تتقدم لغة التوافق حتى الان على اي لغة أخرى في مدينة طرابلس حيث لا تزال التحضيرات للانتخابات البلدية تجري على نار هادئة، وحيث القوى والقيادات تعكف على دراسة الواقع الميداني لحالتها الشعبية، وفي عملية انتقاء وجوجلة لأسماء المرشحين الاوفر حظاً، والقادرين على استقطاب ثقة الناخبين.
فلا يزال الرئيس ميقاتي والوزير الصفدي على موقفهما من الدعوة للتوافق وامكانية حصول التوافق بحظوظ ليست وافرة بالقدر الذي يدعو الى تفاؤل يبعد المدينة عن معركة انتخابية حادة. في حين ان الرئيس كرامي أعلن أن أحدا لم يبحث معه مسألة التوافق وان كان يشجع على هذا التوافق لابعاد المدينة عن تشنجات بغنى عنها، أو عن شرخ جديد يصيب العائلات والاحياء، غير أن الرئيس ميقاتي سبق له أن اكد أن مسألة التوافق جرى طرحها مع كافة قيادات وقوى المدينة ولا استثناء في ذلك سواء جاء هذا الطرح عبره مباشرة أو عبر وسطاء.
وربما من صالح مدينة محرومة حتى الآن، من مشاريع انمائية ونهضوية ومن تعيينات ادارية وتهميش لها أن يحصل هذا التوافق بين قيادات طرابلسية لا يمكن تجاهلها بدءاً من الرئيس كرامي الى الرئيس ميقاتي والى الوزير الصفدي وحتى تيار المستقبل وصولا الى الاحزاب والقوى الوطنية ذات الحضور الفاعل في حياة المدينة والتي لها قدرة تجييرية لا يملكها الا القلة من القيادات السياسية التي تمتلك قدرة التجيير عبر مصالح مادية ومعنوية تؤمنها بينما الاحزاب العقائدية تمتلك هذه القدرة بحكم القناعات العقائدية الصرفة.
الملاحظ ان المكاتب الانتخابية قد فتحت مدعومة من القوى السياسية المتنوعة، وبدأت صور المرشحين تغزو شوارع المدينة كما بدأت البيانات الانتخابية والبرامج تظهر رويدا، والنقاش يدور حول تشكيل اللوائح. كما بدأ المرشحون تنظيم جولات انتخابية لكن ما يخشاه البعض هو ان يكون للمال دورا رئيسيا في المعركة الانتخابية مما يفقدها ديمقراطيتها في اختيار الانسب.
والرؤساء الحاليون ينشطون على جميع الخطوط للحفاظ على مراكزهم مطلقين الوعود التي تتجدد مع كل جولة انتخابية. لكن حرمان مرافق عديدة في المدينة بدءا من التبانة الى القبة والميناء والاحياء الشعبية ستكون حاضرة في هذه الانتخابات. والفوز هذه المرة سيكون عاملا اساسيا في تقدير القاعدة الشعبية لكل القوى والقيادات في الساحة الطرابلسية.
دموع الاسمر