أحيت “مؤسسة الصفدي” أمسيتها الرمضانية الثانية، “على ضوء القمر”، مع فرقة “كورال الفيحاء” بقيادة المايسترو باركيف تاسلاكيان، وبمشاركة المجاهدة في سبيل الغناء العربي الأصيل الفنانة الراقية جاهدة وهبه، التي حلّت ضيفة شرف مميزة على مدينة طرابلس ومن خلال “مركز الصفدي الثقافي”. وقد احتشد لهذا الحفل جمهور كبير ملء صالة المسرح، كباراً وصغاراً، للاستمتاع بغناء هذه الفرقة التي نالت الجائزتين الكبرتين: أفضل كورال وأفضل مايسترو من مهرجان وارسو العالمي في العام 2007، والمدعومة من اتحاد بلديات الفيحاء، وليوجهوا رسالة للجميع بأن “كورال الفيحاء” هي أصدق تعبير عن صورة طرابلس الحقيقية، الغنية بتراثها وثقافتها، والمدينة المحبة للحياة.
فقد أطربت الفرقة بمواكبة من الفنانة جاهدة وهبة في بعض محطات البرنامج، ودون مرافقة موسيقية (من خلال نمط “الأكابيلا”)، الجمهور الذي صفق بحرارة مطالباً بالمزيد، فأقر قائدها أمام الجميع “من يقدر أن يُطرب شعب طرابلس فهو فنان”. وقد حضر الحفل إلى رئيسة “مؤسسة الصفدي” السيدة منى الصفدي وكريمة الوزير محمد الصفدي السيدة لارا، ممثل الرئيس نجيب ميقاتي صفوان ضناوي، رئيسة لجنة انماء السياحة المنبثقة عن بلدية طرابلس ليلى تيشوري، ممثل عن اللواء أشرف ريفي، فاعليات نقابية واجتماعية وثقافية وإعلاميون.
وعلى مدى ساعة ونصف، قدم كورال الفيحاء مجموعة من الأغنيات من التراث اللبناني والعراقي والشرقي في سوريا ومصر وفلسطين وصولاً إلى الأندلس، أداها 50 ملحناً وموزعاً هم شباب وشابات الفرقة، معتمدين على حناجرهم المنسجمة مع بعضها البعض بشكل منتظم يديرها ببراعة فائقة المايسترو تاسلاكيان، وكانت مشاركات منفردة من الشبان: رامي دندشي (لما بدا يتثنى)، (وين من رام الله) مع جميل قبوط ومعن زكريا الذي غنى منفرداً (حبي يزورني). كما قدم الكورال باقة من التراث البدوي وأغنية (لبيروت)، ثم رافق الفنانة وهبه بأصواته الموسيقية في أغنيات عدة بينها (حول يا غنام)، وغنت منفردة (صوتك مرق، فمن لي، زين…)، وكانت حصة فلسطين كبيرة في تلك الأمسية حيث غنت الفنانة جاهدة وهبة للمرة الأولى (وعيونها) من التراث الفلسطيني، إضافة إلى تقديمها أغنية (لو رحل صوتي) التي تألقت فيها وهبه، لتختتم مع الكورال قصيدة لأبو فراس الحمداني (فليتك تحلو) من ألحانها.
المعرض التراثي على التراس
وقد ترافق مع الحفل افتتاح “مؤسسة الصفدي” معرض الأعمال اليدوية والحرفية لسيدات وحرفيات وجمعيات من طرابلس، وذلك ضمن فعاليات مهرجانها الرمضاني السنوي، وعلى مساحة التراس الذي تزين بأجمل ما صنعته أيادي هؤلاء من أكسسوارات وبياضات ولوحات وزجاجيات وسيراميك،… كما شارك في المعرض مشغل طارة وخيط الحرفي، وهو مشغل مستقل يستمد الدعم من مؤسسة الصفدي، انطلق من مركز أكاديمية المرأة في ضهر المغر ويهدف إلى تمكين النساء اقتصادياً. كما ترافق مع المعرض سحور رمضاني من وحي المناسبة.