احتفلت المدرسة الوطنية الارثوذكسية في الشيخ طابا عكار بعيد المعلم خلال لقاء اقيم في بلدة عدبل، رعاه مطران عكار وتوابعها للروم الارثوذكس المتروبوليت باسيليوس منصور، وحضره النائب نضال طعمة، مديرة المعهد الفني الارثوذكسي رينيه بولس ومدير مركز القديس بولس للخدمات الشاملة الدكتور جوزيف رشكيدي ورؤساء الاقسام التربوية وافراد الهيئتين التعليمية والادارية. وتخلل اللقاء توزيع دروع وشهادات تقدير على 6 من المعلمات اللواتي امضين 25 سنة في خدمة التربية والتعليم.
استهل اللقاء بصلاة شكر لمنصور، ثم النشيد الوطني وكلمة ترحيب لرامونا نقولا. وألقى طعمة كلمة شكر فيها لمنصور “جهوده الكبيرة والدائمة لأنكم أقدمتم يوم أحجم الآخرون، وانتصرتم للحق وأعطيتموه حتى قبل أن تلحظه القوانين المرعية. وأنتم بكل ذلك تتكاملون مع رؤيتكم الشاملة لعمارة تربوية مستقيمة تقدم للانسان وللمجتمع ما يحتاجه في ظل الحاجات المتراكمة”.
وقال: “يعود عيد المعلم هذا العام، والبلد يمر في أحلك ظروفه، تتناتشه الخلافات الداخلية، والرؤى المتصارعة حول هوية بنيه. ولكن استنباط القيم الجميلة من مهج أبناء الحياة معقود على هممكم أيها المعلمون المربون. إننا ننظر إلى شقائكم وتعبكم وسهركم، كشعاع أمل يوقد جذوة في ظلمة تداهم المسار الذي يحفظ ويصون هذا البلد عزيزا، مصانا، حاضنا لجميع أبنائه دون أي تمييز فيما بينهم. فكل عام وأنتم بألف خير، عسانا ندرك الخير الحقيقي في جرح هذا البلد. ما أحوجنا اليوم إلى المعلم الرسول، إلى المعلم القدوة والمثال، إلى المعلم الحكيم الذي يعرف جيدا متى وكيف يتصرف، حفاظا على الأمانة التي بين يديه، وكذلك صونا لحقوقه وحقوق أبنائه وعائلته”.
ثم كانت كلمة لسلام شحود باسم المعلمات المكرمات قالت فيها: “راياتنا لا تحمل الا التفوق وذلك بفضل تعاون الجميع ادارة وطلابا وتلامذة واهلا، برعاية حكيمة من المطران منصور راعي مسيرة هذه المدرسة ومكمل رسالة المثلث الرحمات المطران الراحل بولس بندلي”.
بدوره هنأ منصور الاساتذة بالمناسبة، وأمل ان “تحمل الايام والسنون المقبلة كل الامل والرجاء بمخافة الله ونعمته كي يتمم على الجميع الحياة الكريمة والنجاح الدائم لهذه المدرسة المحروسة بالله التي اصبحت مفخرة للعلم ليس فقط في عكار وانما في الشمال وفي لبنان عامة، ولطالما ان طلاب هذه المدرسة يحققون النجاحات الملحوظة في مختلف ميادين العلم في جامعات لبنان وبلدان العالم حيث ينتشرون ويحققون ابداعاتهم حاملين رسالة المدرسة الوطنية الارثوذكسية التي هي رسالة سلام وحب وعلم ومعرفة وايمان كبير بالله”.
ونوه “بعطاء المعلمين وجهدهم وتعبهم وهذه المساحة من الحرية التي يعطونها لتلامذتهم، وهي في الوقت نفسه مسؤولية كبيرة ان يكون الطلاب احرارا. فالحرية صليب ومصلوب الحرية لن يصل الى القيامة ما لم يشعر بمسؤولية ما يحمل، وهي جسر عبور من مرحلة الجهاد الى القيامة. فالحرية هي صليب وهي محبة في آن والذين لا يحبون لا يمكن ان يكونوا احرارا وعلينا ان نكون كبارا امام هذه المسؤولية كي تكون مدرستنا حقيقية، وهي كذلك، مدرسة وطنية ارثوذكسية فهي لكل الناس ومن كل الناس وتعطي لاجل الناس”.
ثم وزع منصور وطعمة دروعا تقديرية للمعلمات المكرمات.