يوم كان قطاع الطرق منتشرون في كل مكان ويوم كانت حواجز الميليشيات تقطع اوصال البلاد كان الشريان الحيوي الذي يربط الشمال بالهرمل وبقية المناطق اللبنانية وحده الشريان الآمن طوال أكثر من عشرين عاماً من الفلتان الأمني خلال الحرب الأهلية المريرة.
إنه شريان القيبات ـ الهرمل الذي لم تسجل عليه حادثة تذكر لا بل كان ممراً آمناً للعابرين بين المناطق اللبنانية فيما كان حاجز البربارة السيء الذكر يمنع المواطنين من العبور ومن يعبر تفرض عليه الخوات بأشكالها المتنوعة عدا عن حجز مواطنين عزل وإذلالهم واعتقالهم شهور وسنوات ومن كتب له الخروج من قيودهم عاش طيلة عمره يعاني من حالات نفسية.
طريق القبيات ـ الهرمل كان من المفروض أن يلقى العناية والاهتمام من وزارات الاشغال التي تعاقبت في كل الحكومات… العناية لأنه رابط رئيسي بين محافظتين (عكار والهرمل) يجمعهما هاجس الحرمان والاهمال، والاهتمام لأنه بات ممراً للمئات الذين يعبرونه يومياً، وبالتالي في الحد الأدنى تكريم الذين حافظوا على أمن واستقرار هذه المنطقة وهذا الطريق، حيث تروى حكايات لا تعد ولا تحصى عن شهامة ونخوة سكان تلك الجبال من آل جعفر الذين كانوا يسهرون ليل نهار على طمأنينة المواطنين العابرين.
لكن السؤال هو، هل باهمال هذا الطريق يكون هذا التكريم؟
وهل الامعان في الحرمان يكون التقدير؟
تزداد الحفر والأخاديد على الطريق وتتكسر السيارات عليها وترفع النداءات لكن ليس من مستجيب.
أحد فعاليات المنطقة السيد ياسين علي حمد جعفر أوضح ان هذا الطريق هو طريق أساسي في لبنان وحرياً بوزارة الاشغال ان تولي اهمية قصوى له فعلى مدى خمس وعشرين كيلو متر من محلة “كرم شباط” الى محلة “سهلات المي” حُفرٌ وخنادق يصعب على السيارات سلوكها واننا ندعو وزير الاشغال غازي العريضي الذي نثق به الى زيارة المنطقة والاطلاع ميدانيا على هذا الواقع المأساوي.
ويضيف: ناهيك عن الطرقات الترابية التي لم تشهد في تاريخها الاسفلت وبشكل خاص في محلات “معبور الابيض ـ الجوز ـ النعناعة ـ السويسة ) وهذه المحلات موزعة اداريا ما بين عكار والبقاع.
منذ مدة انتشرت القوى الامنية على طول الطريق أي باتت منطقة أكثر من حيوية وتحتاج الى الرعاية والاهتمام.
وختم جعفر آملا ان تلقى الطريق الرعاية الكاملة والاهتمام بدءاً من توسيعه وتاهيله بشكل يستطيع ان يستوعب حركة السيارات والآليات والشاحنات الكبيرة التي تعبر المنطقة بشكل يومي.