عكّارُ سمَّرْتُ فيكِ القلبَ والحَدَقا أَفشــــــيتُ حبَّــــكِ )لا زُلفى ولا مَـلَقـا(
عكَّــــــارُ ما أنتِ إلاَّ القلبُ ملتهباً عــانيْتُ فيـهِ الهـوى والوجْــــدَ والأَرَقا
قلـبٌ تهيمُ قلوبُ العـاشـقين به تـراكـمَـتْ فـوقَــهُ الأَشواقُ فــاحْـتَرَقا
يا دُرّةَ المجدِ من أعتــابنـا انبَثَقَتْ فشكَّـلَـتْ للعُـلى دَرْيــاً ومُـــفْــتَـرَقــا
أَهديتُكِ العُمْرَ عن حبٍّ ومِنْ صِغَرِ ٍ عشـقْتُ طـيْـفَكِ يَسْـبي الشطَّ والأُفُقا
أَتَـذْكُـرينَ فتىً بــالحُـلْمِ مُنـتـشـياً أنـــا الـذي كنـتُ للأحـلامِ مُـمْـتَـشِـقا
أَنَّــى رحَــلْتُ فَجَـفْنٌ منكِ يُلهِمُني الهـدى. وذِكْـرُكِ في الأَنفاسِ قد عَبِقا
وإنَّني مُقْـصِــرٌ حــتّى ولــوْ عـبَـثاً أَفْـنَـيْـتُ فـي مَدْحِـكِ الأَقـلامَ والورقا
فمـن يُحــاكي حقولاً فيكِ مُزْهرةً وفـــي جبـالِـكِ عــزٌّ يـزْدَهـي أَلَقـــا
عكَّـــارُ هذا شــبابٌ منـكِ مؤْتَـلِفٌ قلْتِ: انْطَلِقْ. واحْمِلِ الأثقالَ، فانْطلَقَا
إذا بـدَتْ لـكِ في الآفـاقِ طـارقـةٌ يـقـــدِّمُ الـــدمَ والأرواحَ والـرَّمَـقـَـــا
ومِـنْ ثـراكِ إذا هــاجَتْ مـحـابِـرُهُ كالمُنتشـي يرْسـمُ الأفــلاكَ والغَسَـقا
مجْبـولـةٌ مـن أديـمِ الطّـهْرِ صورتُهُ يأتي الوَغى، لبزوغِ الشَّمْسِ مُسْتَبِقـا
أَهْدِيْتُكِ العُمْرَ يا حُزني ويا فَرَحي وسـرْتُ فيـكِ الرُّبى والسَّهْلَ والطُّرُقـا
أَنَّاتُ شعْـبِكِ طـالَتْ وهيَ مُزْمِـنَةٌ أمَـا أَلِـفْـتِ الأَسَـى والهَـمَّ والقَـلَـقا؟!
ثكْــلى بأشــباهِ حكَّـامٍ وما بَرِحوا يعـــاقـرون الخَـنَـا والـذّلّ والنَــزَقــا
وجوهُـهُـمْ كـالحاتٌ في مفاسِدِها أعـــوذُ باللهِ مـــن شــرّ ومــا خَــلَقا
أَيَصنَع العدْلَ أو يُرسـي دعـائمَــهُ متـيـنـةً، مَـنْ أَتـى لـلحُكْـمِ مُرْتَزقا؟!
أو نأمَلُ الحقَّ من لصٍّ ومنْـحرفٍ وهو الذي يقْـطَـعُ الأرزاقَ والعُــنُــقـــــا
ولْنسْأَلِ الزَّرْعَ والأَغراسَ كم يَبِسَتْ وصاحبُ الأمرِ يجْــنـي كيْـفـما اتّــفـقـــا
فلا رئيـــسٌ بغـيـر الظلـمِ أَتْــحفنا ولا وزيــرٌ أَضـــاءَ العــتـْـمَ والـنَـفَــقــــا
يشــتـاقُهُ السجنُ لو يُرمى بمرقدِهِ لمـثِـلـهِ تـنْـتـشـي الأَعـوادُ لــوْ شُــنِـــقا
ونــائـبٍ عنْــكِ يا عكَّــارُ مـرْتَـهَـنٌ كـــأَنَّـــهُ فـي شِــباكِ الـفــأرِ قـد عَـلِـقا
إذا المطالبُ حامتْ في مجالسهم يســودُهُ الصَّــمْـتُ. لا حـامى، ولا نَطَقا
كـلٌّ يُغـنّـي على ليلاهُ مُحْـتَـســباً قطْـفَ الجنى. وهْـوَ، لا غـنَّى ولا شَـهَقا
ويَـلْعَقـونَ شـهـيَّ الـزادِ وحْـدَهُمُ فــانْـظُـرْ لنـائـبِ عكَّــارٍ ومـا لَـعَــقـــــا
تـــرينـهُ مسـرعاً في رفـعِ إصْبَعِهِ طبعــاً إذا لــم يكُن في النومِ قد غـَـرِقا
يثــــورُ عنـــدكِ. أمَّا في معاقِلِهم فأخـــرسٌ. ودَّتِ الغِــربــانُ لــو نـَعَـقــا
عكّــارُ عـذراً إذا أبْـدَيْــتُ منفعـلاً عــواطفــي نحـو حِـرمانٍ وقـدْ دَفَـقــــا
فلـيسَ مَـنْ بيـدَيْــهِ الماءُ مُـبْترداً كـمَنْ يُعــاني اللَّظى والجَمْرَ والحُـرَقـــا
أَنــا علــى أَملــي بـاقٍ ويَرْفِدُني شـــوقُ الصباح، أَراهُ يَـرْقـبُ الفَـلَـقـــــا
فلا تلـــومي أنيـني فوقَ مِحْبَرتي كــلُّ الـورى تعْــذُرُ الـولهان إنْ عَشِـقــا
شَــرِبْتُ كأسَكِ بالحِرْمانِ متْرَعَةً وعِشْــــتُ فَجْــرَكِ رغْمَ الظُّـلْمِ مُنْـبَـثـِقا