عقد علماء عكار اجتماعا موسعا في دائرة أوقاف عكار في حلبا، في حضور مفتي عكار الشيخ زيد بكار زكريا، ورئيس دائرة الأوقاف الشيخ مالك جديدة، ورئيس صندوق الزكاة الشيخ عبدالقادر الزعبي، والمفتش الديني الشيخ خالد اسماعيل، وشيخ قراء عكار الشيخ خالد بركات وأعضاء المجلس الاداري، وكان بحث في موضوع الزواج المدني.
وأصدر المجتمعون بيانا رأوا فيه ان “الشريعة الاسلامية كاملة. قال تعالى: اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا. ولذلك فهي لم تترك جانبا من الجوانب الحياتية والمعيشية إلا وعالجته قال تعالى: ما فرطنا في الكتاب من شيء، ولن يوجد تشريع أسلم ولا أعدل ولا أحكم من شرع الله قال تعالى: قل أأنتم أعلم أم الله؟”.
أضافوا إن “الشريعة كفلت الحرية للناس حتى في العقيدة قال تعالى: لا إكراه في الدين، وقال تعالى: أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين. ولكن الحرية لها حدود تنتهي عندها، وليست هناك حرية مطلقة وخاصة إذا كانت تطال شريعة الله وأحكامه ولذلك لا يمكن لبشر أن يأتي بخير من غير حكم الله تعالى، وتدخل البشر في أحكام الاحوال الشخصية عبر إقرار الزواج اللاديني إنما هو تعد هلى اختص الله به نفسه قال تعالى: ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير؟”.
واعتبروا أن “ما يسمى بالزواج المدني هو تسمية للشيء بغير اسمه إذ هو في غالب صوره يكون من المعاشرة المحرمة وهذا ما أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: يأتي زمان على الناس يستحلون فيه الحرام يسمونه بغير اسمه”، وقال: “إن هذه المعاشرة المحرمة التي يحاول البعض تمريرها تحت مسمى الزواج اللاديني هي مخالفة صريحة للقانون اللبناني الذي توافق عليه اللبنانيون ويكفل للطوائف حق الخصوصية في الاحوال الشخصية”.
ونوهوا “بمواقف سماحة مفتي الجمهورية الشيخ الدكتور محمد رشيد راغب قباني التي أعلنها رفضا للزواج اللاديني”، ودعوا الجميع “إلى السير وراء أهل العلم في الأحكام، قال تعالى: فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون”.
وحذروا “المسلمين عامة وخاصة شبابنا وفتياتنا من التساهل بأحكام الدين وأن من يستحل هذا الزواج فقد خرج من دين الله فلا يغسل ولا يكفن ولا يدفن في مقابر المسلمين، وننبههم إلى عدم الاغترار بالشعارات البراقة التي تحمل من ورائها السم الدفين، ونذكرهم بقوله تعالى: وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم”.
ورأوا ان “الزواج المدني هو زواج لاديني ولا يوجد في لبنان طائفة بلا دين فإلى من ينتمي هؤلاء المتزاوجون إلا إلى طائفة لادينية ولا يوجد لها مكان في لبنان، فلبنان بلد متعدد الطوائف وليس بلدا لا دينيا. والطائفة السنية الحريصة على التمسك بالدين والأخلاق تستنكر قيام بعض السياسيين من أبناء الطائفة بتبني مثل هذا القانون وغيره الذي يعتبر من صميم ديننا وأخلاقنا ونحذر الجميع من التمادي في الاعتداء على حرمات الدين والعلماء والطائفة”، وندعو المسؤولين في لبنان رئيسا وحكومة وبرلمانا إلى رفض هذا الزواج من أصله وعدم الاستجابة لبعض الضغوط الاعلامية وبعض الهيئات المشبوهة”.
وأكدوا رفضهم لإقرار هذا المشروع “رفضا قاطعا”، ودعوا إلى سحبه من التداول “وسنسعى بكل الوسائل المتاحة لمنع إقراره حرصا على السلم الأهلي وستبقى اجتماعاتنا مفتوحة لمتابعة ما يجري من أحداث ومستجدات تستهدف الطائفة والوطن سواء على صعيد الزواج اللاديني أو أحداث عرسال”. كما دعوا وسائل الإعلام إلى أن “ترتقي إلى مستوى المسؤولية الوطنية بعيدا عن الفتن وإشعالها”.