دخل الاستحقاق الانتخابي البلدي دائرة الاهتمام السياسي والشعبي في عكار منذ اعلان وزير الداخلية موعد الانتخابات في 30 أيار المقبل شمالا، حيث تيقن الجميع ان الانتخابات حاصلة لا محالة. فالاستحقاق البلدي في عكار له نكهته الخاصة ويشكل مفصلاً هاماً في الحياة العامة نظرا لتتداخل السياسة وتشابكها مع العائلات ومع القوى الشعبية في البلدات والقرى وتشهد الساحة العكارية راهنا انطلاق الماكينات الانتخابية خاصة في البلدات الكبرى التي تعتبر ميزان القوى السياسية في المنطقة.
والملاحظ أن الحديث حتى الان يقتصر على محاولات التوافق وتجنيب القرى والبلدات معارك انتخابية حادة قد تعيد الانقسامات العائلية الى سابق عهدها لكن مساعي التوافق التي تسعى اليها كل الاطراف دونها عقبات تبدأ من الانقسامات السياسية التي لا تزال حاضرة على الساحة العكارية وصولا الى انقسامات عائلية خلفتها الانتخابات البلدية السابقة ولا تزال آثارها حاضرة في معظم القرى والبلدات الامر الذي يستدعي من النواب ومن القوى السياسية في عكار التعامل بحذر مع الاستحقاق الانتخابي ومع المرشحين واللوائح التي ستتشكل .
ويواجه النواب والقوى والتيارات اكثر من معضلة في البلدات ابرزها أن في التيار الواحد اكثر من طامح للرئاسة وفي العائلة الواحدة تنافس بين اكثر من مرشح مما يجعل الخيارات صعبة واسهلها مر لا بل للخيارات انعكاسات قد تمتد الى التاثير على القواعد الشعبية للنواب.
غير ان تيارا واحدا لا يجد نفسه مربكا حيال هذا الاستحقاق هو تيار الرئيس عصام فارس المؤثر والفاعل في الحياة العامة السياسية والاجتماعية في عكار فلهذا التيار موقع لدى كافة الاطراف والقوى وفي كل البلدات والقرى نظرا لما قدمه ولا يزال يقدمه من انماء وهبات ومشاريع شكلت نقلة نوعية في عكار عدا عن الخدمات التي قدمتها مؤسسته لكافة البلديات،ومن هذا المنطلق نقل مدير اعمال عصام فارس في لبنان سجيع عطيه رغبة الرئيس فارس بالتوافق والابتعاد عن زواريب السياسة الضيقة واختيار الاصلح لخدمة الانماء في المنطقة، فليس من مشكلة لدى تيار فارس حيث الجميع في اطار هذا التيار الذي بقي القاسم المشترك بين كل القوى والاطراف.
اما تيار المستقبل فلم يرشح عنه موقف واضح حتى الان حيث يعقد نوابه الاجتماعات لاتخاذ الموقف اللازم من الاستحقاق وقد وضعوا على طاولة البحث خريطة البلدات والقرى في دراسة متأنية لتحديد التحالفات وذكرت مصادر ان افكارا اولية يتم التداول بها حول السعي لإحداث تغيير في بلديات كثيرة وخاصة في البلديات الكبرى ذات التأثير في مسار الحركة السياسية،لا سيما ان عددا من البلديات شكلت في السنوات التي مضت حالات اعتراضية معاكسة لتيار المستقبل الى حد الارباك،ويرى النواب ان وقت الحساب قد حان.
والواضح ان ارباكا يواجه القوى في اكثر من بلدة كبرى وخاصة في بلدات ببنين وبرقايل والقبيات وفنيدق وعكار العتيقة وحلبا حيث ينتظر ان تتخذ الانتخابات فيها شكل التنافس الحاد بين القوى السياسية الموزعة مابين 8و14آذار .
وفي اجتماع عقده نواب عكار منذ فترة قريبة جرى فيه تقييم القرى والبلدات الكبرى ومدى امكانية حصول تغيير في عدد منها.
وقد استحدثت مؤخرا تسع بلديات هي :بيت يونس – عمار البيكات – عرقا – المونسة- قنية – اكروم – كفرتون- المقيطع(تلحيات)- تلة وشطاحة، وبذلك بات في عكار 102 بلدية من اصل 350 بلدة وقرية .في حين بلغ عدد المخاتير 163 مختارا .
ويلاحظ ان جبل اكروم للمرة الاولى يتم استحداث بلدية فيها رغم انها تضم سبع بلدات وقرى والبلديات المستحدثة فيها هي (اكروم و قنية والمونسة) بينما لا يزال وادي خالد محروما من البلديات رغم انه يضم 17 بلدة وقرية باستثناء بلدية المقيبلة.
جهاد نافع