نظمت بلدية عكار العتيقة احتفالا لمناسبة عيد الاستقلال ودعما للجيش اللبناني والمؤسسات الامنية كافة، في قاعة المسجد الكبير في البلدة، حضره ممثل الرئيس نجيب ميقاتي الاستاذ اسامة الزعبي، ناصر بيطار ممثلا نائب رئيس الحكومة السابق عصام فارس، راعي ابرشية عكار وتوابعها المتروبوليت باسيليوس منصور، رئيس دائرة الاوقاف الاسلامية في عكار الشيخ مالك جديدة، العميد الركن نخلة عبود ممثلا قائد الجيش، المقدم ماجد الايوبي ممثلا مدير عام قوى الامن الداخلي، رئيس مكتب مخابرات الجيش اللبناني في عكار الرائد ميلاد طعوم، كميل جميل ممثلا تيار المستقبل، رئيس صندوق الزكاة في عكار الشيخ عبد القادر الزعبي، رئيس اقليم كاريتاس عكار الاب ميشال عبود، مأمورة نفوس الجومة جاندارك دعبول، امام المسجد، وحشد كبير من رؤساء البلديات ومخاتير وفعاليات اجتماعية ودينية وتروبية واهالي البلدة والجوار.
بدأ الاحتفال بالنشيد الوطني على ايقاع موسيقى كشافة الخيال، ثم دقيقة صمت عن ارواح الشهداء، فكلمة ترحيب من عريف الاحتفال احمد ملحم. ثم توالى على الكلام كل من الدكتور حسن يحيى بكلمة اهالي عكار العتيقة وكامل الشعار كلمة عوائل شهداء الجيش وكلمة اتحاد بلديات الاسطوان القاها رئيسه عمر الحايك، فكلمة رئيس اتحاد بلديات الشفت انطوان عبود، وكلمة لرئيس بلدية القبيات عبدو مخول عبدو، واجمعت الكلمات على الاشادة بالجيش اللبناني والقوى الامنية، معتبرة ان الجيش هو صمام أمان الوحدة الوطنية وحامي الارض والشعب، وهو المؤسسة التي أجمع اللبنانيون على الوقوف معها لدرء الاخطار والفتن المحدقة
بالبلد، وان عكار هي البيئة الحاضنة للجيش والقوى الامنية الشرعية. كما دعت الكلمات الى الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية، آملين فك أسر العسكريين المختطفين وعودتهم سالمين الى اهلهم ومؤسساتهم، موجهين تحية الى الجيش وقوى الامن وتحية خاصة الى قائد الجيش العماد جان قهوجي.
البحري
ثم القى نائب رئيس اتحاد بلديات الجومة رئيس بلدية عكار العتيقة منظمة الاحتفال، خالد بحري كلمة قال فيها: “الامل الوحيد الذي ظل اللبنانيون يعلقون آمالهم عليه هي المؤسسة العسكرية وباقي المؤسسات الامنية، التي تشكل مجتمعة صمام امان لبنان، وأمن اللبنانيين”.
ورفض “التطاول والاعمال الارهابية ضد الجيش والمؤسسات الامنية، وموقف منطقة عكار مع الجيش، بل نحن الجيش اللبناني”.
واعتبر البحري “أن الرد على دعوات انشقاق العسكريين عن مؤسستهم، يكون برفدها آلاف من ابناء المنطقة من جديد، التي ستبقى خزانا لا ينضب لتغذية هذه المؤسسة بالعديد، اما العتاد فمسؤولية الحكومة تأمينه بأي شكل من الاشكال”.
وتوجه الى قائد الجيش العماد قهوجي “الذي هو خشبة خلاص هذا الوطن، بقيادته الحكيمة والثقة الكبيرة جدا به”.
منصور
وقال المطران منصور في كلمته: “من موقعي في القيادة الروحية، أؤكد واقول ان اي اساءة للجيش اللبناني المكون من كل اطياف هذا البلد، وطوائفه وناسه ومناطقه، من يؤذيه او يفكر باي إساءة كانت، فهو اكثر اجراما ممن يسيء الى المسجد والكنيسة”.
أضاف: “مع هذا العمل الحيوي الذي يقوم به الجيش، نتمنى ان يكون للبلد رئيس، ونتمنى ان تكون فيه المؤسسات معافاة من كل خلل، وعلى سوية واستقامة كاملة، ومهما غاب عن الوطن من مسؤولين تبقى الاشجار تعطي ثمارها والينابيع تدفق مياهها، والناس تعيش بمحبتها مع بعضهم البعض، والهواء يبقى نقيا، يتمتع الناس به جميعا ولكن، بشرط ان يبقى الجيش بصحته وعافيته، وقوته وقدرته في كل بقعة من بقاع الوطن”.
وتابع: “الجيش في لبنان من كل اطياف وطوائف هذا البلد، اي الذين عملوا على إنشائه بلدا حرا عزيزا مستقلا بعيدا عن كل تأثير اجنبي”.
وقال: “عندما استعمر العثمانيون لبنان جلبوا حكاما من هنا وهناك وطردوا اهل البلاد من السلطة، فواجههم اللبنانيون. واول انكسار وهزيمة لاسرائيل، في جنوب لبنان، لان هذا الشعب بآبائه وشيوخه وبكهنته ومشايخه مسيحيين ومسلمين كانوا يدا واحدة ضد اي ظلم عبر التاريخ، والجيش كما أظهر في هذه الايام، انه جيش عقائدي بكل معنى الكلمة، المسيحي الى جانب المسلم يرويان الارض بدمائهم فتنبت اشجارها وغصونها، وأظهر مقدرة وعنفوانا نتمناها لغيره من الجيوش العربية”.
أضاف: “في لبنان الشعب هو حاضن الجيش، فالجيش يشعر بالأمن والطمأنينة في بيت اهله، لذلك فهو يقدم بدون اي تردد، مهما غلت التضحيات والاثمان التي يقدمها، وعلى هذا يجب ان نعاهد الله ان تكون هذه الوحدة واللحمة، لكي يبقى الجيش بوحدة ولحمة واستقلال، يرفض كل ظلم وكل قهر، ثابت على مدى الدهور”.
جديدة
وألقى الشيخ جديدة كلمة وجه فيها تحية الى قيادة الجيش وقائده والقوى الأمنية كافة. وخاطب اهل السياسة سائلا:”أين الفتنة؟ أين الكياسة؟ ألا تعلموا اننا، ان كنتم انتم من هؤلاء الناس، انكم اليوم وضعتمونا على باب الافلاس، والافلاس يعني ان تتهاوى المؤسسات، وان ينفرط عقد الدولة وان نضيع بارقة الامل في الارض والايمان عنيت الجيش اللبناني، وحينذاك لا كرامة لا أمن لكم ولا كراسي لكم ولا مكان لكم، في هذا الوطن ولا في هذه الارض”.
أضاف: “نقول لأهل السياسة لا تبدلوا الاستعمار بالاستعمار، فلا تستعمروا شعوبكم، ولا تجعلوا الاستقلال عيدا لكم، عيد الاستغلال، تستغلوا وطنيتنا ومحبتنا وطوائفنا، وتستغلوا كل شيء لتدمروا الوطن ولتبقى لكم زعامات واهمة”.
وحذر جديدة كل من لا يعمل على مسيرة الامن “فهو نقيض الايمان، وكل من لا يعمل على حفظ كرامة الانسان، فقد خان السنة وخان القرآن، فليس من القرآن في شيء ان نزرع في الارض الاشلاء والدماء وان نعرض البلاد والكرامة للضياع، هل يعجبكم ما نشاهد في العراق وما نشاهد في سوريا وليبيا وفي اليمن، انها الدماء والاشلاء، انها لا شك ليست من عبق الايمان في شيء ولا بارادة الاصلاح في شيء”.
وتابع: “ان علماءنا قد وضعوا ضوابط للاصلاح، فمن اراد ان يأمر بالمعروف، فليكن امره بمعروف، ومن اراد ان ينكر المنكر، فينبغي الا يرتكب المنكر، وان من اراد ان يصلح في الارض، عليه ان يكون صالحا مصلحا، هذه هي الحقيقة التي نؤمن بها، كيف يجوز لمن يدعي الايمان، ويحمل رايات التوحيد والايمان، ان يقتل الانسان، وان يهدر كرامة الجار، وقد جاء رسول السلام ورسول الاسلام ليقول “لقد اوصاني جبريل بالجار وما زال يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه”، كيف يأمرنا الاسلام ان نمد جسور المحبة في الارض، وان نعمل على السلام، كيف سمحتم ان تشوهوا بارقة الامل، في هذه الاوطان، وان تأخذونا الى حيث الفتنة والدمار، وان تعملو في خارطة رسمها اعداؤنا، وانتم فيها اللاعبون الصغار، تعملون ضد مبادئكم، وضد دينكم، وضد رسالتكم، وضد اوطانكم ولن يكون القطاف الا لأعدائكم”.
وطالب السياسيين باعطاء القرار للجيش قائلا: “نحن اليوم على ارض هذا الوطن، نقول اذا اردتم ان تبقى لنا كرامة، وان يبقى هذا الوطن آمنا من الفتن، التي تسرح من حولنا، فاعطوا الجيش كل القرار، حتى تنعموا بنعمة الاحرار، والا فستضيعوا، وتضيعوا البلد والديار، وانتم يومئذ مجرمون آثمون، لأنكم عرقلتم الامن، وعرقلتم مسيرة الايمان، انه عيد الاستقلال ونحن امام خيار صعب، وامام امتحان صعب، عيد الاستقلال اليوم، ان يستقل اهل السياسة، ان يستقلوا عن كل خراب خارجي، حتى نعيش احرارا، وان نعيش نعمة الاستقلال، والا فإهانة لهذا الوطن واهانة لشعبه، واهانة لكرامته، ان تحسبونا في حساب القصار، نحتاج الى وصي من الخارج، ونحن ارباب الحرف، والكلمة والحضارة، ونحن من علمنا الدنيا، وزرعنا المعرفة في الوجود، من اجل ذلك عليكم ان تستقلوا يا أهل السياسة، والا فاستقيلوا، ونحن نعرف كيف يكون البلد آمنا، وواعدا مع جيشه المفدى، مع القوى الامنية حتى تبقى مسيرة الامن والايمان، وحتى يبقى لنا وطن اسمه لبنان”.