كرم النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس المطران افرام كرياكوس راعي ابرشية طرابلس وتوابعها للروم الارثوذكس خلال لقاء وطني جامع دعت له مؤسسة فارس واقيم في قصر الشاطر حسن – اوتوستراد طرابلس. في حضور حشد من الشخصيات السياسية والمرجعيات الدينية وفعاليات اجتماعية وتربوية، تقدمهم العميد وليم مجلي ممثلا النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس الرئيس عمر كرامي ممثلا بعبدالله ضناوي، الرئيس نجيب ميقاتي ممثلا بمقبل ملك، الرئيس فريد مكاري ممثلا بكوستي عيسى، العميد سمير شعراني ممثلا الوزير محمد الصفدي، رفلي دياب ممثلاً رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، مفتي الشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار، المطران المكرم افرام كرياكوس والمطران باسيليوس منصور راعي ابرشية عكار الارثوذكسية، المطران جورج بو جوده ممثلا بالمونسينيور موسى يوسف والمطران جورج رياشي راعي ابرشية طرابلس وتوابعها للروم الكاثوليك. والنواب : سمير الجسر، الدكتور احمد فتفت، فريد حبيب، نقولا غصن، اسطفان الدويهي، محمد كبارة، احمد كرامي، بدر ونوس، سامر سعاده، خالد ضاهر، خالد زهرمان، معين المرعبي، هادي حبيش، نضال طعمة،الدكتور رياض رحال وخضر حبيب.
والنواب السابقين الشيخ مخايل الضاهر، طلال المرعبي وجيه البعريني، كريم الراسي.
محافظ الشمال وبيروت ناصيف قالوش، نقيب محامي الشمال انطوان عيروت، نقيب اطباء الشمال الدكتور نسيم خرياطي ونقيب المهندسين في الشمال جوزيف اسحق، نقيب أطباء الأسنان في الشمال محمد سعادة، قائد منطقة الشمال الاقليمية العميد علي خليفه، المدير الاقليمي لأمن الدولة في الشمال العقيد طارق عويدات، رئيس دائرة امن عام الشمال المقدم شربل انطون، قائد منطقة الشمال العسكرية العميد الركن عبدالحميد درويش، رئيس فرع مخابرات الشمال العميد عامر الحسن، قائد سرية اميون العميد جورج وهبه، الرائد سامي منصور امر مفرز استقصاء الشمال والعقيد فؤاد خوري.
بعد النشيد الوطني القى المفتي الشعار كلمة قال فيها : “في الشمال يتلاقى الجميع ويتعايش وفي طرابلس يأمن الجميع ويطمئن لانها مدينة السلام والعلم والعلماء ولعل الدين الذي نفتخر به ونعتز والذي لي فيه شرف التمثيل والتحدث هو الذي رسم لنا اطار التعايش والتعامل مع الاخرين .من هنا كان التعايش مع الاخرين وكذلك التعامل انما يقوم على اسس دسنية تعبر عن حقيقة فهمك لدينك بل وعن تدينك الصحيح وكلما صفا تدينك وارتقى كلما تميز عطاء وحسن معاملة وتواصلا في اطار الخير واحترام الاخرين واعطاءهم حقهم في الاطار الانساني والمدني . فالاسلام امرنا بالعدل ابتداء لان الجباه لا تقوم الا به ولان العدل يمثل انتظام الحقوق الذي ينعم بها سائر افراد المجتمع”.
ولفت المفتي الشعار الى “ان الدولة والوطن والكيان لا يقوم بالمؤسسات والقوانين وحدها فما اكثر الاعتداء عليها وما اكثر ما تعطل القوانين ويلوى ذراعها او عنقها ان الدولة ومؤسساتها تحتاج الى تماسك ابنائها وتحتاج الى مراعاة حرمة المؤسسات والقوانين وذلك كله يحتاج الى اخلاق والى قيم ومشاعر والى وازع ديني والى تربية ابنائنا وشعبنا أ ان محبتهم لدينهم ولربهم تعني محبتهم لوطنهم ولاخوانهم واحترامهم لبعضهم”.
ورحب المفتي الشعار بـ”المطران كرياكوس في طرابلس والشمال سيداً في ابرشيتك حاضناً لرعيتك عينك على الوطن” .
واثنى المفتي الشعار على “الدور الكبير الذي يقوم به النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس” وقال: “لا يفوتني من وقفة متانية مع دولة الرئيس عصام فارس ومؤسسته ، اما دولته فعصامي وفارس احب وطنه واحب شماله واحب عكار ولبنان واحبه اهل الشمال خاصة واهل لبنان عامة . اعطى بسخاء ورعى مشاريع الخير والتعليم وحتى الايتام واعتزل السياسة ولم يعتزل فعل الخير والعطاء ورعاية المؤسسات الخيرية والرياضية والثقافية والتعليمية وكل ذلك اصبح سيجة وطبعا وخلقا ومحط شكر وثناء. لكن ان تغادرنا يا دولة الرئيس ويطول غيابك فلبنان لا يستحق ذلك والشمال وعكار لا يزالا بانتظارك وان تقفل المؤسسة في طرابلس وتنتقل ، فنحن عاتبون لان طرابلس ليس من خلقها ان تسيىء الى احد”.
أما المكرم المطران كرياكوس فقال: “يجمعنا اليوم دولة الرئيس عصام فارس ليقول لنا اننا واحد في خدمة هذا الوطن العزيز وخصوصا قطاعه الشمالي وانا من جهتي يحدو بي ايماني ان اقول لكم باننا مدعوون لنقوم بعمل الله في هذه الارض التي نحن قاطنون عليها ومن الضروري لنا اليوم ان نكتسب لغة الناس وان لا نكتفي بحسن الخطابة فقط ومن الواجب علينا ان نقترب من البشر متجنبين قدر الامكان مظاهر الحياة التي تبعدنا عنهم وتعثر الضعيف والمسكين فيهم . الانسان اليوم جائع الى الخبز والى العمل والى الكلام الصادق بكلمة واحدة الانسان في جوع الى روح الله الى المعزّي. وهذا يتتطلب جهدا متواصلا . سوف يصدنا الكثيرين واولهم انانيتنا وذواتنا ولكن علينا الا نييأس ابدا . فوطننا الحبيب لبنان بحاجة الى اشخاص متوثبين فكريا وعمليا ، الى مبدعين من اجل تحقيق رسالة هذا البلد الصعبة لكن المقدسة في الشرق الاوسط والعالم”.
وختم المطران كرياكوس بالقول : “شكرا دولة الرئيس عصام فارس الذي اكرمني بهذه الدعوة الجامعة والذي لن ينضب فيضان عطاءاته لابناء هذا البلد ، هذه الهبات المجسدة مشاريع متنوعة لخدمة المواطنين وابناء كنيسته ولا سيما شبابها الساعين الى العلم والى التعلم في موائل العلم من الجامعات . وشكراً للمفتي الشعار على حضوره ومشاركته في هذا اللقاء”.
كلمة الختام كانت لممثل عصام فارس العميد وليم مجلي قال فيها:”شرفني دولة الرئيس عصام فارس وكلّفني تمثيله في حفل تكريم سيادة المطران افرام كرياكوس، هذا التكريم الذي أراده جامعاً لكلِ عائلاتِنا الروحيةِ والفكريةِ والسياسيةِ في طرابلس والشمال، الجمعُ الذي يتمناه ملتقىً دائماً لأبناء الوطنِ الواحدِ في السراء والضراء… فمن دولة الرئيس إليكم جميعاً تحيةَ مشبعةً بالمحبةِ متمنياً لسيادة المطرانِ المكرّمِ العمرَ المديدَ والعطاءَ الوفير ولكم جميعاً دوامَ الصحةِ والأمان.
سيدَنا المكرّم: أنت أميرٌ في الكنيسةِ نهلتَ من لدنها الروحانيةَ وعلمَ اللاهوت ومن المحبب أن تكونَ حاضراً في المجتمع لما لهذا الموقعِ من دورٍ دينيٍ ورعوي وكلاهما يُكمِّلُ الآخرَ، نجح فيهما معاً أسلافُك الأساقفة وتركوا بصماتٍ واضحةَ يلمسها الشماليون في يومياتهم، تنتظرك مهامٌ اجتماعيةٌ ووطنيةٌ لا تقلُ أهميةً عن دورِك الديني بل هي الأكثرُ وجوباً والأكثرُ حكمةً ودراية، ذلك لأن الكثيرين من أهلِ السياسيةِ والاجتماع انكفأوا عن الشأن الوطني والتهوا في مصالح ومنافغ خاصةٍ ما أوجب على رجالِ الدينِ المتقدمين أن يكونوا عفواً البدائل في احتضانِ الناس بعيداً عن استثمارهم في الاستحقاقاتِ الوطنية.
فيا صاحب السيادة المكرم، أهلاً بك تطلُ علينا من صومعةِ التقوى والايمان حيث نشأتَ وتقدمتَ وتميزت، عزيزَ النفسِ على تواضع، أهلاً بك ليس راعياً أرثوذكسياً فحسب بل أباً للجميع تحضُهم على الخيرِ والمحبةِ والسلام وتخدُم الانسانَ والمجتمع بما وهبك اللهُ من إيمانٍ وبما أنعمَ عليك من فضائل، أهلاً بك أكليريكياً مهندساً راعياً ورجلَ تقوى وورع”.
أضاف: “نعيشُ في بلدٍ حباهُ الله من الجمالياتِ والمميزات ما لم يُعطه لأي بلدٍ في العالم، فكانت مجتمعةً مع انسانه الفذ، انموذجاً يُقتدى في حياةِ الشعوبِ والاوطان، لكن وبالعودةِ الى الذاتِ وفي توصيفٍ وجداني للواقع الذي نعيشْ نرى بصدقٍ وبأسفٍ أننا لم نستطعْ بعد الحفاظ بأمانةٍ لا على النعمةِ الالهيةِ هذه ولا على الارثِ الوطني العظيم، فلا الدستور نجمع عليه ولا الصيغة نحميها، فكلٌ منا ينظرُ اليهما بمنظاره الخاص فلم نقدرْ على توحيدِ الرؤية رغم أننا نبدو كذلك، فبوعيٍ أو بدونه بقصدٍ أو بغيره، ننحرُ الوطنَ على مذبحِ الانانية والمصالحِ الخاصة فالى متى نقامرُ بعلةِ وجود لبنان ورسالتِه”.
تابع: “الاعتقادُ أن البلدَ معافىً والامورَ على ما يرام، اصحابُه لا يفقهون ما يدور عندنا، فهل يمكِنُ ان نبنيَ وطناً على تبادلِ مصالحٍ وتقاسمِ مغانمٍ؟ فاذا استمر هذا النهجُ فالبلدُ ذاهبٌ حتماً الى الضياعِ والمجتمع الى تآكل. لا يا سادة، نحن متفقون متفقون، لأننا موحدين في الايمان وهذا يسر عظيم، ومتنوعين في سبلِ العبادةِ وهذا حقٌ انساني، نحن نعيشُ على هذه الارض الطيبةِ شعباً واحداً، تجمعنا الارضُ نفسُها وتظللنا سماءٌ واحدةٌ، ماضينا واحدٌ والمستقبلُ ايضاً واحدٌ باذنِ الله…. فلماذا نختلفْ او نكادْ عند كلِ مفترقٍ او نخاف من كلِ استحقاق، أليسَ هذا ضعفٌ في الوطنية وبالتالي ضعفٌ في الايمان، ان الايمانَ الحقيقي الذي يجمعُنا هو نفسُه الذي يوحدُ المواطنين ويجمعُهم على الخيرِ ومحبة الله والوطن.
آن لنا أن نتخلى عن شعاراتِ التعايش والعيشِ المشترك والانصهارِ الوطني، عباراتٌ تخفي الانقسامَ والتفرقةَ والتآلف، اما نحن فمع العيشِ الواحدِ كما يرددُ سماحة المفتي الدكتور مالك الشعار….. “كما ونحنُ جميعاً من هذا الوطن ومن هذه الارض وجذورُنا من هذا الشرق، ولا وطنٌ لنا سوى لبنان” والقول لسيادة المطران المكرّم. هذه بالطبع قناعتُنا الاكيدة، هذه ارادتُنا وليستْ القدر، الرجاءُ كلُ الرجاء ان نرفدَها دوماً بماء الحياة فنعيش بكرامةٍ وهناء في وطننا العظيمِ لبنان.
وفي الختام قدم ممثل الرئيس عصام فارس العميد مجلي درعاً تقديرية للمفتي الشعار ودرعاً مماثلاً للمطران كرياكوس.