أكد رئيس المجلس التنفيذي لحزب التحرر العربي فيصل كرامي أنه “مع أي سلاح يقاتل إسرائيل، والسلاح الموجود في لبنان قاتل وهزم العدو الصهيوني”، ولفت الى “أن لبنان ما زال تحت العدوان الاسرائيلي عبر شبكات التجسس والعملاء والأجهزة المتطورة حيث ألقي القبض على نحو 200 عميل خلال السنتين الأخيرتين”، وتساءل فيصل كرامي: “أليس التجسس اعتداءً؟ ولماذا يطلب منا الوقوف ضد المقاومة وكل يوم نسمع عن خرق جوي وبحري وعن وجود تدريبات للجيش الاسرائيلي في مزارع شبعا اللبنانية باعتراف الأمم المتحدة؟ أليس هذا اعتداء؟ وهل المطلوب غض النظر عن كل ما تقوم به إسرائيل؟ لا لن نغض النظر وسنبقى على مواقفنا وثوابتنا وعروبتنا كما عهدنا منذ أيام عبد الحميد كرامي الذي قارع الاستعمار. وقال كرامي: “نحن قدمنا شهيداً هو الرئيس رشيد كرامي في سبيل وحدة لبنان وعروبته وهو ألغى إتفاق 17 أيار المشؤوم، اتفاق الاذعان لإسرائيل وقد اغتالته إسرائيل بأيادي لبنانية، وبأيادي عميلة لكننا سنكمل مسيرة رشيد كرامي بالرغم من وجود العملاء”.
وفي الشأن الحكومي قال فيصل كرامي: “نحن لم نتفاجأ بشيء، فمواقف 14 آذار معروفة، ومواقف المعارضة السابقة أو الأكثرية حالياً أيضاً معروفة، وأصبحت الأمور كلها مكشوفة ولا يوجد أي داعٍ لتأخير تشكيل الحكومة ولا نرى أي عذر لتأخيرها، لا سيما وأن الوضع الاقتصادي متردٍ”. وشدد كرامي على “إننا نتطلع الى حكومة تستطيع أن تنتج وتحمي الناس والاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي، ومعالجة الوضع الاقتصادي بات ملحاً، من هنا ندعو القيمين للاستعجال بتشكيل الحكومة كي ننهض بالوطن وخاصة في الشمال الذي دائماً نقول انه محروم ولا داعي للعودة لتكرار المشاريع والقضايا الملحة، والتي أوصلت البلد الى هذا الوضع الحرج، ولدينا فرصة جدية وحقيقية مع كل الذين يدّعون حرصهم ومحبتهم للبلد، للنهوض بطرابلس والشمال من هذه الكبوة”.
وفي ما يتعلق في التمثيل السني في الحكومة قال كرامي: “هناك تجربة حدثت في سنة 2005 وهي إقصاء العماد ميشال عون والوزير السابق سليمان بك فرنجية من السلطة، ووقتها كانا يمثلان نحو 80 في المئة من الشارع المسيحي، وحتماً في هذه الحكومة الجديدة الوضع السني أفضل بكثير مما كان عليه الوضع المسيحي عام 2005، والسنة في الحكومة يمثلون أكثر من 50 في المئة من الشارع السني، وسيكون تمثيل الشارع السني على أكمل وجه ونأمل أن يستطيع ممثلو السنة في هذه الحكومة خدمة هذه المناطق. وطبعاً نسمع ونقرأ في الجرائد والصحف طرح اسمي كوزير، بالفعل يتم الحديث معنا، لكن حتى اليوم لا شيء رسمي، وصاحب الأمر عملياً أو الرئيس المكلف حتى الآن لم يتصل. ونحن نؤكد أنه أينما كان موقعنا وموقفنا فنحن في خدمة هذا البلد حتى آخر نفس، ونحن لا نغير مواقفنا ومبادئنا أبداً، وكلكم تعرفون أنه تم عرض وزارة علينا في السابق ولم نوافق لأننا أصحاب مبادئ، ومبدأنا هو الذي يخط لنا الطريق وليس الحقائب والوزارات، وعلى كل حال، كما قال الرئيس عمر كرامي لكل حادث حديث وعندما يأتي الوقت المناسب سنرى الموقف الذي سنتخذه”.
أضاف كرامي: “أما الكلام عن خروج تيار المستقبل أنه إقصاء للسنة عن السلطة فهذا مردود ومرفوض، فخروج تيار المستقبل لا يعني أبداً إقصاء السنة عن السلطة، وما نسمعه معادلة غريبة كونهم يقولون الطائفة السنية خارج السلطة، وهذا غير صحيح إطلاقاً، وغداً تثبت الأيام صحة هذا الأمر. إنه انتقال لتيار المستقبل الى قيادة المعارضة، أي هو إقصاء اختياري يحصل في كل الديمقراطيات”.
وتابع كرامي: “أما حول المحكمة والقرار الاتهامي، فأكبر دليل أنها مسيسة، انهم في كل مرة يعطونا مواعيد للقرار الاتهامي ويعودون لأسباب سياسية لها علاقة أحياناً في لبنان أولها علاقة بالتداعيات التي تحدث في المنطقة أو في التداعيات الاقليمية، ونجدهم يؤخرون القرار الاتهامي، نحن نقول نعم هذا القرار مسيس ومنذ أيام ميليس وما أدراكم ما هو ميليس؟! وأيضاً ايام القاضي الأخير وبيع الوقائع والتسجيلات التي شاهدناها في “الحقيقة ليكس” وبيع المستندات التي لها علاقة بالمحكمة، وصولاً الى هسام هسام وزهير الصديق، نعم لدينا شكوك ونحن نشعر أن كل هذه القضية هي عود على بدء فيما يتعلق بالقرار 1559 الذي هو بالأساس صدر لاستهداف المقاومة، ومن ثم بدأت الأحداث تتوالى وكلها في إطار واحد، هو استهداف سلاح المقاومة وليس هذا وحسب، بل هو لإراحة إسرائيل، وكل ما نشاهده اليوم هو لإراحة إسرائيل، ولا أحد “ينغش” في الكلام عن المحكمة الدولية والقرار الاتهامي. نعم القرار الاتهامي سيصدر وكلنا أصبحنا نعلم ماهيته ومن سيتهم. والمهم في تشكيل الحكومة انها في حال شكلت سريعاً فهي ستلجم التداعيات التي يمكن أن تقع في الشارع في حال صدر القرار الاتهامي، ونحن نحذر من أن التأخير في تشكيل الحكومة لا داعٍ له”.
وختم فيصل كرامي: “أما ما يحدث في الدول العربية، فقد قلت في تصريح لي “ان هذا الأمر حلم أصبح حقيقة”، من ثورة تونس التي نفتخر بها كانت شرارة وانطلاقة مباركة، الى مصر التي نتوسم في ثورتها كل خير لكي تعود مصر القائد لأمتنا العربية وتعود هذه الأمة لتنهض من جديد، ومهما حصل في مصر من الآن فصاعداً لن يكون أسوأ مما شاهدناه في السابق، وان شاء الله نحن نتفاءل خيراً في الوضع المصري وفي هذه الثورة الذهبية التي وقعت في مصر وكانت بالفعل ثورة ديمقراطية بكل معنى الكلمة. ورهاننا وخياراتنا والحمد لله أثبتت صحتها ونجاعتها، وان شاء الله من حسن لأحسن ومن نصر الى نصر، ونؤكد أن كل ما نراه في هذه الأمة العربية انما هو بدأ في حرب تموز، حيث كسرت حرب 2006 حاجز الخوف مع إسرائيل وهذا ما كسر حاجز الخوف بين الشعوب العربية والأنظمة المتعاملة مع أميركا وإسرائيل”.
كلام فيصل كرامي جاء خلال زيارة له الى المنية على رأس وفد من حزب التحرر العربي، عاد خلالها رئيس المجلس الوطني في الشمال الحاج كمال الخير في دارته. وقال كرامي على أثره: “جئنا للاطمئنان الى صحة الحاج كمال الخير، الذي نكن له كل تقدير واحترام على دوره الفاعل في المنطقة، ونحن واياه نسير ونتمسك بمبادئنا ومواقفنا العربية والقومية الى جانب أهلنا في طرابلس والمنية الضنية وكل الشمال، ونتمنى للحاج كمال دوام الصحة والعافية”.
أما الخير فاعتبر “أن هجوم قوى 14 آذار على سلاح المقاومة إنما يهدف الى خداع الرأي العام اللبناني والى توتير الاجواء في البلد لمصلحة السياسة الاميركية والاسرائيلية”.
واضاف: “إن اهل السنة والجماعة في لبنان بألف خير، وان الاحباط ينحصر في الحالة الحريرية وليس في الطائفة السنية عامة، لان تيار المستقبل لا يمثل كل اهل السنة، بل هو صادر قرار هذه الطائفة من خلال التحريض المذهبي والمال السياسي، فأهل السنة هم دوما مؤمنون بالمقاومة والممانعة ولا يمكن ان ينجروا وراء المشروع الاميركي – الصهيوني”.
وختم: “يوماً بعد يوم، يتأكد لنا ان ما يسمى بالمحكمة الدولية انما يستهدف سلاح المقاومة اولاً واخيرا، ولذلك، فهي بنظرنا محكمة ساقطة وعير شرعية ولا دستورية، وبناء عليه، فكل ما يصدر عنها يعتبر لاغياً وباطلاً”.
ثم انتقل كرامي الى لقاء موسع نظمه رئيس “اللقاء التضامني الوطني” في الشمال الشيخ مصطفى ملص في قاعة الريان المجاورة لدارته في المنية، بحضور حشد من المشايخ والمخاتير ورؤساء الجمعيات الخيرية والانسانية والاجتماعية ومديري المدارس وأهالي المنية ومحيطها.
وقد رحب الشيخ ملص بفيصل كرامي والوفد المرافق له، مشيداً بمواقف كرامي والدور الكبير الذي يلعبه هذا البيت الوطني منذ عقود، معتبراً ان لبنان بحاجة الى مثل هذه القيادات السياسية التي لا تولي للمناصب والمكاسب الأولوية على حساب المصالح الوطنية والقومية، ودعا إلى الإسراع في تشكيل الحكومة لمواجهة التحديات المقبلة.
وقال: “هناك فريقان في لبنان، الاول يريد السير بالبلد نحو المجهول وتكريس تبعتيه للغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأميركية، تحت حجج العدالة والمحكمة الدولية التي اثبتت انها مسيسة، في حين يجاهد الفريق الآخر للدفاع عن هذا البلد والحفاظ على كيانه وعلى علاقته بمحيطه العربي والاسلامي، ونحن كان موقفنا منذ البداية مع مشروع المقاومة بقيادة حزب الله ومع الخط الوطني الذي يمثله الرئيس كرامي وكل الشرفاء في هذا البلد”.
وتابع:”لا يخفى على احد اليوم، ان لبنان يمر في مرحلة صعبة ومفصلية، نخوض فيها معركة تحت عنوان حماية البلد وصون كرامته، بهدف اعادته الى موقعه الطبيعي والطليعي في مواجهة المشاريع الأميركية والصهيونية، التي يحاول البعض تمريرها تحت شعارات الحرية والسلاح غير الشرعي”.
واضاف: “نحن نسمع في هذه الأيام عن شعار سيرفع لاسقاط سلاح المقاومة، وهو بالنسبة لنا شعار قديم شاهدناه منذ عدوان تموز، حيث بدأت المؤامرة في حينها، ولكن نريد ان نطمئن هذا الفريق، إلى ان في لبنان اليوم قوى حزمت أمرها ولم تعد تخشى كل التهويل والتهديد بالفتنة، وهي ماضية في تنفيذ ما تراه مناسباً للدفاع عن لبنان مهما غلت التضحيات”.