جهاد نافع
لم تأخذ عكار، كما الشمال، حقها على المستوى السياسي الوطني اللبناني بالرغم من ان المنطقة في عكار والشمال تختزن الكثير من الكفاءات القيادية والنخب على مستوى كل القطاعات المهنية.
منذ انتخاب الرئيس سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية لم تتكرر هذه الفرصة التي وضعت الشمال في دائرة الفعل السياسي الوطني وكاد الوزير والنائب السابق مخايل الضاهر ان يصل الى الرئاسة لولا الاحداث التي حصلت ومنعت وصوله الى القصر الجمهوري بعدما بات يومذاك رئيسا ليتسفيق في الصباح وقد ابعد عن هذا المنصب.
وتبوأ الرئيس عصام فارس منصب نائب رئيس الحكومة لسنوات اضافة الى رئاسة عدة لجان وزارية وضعت اهم المشاريع الانمائية والاعمارية للبنان والشمال وعكار وهي المرة الاولى في تاريخ لبنان التي كانت فيها عكار والشمال في دائرة الفعل السياسي الاول.
ومنذ وصول العماد ابراهيم طنوس الى قيادة الجيش لم تتكرر هذه السابقة.
في الايام القليلة التي مضت تزينت شوارع عكار بلافتات التهنئة لاختيار اثنين من ابناء عكار، الاول ابن عندقت العميد كميل ضاهر مديرا للمخابرات في الجيش اللبناني، وابن وادي خالد العميد سعد الله حمد نائبا له، وشكرت اللافتات التي رفعت كل من اختار القائدين العسكريين في المنصب الرفيع واعتبر الاختيار التفاتة هامة الى اقصى عكار، الى المنطقة الحدودية التي شهدت توترات امنية متأثرة بالاحداث السورية خاصة وادي خالد المعروفة تاريخيا بانها نموذج الحرمان الفاقع اللون. وقد انصفت قيادة الجيش هذه المنطقة سواء وادي خالد او البلدة المتاخمة لها عندقت المعروفة بأنها خزان الجيش اللبناني البلدة التي انجبت عشرات الضباط في الجيش اللبناني.
يقول احد العكاريين ان هذا التعيين بعيد كل البعد عن اللعبة السياسية وحين تستبعد الايدي السياسية عن عكار يحصل اصحاب الكفاءات على حقهم في الوصول الى المناصب العليا. ومن الاهمية بمكان حسب المصدر العكاري ان ترفع الايدي السياسية دائما عن الجيش اللبناني والمؤسسات العسكرية اللبنانية كي تبقى هذه المؤسسات نظيفة وبعيدة عن حبائل السياسة وكيدياتها لان الجيش والمؤسسات العسكرية ضمانة الوطن وصمام امنه واستقراره.
في معمعة السجال حول رئاسة الجمهورية وما يحصل من تجاذبات ان حصلت مؤخرا بين مرشحين الاول العماد ميشال عون والثاني الوزير سليمان فرنجية، لا تزال عكار بين المرشحين على مسافة واحدة وان كان نوابها بعضهم اعلن التزامه بفرنجية مرشح الرئيس سعد الحريري في العلن ورفض هذا الترشيح في مجالسهم الخاصة، بل بالمزايدة على عتاة قوى 14 اذار واعتبارهم ان انتخاب فرنجية هو انتخاب الرئيس السوري بشار الاسد وقد نقل عن نواب عكار انتقادهم لموقف زعيمهم الحريري دون ان يعلنوه عبر وسائل الاعلام خشية ان يطالهم الاستبعاد او الابعاد او «الحرم» السياسي فيخسرون مناصبهم في الاستحقاق النيابي المقبل.
وفي الوقت عينه لم يهضم هؤلاء النواب العماد عون مرشحا للرئاسة وهم اقرب في مواقفهم الى مواقف الوزير اللواء ريفي. ويأمل العكاريون ان يفسح في المجال كي يكون لهم الرأي في خيارات الوطن المفصلية وان يتاح لابناء عكار الوصول الى مواقع قيادية والى ادارات مفصلية وان تحقق ذلك سيكون الخطوة الاولى لرفع الحرمان عن هذه المنطقة. فهل تكون خطوة تعيين ضاهر وحمد اولى الخطوات نحو غد افضل لعكار؟.. وهل يصل عكاري او شمالي الى منصب رئاسة الجمهورية؟ علما ان قواعد التيار الوطني الحر في عكار هي الاوسع انتشارا وبالتالي هي قواعد ملتزمة بمرشحها العماد عون.