اما قيادة السيارة في شوارع عكار، وخاصة على الطرقات الرئيسية التي تربط المناطق العكارية بعضها بالبعض الآخر،فمغامرة يومية يخوضها المواطن العكاري في طرقات رديئة وسيئة للغاية وتفتقد الى ابسط المواصفات الفنية المفروض توفرها في اي شبكة مواصلات في “العالم الثالث” وليس في العالم المتمدن..
للمغامرة على طرقات عكار اسباب عديدة يلخصها خبراء سير و”فقهاء”في عالم الطرقات العكارية:
اولى الاسباب أن شبكة المواصلات في عكار لا تزال بدائية ترقى في معظمها الى خمسينيات القرن الماضي والطرقات التي جرى توسيعها تمت بفضل مبادرات من مؤسسة عصام فارس التي انشأت اوتوسترادا بين حلبا والجومة،واوتوسترادا ما بين الجومة ومنطقة الدريب بمواصفات عالمية وما تبقى من طرقات لا تزال على حالها خاصة الطريق الرئيسية التي تربط بين حلبا وطرابلس..
ثاني الاسباب ان الطرقات الرئيسية بين طرابلس وحلبا مرورا بالمسمى زورا “اوتوستراد المنيه – العبده ،هو عبارة عن حفر وخنادق ومطبات منتشرة يمينا وشمالا لا سيما حول فتحات المجاري في منتصف الطريق التي تحولت الى أفخاخ تنكسر السيارات عليها وما يحصل من ترميم لا يمت الى المواصفات الفنية بصلة حيث لا تلبث الحفر أن تعود اسوأ مما كانت في غياب الرقابة …
ثالث الاسباب أن هذه الطرقات تفتقد الى الشارات الضوئية التي لا تعرفها طرقات عكار رغم تنامي حركة السير بشكل مضطرد الى درجة أنه بات عدد السيارات يوازي عدد سكان عكار فاصبحت الطرقات غير قادرة على استيعاب هذا الكم الهائل من السيارات الصغيرة والشاحنات الكبرى…
رابع الاسباب أن كثيرا من السائقين غير مؤهلين لقيادة سليمة تلتزم اصول السير والذوق فتجد أن حافلات النقل الصغيرة تقف فجأة امامك ودون سابق انذار في تسابق على راكب من هنا وراكب من هناك،او كمن يتحول يمينا او شمالا بشكل مفاجيء دون اي شارة مسبقة فيتسبب بوقوع حوادث بعضها مروع..
خامس الاسباب أن مفرزة السير في عكار التي لا يتجاوز عديدها العشرة عناصر باتت عاجزة عن تنفيذ مهامها في ظل الضغط السكاني والكم الهائل من السيارات خاصة في شوارع حلبا التي تعاني الاختناق اليومي عند مداخلها او عند ساحة العبدة فترى عناصر مفرزة السير يحاولون جاهدين تأمين حسن السير بما يفوق قدراتهم وامكانياتهم الامر الذي يقتضي زيادة عديد المفرزة لتواكب حركة السير.
سادس الاسباب ضآلة عديد شرطة البلديات الواقعة في نطاق الطرقات الرئيسة من العبدة الى حلبا رغم جهود شرطة بلدية حلبا في الاضطلاع بمهامهم بحماسة ملحوظة .
خبراء السير يرون ان الحل يكمن اولا في توسيع الطرقات ،وثانيا أن يفي وزير الاشغال العامة بوعوده التي أغدقها على عكار منذ أن قال أن سنة 2010 هي سنة عكار في وزارة الاشغال فمضت السنة وانتهى النصف الاول من العام 2011 ولا تزال عكار بحاجة الى تأهيل طرقاتها وليس ترقيعها خاصة من طرابلس الى العبدة فحلبا.
ثالثا تنظيم السير خاصة عند المفارق والمنعطفات.
رابعا ايجاد طرقات جديدة واسعة قادرة على استيعاب حركة السير الناشطة خاصة في محيط حلبا وذلك بوضع مشروع المخطط التوجيهي لمدينة حلبا موضع التنفيذ بعد أن اصبحت حلبا غير قادرة على استيعاب مئات السيارات يوميا.
والاهم من ذلك تسريع وتيرة العمل باوتوستراد المنيه – العبده الذي يشهد منذ اكثر من عشرين عاما اعمال ترقيع وترميم لا تنتهي وكأنه مشروع “البقرة الحلوب” لشركات تستفيد من حالته الراهنة فيما بات يعرف باوتوستراد الموت حيث يحصد سنويا عشرات الضحايا بسبب رداءته وفقدانه لابسط المواصفات المفترضة بالاوتوستراد.
ان الازدحام الخانق في المناطق العكارية خاصة في مدينة حلبا مرده الى الاهمال الذي تعرضت هذه
المناطق من حرمان دائم عبر التعاقب الزمني لاكثر من حكومة، اضف الى ازدياد السيارات وتواجد حفر بين كل شبر وشبر ، وهذا ما ترك المنطقة في حالة متردية ادت كحالةعادي الى ازدحام السير في المنطقة ، هذا بالاضافة الى وقوع حلبا كوسيط بين كافة النماطق العكارية في صلة الوصل ، نأمل من كل مرجعيات المنطقة التكاتف لحل هذه الازمة عبر ملاحقة الموضوع مع الوزارة المعنية .