كفرنون بلدة عكارية تطل على النهر الكبير الجنوبي، الحد الفاصل بينها وبين القرى السورية، لكن هذا الحد لم يستطع أن يحد من عملية التواصل العائلي والاجتماعي بين هذه القرية العكارية والقرى السورية التي تستطيع أن تخاطب اهلها من على تلال ضفتي النهر..
غير ان كفرنون بلدة تعيش خارج الزمان لكنها تعيش في قلب المكان الجغرافي الموصوف بالحرمان.
عبر بلدة منجز التي تكتنز في اديمها طبقات من التاريخ والآثار،نصل الى هذه القرية الوادعة الهادئة والتي لا يتجاوز عدد سكانها الـ 700 نسمة، منازل قديمة بنيت من الحجر الاسود والى جانبها نشأت بعض الابنية الحديثة رغم أن معظم سكانها من ذوي الدخل المحدود.
أصل كلمة “كفرنون” آرامية ومعناها “قرية السمك” يبلغ عدد سكانها حوالي 700 نسمة أما عدد ناخبيها حسب لوائح الشطب فيبلغ 248 ناخبا، وترتفع عن سطح البحر 350 متراً، وتطل على النهر الكبير الجنوبي، معظم سكانها نزحوا الى المدينة طلباً للعلم والعمل، حيث غالبية السكان لا مورد رزق لهم الا الوظيفة في السلك العسكري.
ولانها قرية حدودية فقد نشأت بينها وبين القرى السورية المجاورة (عزير ـ عيون الشعرا ـ البهلولية ـ القريات) علاقات مصاهرة وزيارات اجتماعية وصداقات عائلية وطيدة، وتبادل زيارات شبه يومية قبل الاجراءات الأمنية المشددة التي منعت العبور عبر النهر سيراً على الاقدام وحصر العبور عبر البوابات الرسمية الشرعية. فترى التزاوج قائما بين القرية والقرى السورية نساء سوريات في القرية ونساء لبنانيات في القرى السورية دليل على عمق العلاقات بين الشعبين اللبناني والسوري وعلى وحدة التاريخ والجغرافيا.
تعاني قرية “كفرنون” من جملة مشاكل نتيجة الاهمال والحرمان التاريخي حيث لم تزل حتى الآن عائلات القرية تشتري مياه الشفة لعدم وجود شبكة مياه في القرية، ولافتقارها الى المياه الجوفية حيث يحتاج المرء الى حفر بئر ارتوازي يبلغ اكثر من 250 متراً هذا اذا عثر على المياه. ولهذا السبب فالقطاع الزراعي يقتصر على الزراعة البعلية كالحبوب على انواعها والذرة والتبغ، اضافة الى زراعة الزيتون وكروم العنب.
أما طرقات البلدة فلم تشهد الزفت منذ سنين طويلة بعضها لا يزال ترابيا والبعض الآخر طرقات محفرة وضيقة تحكي قصة الحرمان كنموذج لاهمال على مختلف المستويات في القرية.
ولهذه الاسباب يقول مختار البلدة ادمون يوسف سليم دفع الشباب الى السلك العسكري أقصر الطرق لتأمين مورد الرزق ونزح الشباب الى المدينة لتحصيل العلم في الجامعات ومن القرية عميد متقاعد وحيد هو العميد مخول مخول ومهندس مسؤول في وزارة الاتصالات هو انطوان ابراهيم طنوس.
ويقول المختار ان القرية محرومة من المدرسة ومن مستوصف ولذلك حين تجري الانتخابات فانها تجري في قاعة الكنيسة أو في العراء ويتحدث هنا عن الانتخابات الاختيارية فيرى انها ستكون توافقية.
ويؤكد المختار ان الرئيس عصام فارس وحده الذي اهتم عبر مؤسسته بالبلدة بينما معظم النواب اهملها، ربما لان عدد ناخبيها لا يغني ولا يسمن من جوع حسب اعتقادهم.
عائلات البلدة هي: الياس ـ طنوس ـ بولس ـ مخول ـ رشيد.
وفيها كنيسة مار ضوميط الاثرية التي يعود تاريخها الى القرن السادس عشر. بينما كنيسة مار الياس المارونية فبنيت في الستينيات وتحتاج الى ترميم لذلك لدى الاهالي مشروع لبناء كنيسة وقاعة فسيحة ساهم فيها الرئيس عصام فارس اضافة الى جمع تبرعات من الاهالي.
كما يوجد في البلدة آثار لمعاصر زيتون وعنب وبقايا مقابر اثرية وبقايا معبد يقع على تلة تشرف على مجرى النهر الكبير الجنوبي.