الرئيسية » أخبار محلية » طرابلس تحتفل بالعيد الخمسين للمركز الثقافي الفرنسي في مركز الصفدي الثقافي
أحيت مدينة طرابلس بالأمس الاحتفالية التي نظمها "المركز الثقافي الفرنسي" لمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيسه، وذلك في "مركز الصفدي الثقافي"، وبرعاية وزير الاقتصاد والتجارة الأستاذ محمد الصفدي ممثلاً بعقيلته

طرابلس تحتفل بالعيد الخمسين للمركز الثقافي الفرنسي في مركز الصفدي الثقافي

al safadiأحيت مدينة طرابلس بالأمس الاحتفالية التي نظمها “المركز الثقافي الفرنسي” لمناسبة مرور خمسين عاماً على تأسيسه، وذلك في “مركز الصفدي الثقافي”، وبرعاية وزير الاقتصاد والتجارة الأستاذ محمد الصفدي ممثلاً بعقيلته رئيسة “مؤسسة الصفدي” السيدة منى الصفدي، وسفير فرنسا في لبنان السيد دنيس بيتون الذي حضر الحفل يرافقه المستشار الثقافي دوني غايار، والملحق الثقافي في السفارة جاني بوردي وحضور المدير العام لـ”مؤسسة الصفدي” رياض علم الدين، مدير “المركز الثقافي الفرنسي” في طرابلس روبرت هورن، ومدير معهد غوته في بيروت فريد مجعري، وحشد من رواد وأصدقاء المركز ومحبي الثقافة الفرنسية، وأبناء الجالية الفرنسية.

الاحتفالية التي حملت شعار “خمسون عاماً من التنوع الثقافي”، كانت منوعة أيضاً من حيث البرامج الثقافية، فقد استُهلت بالنشيدين اللبناني والفرنسي، ثم افتتحت السيدة منى الصفدي الكلام باسم راعي الحفل الوزير محمد الصفدي فنقلت “تحياته وتمنياته القلبية للمركز الثقافي الفرنسي في طرابلس المزيد من سنوات الازدهار والنجاح”. وقالت: “رغم كل الصعوبات، لم يتوان المركز الثقافي الفرنسي أبداً عن ممارسة دوره طيلة هذه السنوات. فقد شجع واحتضن الشباب الطرابلسي في تعلمه اللغة الفرنسية متجاوزة أبعادها تدريس الفرنسية لتصل إلى عمق الثقافة الإنسانية التي تختزنها هذه اللغة، الأنيقة في شكلها والغنية في مضمونها”. ولفتت: “لقد أردنا من مركز الصفدي الثقافي منبراً للحوار والتبادل الثقافي من أجل تعزيز التعليم والتسامح وإثراء التفاعل بين الشعوب. وبالتالي لدينا شراكة طويلة الأمد مع المركز الثقافي الفرنسي ومعهد “غوته” وغيرها من المراكز الثقافية في إطار من التعاون البناء والاحترام المتبادل والصداقة المتينة”.  

ثم تحدث السفير الفرنسي الذي يزور طرابلس للمرة الثالثة منذ تسلمه مهامه، فقال: “على الرغم من جدول مواعيدي المزدحم في هذه الفترة، إلا أنني أردت أن أكون بينكم الليلة في مناسبة الذكرى الخمسين على تأسيس المركز الثقافي الفرنسي في طرابلس، في هذا المكان المثالي الذي يتيح لنا الفرصة لتأكيد التزامنا على التواصل والتبادل الثقافي”. وقال: “إن المركز الثقافي الفرنسي يحتفل اليوم بمحطاته الثلاث في مدينة طرابلس (شارع الجميزات، شارع المعرض، وأخيراً السيتي كومبلكس في قلب طرابلس)، مر خلالها بأيام حلوة وبلحظات صعبة…، وهنا إسمحوا لي أن أثني على فريق عمل المركز ومديره روبرت هورن لما حققوه من نجاح إضافة إلى فريق الأساتذة الذين قدموا اللغة الفرنسية إلى أوسع جمهور من الطلبة، سواء في المركز أو خارج جدرانه”.

ولفت: “إن مركز الصفدي الثقافي يعتبر شريكاً أساسياً للمركز الثقافي الفرنسي في طرابلس، ويسعى الأخير إلى لعب دوره كاملاً في الحياة الثقافية في هذه المدينة، ثاني أكبر مدن لبنان، والتي تتطلب منا كل الدعم. وأنا أعلم أنه ستنظم في 16 كانون الأول المقبل وفي إطار الشراكة الوثيقة مع مدينة ليون، حلقة دراسية حول الاستراتيجية المستقبلية للمدينة الثقافية، وسيكون مجلس التعاون والعمل الثقافي في السفارة إلى جانبكم، وهي فرصة ستتيح لنا ان نعبر عن حرصنا بأن يكون المركز الثقافي الفرنسي في طرابلس شريكاً رئيسياً مع البلدية في بناء مستقبل هذه المدينة. فنحن نعتبر أن طرابلس مع زحلة وبيروت واحدة من المدن اللبنانية ذات العضوية في الرابطة الدولية للفرنكوفونية للبلديات، ولا يمكنني أن أنسى العمل الدؤوب للمدارس الرسمية والخاصة في طرابلس على تطوير اللغة الفرنسية في برامجها”. وختم: “إن هذه الذكرى التي نحتفل بها اليوم هي فرصة لبداية جديدة، والمشاريع الجديدة التي نقوم بها معاً”.

ثم تحدث المدير الجديد للمركز الثقافي الفرنسي روبرت هورن فقال: “تعرفت على المركز الثقافي الفرنسي في طرابلس العام الماضي في 7 تشرين الأول 2008، بعد عدة محطات تنقلت فيها بين يوغوسلافيا السابقة الى المغرب والقدس… ومنذ العام 1961 فتح المركز الثقافي الفرنسي في طرابلس صفوفه امام جميع اللبنانيين من اجل تعلم اللغة الفرنسية، وقد نسجت البعثة الفرنسية في لبنان علاقات وثيقة مع وزارة التربية والتعليم اللبنانية الذي ساهمت بشكل فعال في إعداد مدربين في مجال اللغة الفرنسية”. أضاف: “ان الانسانية اليوم مرتبطة بالعولمة، بهذه المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والثقافية. في ظلّ هذه الانقلابات التي تهددنا اليوم، فإن الثقافة لا يجب ان تكون مصّنعة أو مصدّرة، على العكس يجب أن تكون الثقافة غذاءنا الروحي. فلا فكر ولا ابداع من دون ثقافة ولا ثقافة من دون فكر وابداع”. ثم كانت كلمة لصديق المركز الدكتور محمود زيادة بالمناسبة.

ثم افتتحت الفنانة الفرنسية مارتين سيوتا معرضها “بيزنطيات” بكلمة لخصت فكرته وما استهلمته من الشرق من قصات وأقمشة وألوان ترابية دافئة، مستعينة بالنساء لأدوار البطولة في كافة لوحاتها، نساء ممن صادفتهن في تنقلاتها وأسفارها المتعددة، ومكوثها في اماكن مختلفة في أوروبا وأفريقيا وصولاً إلى استقرارها بين العاصمة السورية وفرنسا منذ أكثر من 15 عاماً. فالسيدات الـ 49 اللاتي وجهت إليهن التحية، في مزيج بين الماضي والحاضر، ملأن قاعة الشمال في “مركز الصفدي الثقافي”، قد طبعن حياة مارتين بقصصهن ونصائحهن وأذواقهن، كل واحدة تركت “أثراً ما” لدى الفنانة. ومن خلفيتها في عالم تصميم الأزياء، ركزت مارتين على الأقمشة والخيوط والزخرفات محولة إياها عجينة تحتفي بالأنوثة الشرقية ذات الجمال المتنوع، مزينة إياها بجواهر منقوشة ومرقعة بأحرف عربية تبرز الطابع الشرقي بامتياز، مع نزعة بيزنطية”.

وتجدر الإشارة إلى أن سيوتا فنانة تشكيلية، درست في معهد فنون الديكور في باريس، وسبق أن عرضت أعمالها في المركز الثقافي الفرنسي في دمشق وفي بيت الشرق في ليون، وبينالي التصميم في سانت إتيان، وفي متحف الأشغال اليدوية في مرسيليا، وكذلك في ملتقيات آرل للتصوير. وقيل عنها “مارتين سيوتا ترسم بخيوط القماش… تنحت بقماش الخيوط”.

ثم انتقل الجميع إلى مسرح “مركز الصفدي الثقافي” حيث اجتمع أربعة موسيقيين (فرقة الجاز الثلاثية الفرنسية ImpertinAnce ومعها عازف الساكسوفون الألماني المعروف كريستوف لاور المخضرم والذي يملك رصيده ثلاثة عقود من الخبرة الفنية). ولعل ما لفت في هذه الفرقة، هو النسيج الصوتي غير المألوف الذي نتج منها، أضفى على السهرة الكثير من المتعة.

 

 

 

 

 

شاهد أيضاً

شائعات تطال المرشحين العلويين… أوساطهم: لا مصلحة لأحد من خسارة أصواتنا

دموع الاسمر لا يزال مرشحو المقعد العلوي من سكان جبل محسن يتخبطون نتيجة الشائعات التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *