رأى فيصل عمر كرامي أن حكومة الوحدة الوطنية ستنهي مرحلة اللا استقرار وتفتح مرحلة الانتظام السياسي الداخلي استناداً إلى مظلة أمان اقليمية ودولية. وعبر عن ألمه كون طرابلس باتت خارج المعادلة السياسية لا سيما خلال مرحلة تأليف الحكومة الطويلة حيث لم يكن لها دور و”حتى ولو كان دور التعطيل، لا سمح الله”!
كلام فيصل كرامي جاء خلال لقاء صباحي في حديقة بيت الفن في الميناء بدعوة من أمانة الكرامة في المدينة وشارك فيها، عميد البيئة نهاد الزيلع، رئيس هيئة دعم الميناء عامر عيد، أمين عام جمعية “ميناؤنا” فتحي مجانيني، النقيب زهير زيلع، قائد كشاف البيئة مراد عبوشي، مدير بيت الفن عبد الناصر ياسين، رئيس نادي البيئة فواز محمد ومخاتير الميناء: ابراهيم الحلبي، غسان الجم، جورج أروادي، عبد الله البقا، ميشال روحانا وبلال يوسف، اضافة إلى حشد من أبناء الميناء.
بداية تحدث الحاج محمد علي درويشة باسم الأمانة وأهالي الميناء مرحباً بكرامي، مستعرضاً دور العائلة الكرامية منذ أيام المفتي رشيد كرامي الجد مروراً بعهد عبد الحميد كرامي رجل الاستقلال والشهيد رشيد كرامي وصولاً إلى الرئيس عمر كرامي الذي أرسى دعائم العمل المؤسساتي الخدماتي في مدن الفيحاء والشمال.
ثم تحدث فيصل كرامي فقال: “نحن على أبواب مرحلة سياسية جديدة في لبنان، لا سيما وأن الحديث عن اقتراب ولادة حكومة الوحدة الوطنية يتقدم، وأياً تكن العيوب التي تشوب هذه الحكومة على المستوى الدستوري أو حتى على مستوى المحاصصات فهي حكومة ستنهي مرحلة اللااستقرار وتفتح مرحلة الانتظام السياسي الداخلي استناداً إلى مظلة أمان اقليمية ودولية”. أضاف: “أمر واحد يؤلمنا في هذه اللحظة، هو أن طرابلس باتت خارج المعادلة السياسية وكان فاضحاً خلال الأشهر الطويلة للتأليف أن مدينتنا لم يكن لها دور، أي دور، حتى ولو كان دور التعطيل، لا سمح الله”.
وتابع كرامي: “لقد عانت هذه المدينة طوال العهود من الحرمان والتهميش، ففي زمن الاستقلال حوصرت الى أقصى درجة ولم يتم الاعتراف يوماً بما تمثله من ثقلٍ في المعادلة اللبنانية. وقد انتزع آباؤنا وأجدادنا بعض حقوق مدينتنا انتزاعاً من هذا النظام السياسي والطائفي المريض. ثم وخلال مرحلة الأزمة الكبرى في الوطن والحروب الأهلية التي اندلعت في كل مكان، أخذت طرابلس نصيبها من الاستباحة والتوظيف الخارجي. ثم أتى السلم الأهلي فإذا بالمدينة تلغى طوال 15 سنة عن الخارطة واذا بها متروكة للتآكل والنسيان. ولكن منذ العام 2005 وحتى اليوم ومروراً بانتخابات 2009، كيف نفسر نحن أهل طرابلس هذا التعامل مع مدينتنا؟ أوليست هي التي أعطت وضحت ثم جعلت الأكثرية أكثرية؟ هل هذا منظر مدينة ممثلة في البرلمان؟ والخوف أن يستمر هذا الواقع مع الحكومة الجديدة… والأرجح أنه سيستمر اذا لم نرفع الصوت ونوحد الكلمة لنسترجع دورنا ودور مدينتنا، والى مزيد من التلاحم والنضال وخوض المعارك الشريفة للوصول الى هذا الهدف الذي يعيد لطرابلس دورها ومكانتها”.
وختم كرامي بقوله: “يبقى أن الخطر الأساسي والوحيد ما زال قائماً ويتمثل بالخطر الاسرائيلي ولكن وحدتنا الداخلية هي الحصانة إلى جانب جهوزية المقاومة التي سنحرص إلى الوقوف إلى جانبها وحمايتها خلال المرحلة المقبلة التي ستشهد بعض المماحكات حول سلاح المقاومة، ولكن بلا طائل”.
بعد ذلك، جال كرامي والحضور على مرافق مؤسسة بيت الفن حيث تفقد المسرح والاستديو والمرافق الأخرى، وقد أبدى اعجابه بما شاهده من روعة البناء التراثي الذي يعود إلى العهد البيزنطي ومن تقنيات وتجهيزات للمسرح والاستديو.