مسلسل قطع الطرقات في الشمال لم تنته فصوله بعد.. فمنذ تشكيل الحكومة والاحتجاجات تتصاعد بذريعة انقطاع التيار الكهربائي في البلدات والقرى الشمالية، علما أن الكيان اللبناني منذ ولادته لم ينعم بنور الكهرباء 24/24 ساعة، لكن أن يصل الأمر إلى ما شهدته محافظة الشمال اول من امس وليل البارحة خرج عن المألوف..وباتت هذه الاحتجاجات موظفة لأهداف سياسية بغطاء الانقطاء الكهربائي والمتضرر الوحيد من قطع الطريق الدولية هو المواطن ليس إلا..
طلاب جامعيون ومدرسون وموظفون عاشوا ساعات من القلق والخوف والذعر جراء الساعات الطويلة التي أمضوها في السيارات والفانات العمومية، كذلك حصلت حالات اغماء كبيرة في صفوف هذه الشريحة من الروائح المنبعثة من الحرائق الكبيرة التي عمد مجموعة من الصبية المأجورة على اشعالها عند الطريق الدولية المؤدية من والى عكار.. أيضاً المنطلقين الى مطار بيروت الدولي بداعي السفر الى الخارج عادوا وادراجهم الى بيوتهم بعد تعذرهم عن الوصول..
ولم يكتفوا بهذا العمل المشين الذي يشوه منطقتهم بالتحديد بل عمدوا الى أساليب تشبه الى حد كبير الاعمال غير الانسانية في هيجان غير مبرر، حيث ترى الاطفال منتشرة حتى ساعة متأخرة من الليل يصيحون ويصرخون مهللين بالاعمال التي تجري في منطقتهم، والنسوة تجلس على الشرفات تراقب السيارات التي تقف في طابور طويل وابتسامتها تكاد تفضحها من شدة الفرح وكأن منطقتها التي تنتمي اليها حققت انتصاراً على العدو الصهيوني…
أكثر من ست ساعات حاصرت نيران الدواليب المحترقة على الطريق الدولية المواطنين العابرين الطريق الدولية وارتفعت لديهم علامات استفهام شتى حول اهداف هذه الحركة الاعتراضية التي أساءت للناس قبل غيرهم كما أساءت للبيئة بما سببته حرائق دواليب الكاوتشوك من غبار أسود ارتفع في سماء المنية.
والسؤال المطروح الذي شكل القاسم المشترك لدى ألوف المواطنين الذين أحتجزوا تمحور حول دور القوى الامنية من قوى امن داخلي والجيش اللبناني خاصة وأن إحدى أكبر الحرائق حصلت في جوار حاجز القوة المشتركة من جيش ودرك وجمارك في دير عمار.
وبغض النظر عن مشكلة التقنين الكهربائي المتفاقمة والتي تحتاج الى علاج جذري فأن أي حركة اعتراضية حري بها أن تكون حضارية وان توجه نحو من بيده الحل والربط وليس ضد الناس ومصالحهم خاصة وأن في مثل هذه الحركات تخرج الامور عن مسارها وتصبح فلتانا يصعب ضبط ايقاعه.
بعد سلسلة قطع الطرقات الدولية قرر أبناء المنية بعد اجتماع طويل مع فعاليات منطقتهم اعطاء وزارة الطاقة مهلة ثلاثة ايام، تحديدا الى يوم الاثنين، وحذروا الوزارة المعنية في حال لم تتوقف عن التقنين الذي لحق منطقتهم منذ حوالي أسبوعين وأكدوا انهم سيعمدون بعد ثلاثة ايام الى قطع الطريق الدولية من جميع الجهات وقطع شريان الحياة بين عكار وطرابلس خاصة وان المنية تقع في وسط العاصمة، والطريق الدولية الوحيدة في الشمال تمر من منطقتهم خاصة بعد حرب نهر البارد والتي أدت الى قطع الاوتوستراد البحري وذلك يكون اهالي المنية أكثر الرابحين بعد ان تحول خط السير كله من منطقتهم..