تحولت شوارع مدينة “الأفق والأمواج” إلى خنادق وحفريات مليئة بالمياه الآسنة تنبعث منها روائح كريهة، تسببت بانتشار الحشرات والذباب.. الأمر الذي اعتبره أهالي الميناء أمر غير مألوف وخارج عن طبيعة مدينتهم واستغربوا عدم تحرك البلدية أمام ما يواجهه الأهالي من الإهمال الذي أدى إلى عرقلة أعمال بعض المحلات التجارية والمطاعم بسبب انتشار الروائح الكريهة والحشرات في المكان..
“هيدي الصيفية.. ما شفنا متلها.. معقولة ننام والشبابيك مسكرة”.. بهذه الكلمات أعرب المواطنون عن مدى استيائهم من الحال التي أوصلتهم إليها شركة “أوبيري بليتشي”، فالحشرات تقلق راحتهم وأيضا الروائح الكريهة المنتشرة ويتساءلون: الميناء مدينة سياحية، فأين هي مقومات جذب السواح؟.. كما أن الشركة المذكورة توقفت عن العمل وتركت الحفريات تمل الشوارع دون أن تعرف ألاسباب!!..
عام 2006 لزمت الشركة المذكورة تمديد الخطوط الرئيسية لربط المناطق بمحطة تكرير المياه المبتذلة والتي تم تدشينها منذ حوالي ثلاثة أشهر والى غاية هذه الساعة لا تعمل.. وطرحت علامات استفهام حول أداء الشركة غير المبرر، مع الاشارة إلى أن كلفة مشروع بلغت 5 ملايين يورو عدا عن إضافة مبلغ مليون دولار بعد وقت بحجة ارتفاع أسعار المواد الأولية. وركز أحد المواطنين عن استغلال الشركة موقف البلدية الايجابي منها بحيث أن عدد عمالها لم يزد عن ثلاثة عمال الأمر الذي ساهم في عدم انجاز الأعمال..
ووجه المواطنون نداء إلى المعنيين طالبوا فيه الإسراع بتنفيذ الأعمال لأنهم يتخوفون من انتشار الأمراض المعدية وتساءل صاحب مطعم قريب من إحدى الحفريات: متى ينتهي مسلسل الشركات المتعهدة من شق الطرقات وتركها مفتوحة دون حسيب ورقيب؟؟.. أليس للبلدية دور فيما يحصل.. أم من مهامها جمع الضرائب وفرض الغرامات!!.. رئيس لجنة الأشغال في بلدية الميناء محمد فوزي أكد أنه من واجب البلدية متابعة عمل الشركة وأن ما يجري اليوم في الميناء ليس جديداً، لانه سبق لرئيس بلدية أو واجهته انتقادات بسبب ترميم مدينة الميناء القديمة لكنه لم يبد تجاوبه معها.. وقال: لقد تم اختيار أسوأ نوعية من البلاط، وعندما اعترضنا عمل الشركة (اده ومعوض) جاءنا كتاب من مجلس الإنماء والاعمار يطالبنا فيه عدم التعرض لعمل الشركة وتحت المسؤولية.. علماً ان البلدية تتحمل المسؤولية كاملة لأنها صاحبة القرار ويحق لها ملاحقة الشركة.
كما أبدى عمال البلدية استياؤهم من طريقة التعامل معهم في صرف الرواتب التي تؤجل أحيانا الى أكثر من ثلاثة أشهر، وأن اوضاعهم لا تتحمل هذه المماطلة لان الراتب مصدر رزقهم الوحيد.. كما استغرب العمال الحسومات التي تطال رواتبهم والتي تصل أحياناً الى قيمة 20 ألف ليرة لبنانية.. واعتبر فوزي ان بلدية الميناء هي أشد فقراً بين البلديات الأخرى فهي لا تملك الا سيارة شرطة واحدة، وتفتقد الى المعدات والآليات وقال: كل مشروع ينفذ في مدينة الميناء تتحول الى أشباح والسبب يعود إلى إهمال رئيس بلديتها..
وبسبب ما تواجهه مدينة الميناء من اهمال قام عضو مجلس البلدية صلاح كلاسينا بتقديم شكوى بحق رئيس البلدية لدى محافظ الشمال ناصيف قالوش لكن هذا الاخير لم يتابع الملف، الامر الذي ما يزال يجهله حتى الساعة.
وقال كلاسينا: يعتبر رئيس البلدية نفسه غير معني ما تواجهه المدينة من اهمال ومخالفات ان كان عبر الشركات المتعدة الملزمة من مجلس الانماء والاعمال وغيرها لذلك وصل حال الفساد في المدينة الى ذروته.
ولفت الى ان صندوق البلدية دائماً فارغاً علما أن ميزانيتها المستحقة من وزارة الداخلية والبلديات وبعد الحسومات تبلغ 7 مليارات ليرة، ورأى أن ما تقوم به البلدية من مطالبة المستحقات في غير أوانها عمل غير مستحب لان المواطنين ليسوا أغبياء ويعرفون أن دفع رسوم البلدية تفرض نهاية العام وليس بدايته، لكن الرئيس اعتمد هذا الاسلوب ليستفيد من الغرامات.. وأوضح كلاسينا: بلديتنا الوحيدة التي لا تدفع المنح المدرسية للموظفين ولا مستحقات اتحاد بلديات الفيحاء.
وختم كلاسينا: أكبر جريمة ارتكبها رئيس البلدية هي التوقيع على مخطط التوجيه العام ويضم منطقة الفرز والضم ويقضي بعدم ارتفاع الابنية بينما بلدية طرابلس رفضت التوقيع واستفادت من منح الرخص للمستثمرين.