه يفيق
يناشد طبيب الروح تايشيل الورم
أحسن طبيب بينشلو من كل ضيق
خالق محب وما بميز بالأمم
ومين غيرو بيقدر يطفي الحريق
اليوم قبل الغد لا تتأخروا
تاترجعوا زغاليل عيشوا عالنعم
يوسف دعاس