زار وزير الداخلية والبلديات العميد مروان شربل الرابطة المارونية في مقرها، قبل ظهر اليوم، وعقد اجتماعا مع المجلس التنفيذي للرابطة برئاسة الدكتور جوزف طربيه وحضور رئيس المؤسسة المارونية للانتشار الوزير السابق ميشال اده، رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن والرئيس السابق للرابطة المحامي إرنست كرم.
بداية رحب رئيس الرابطة المارونية الدكتور طربيه بالوزير شربل مشيدا ب”الدور الذي يضطلع به على رأس وزارته وهي وزارة سيادية ذات أهمية كبرى تطال مصالح اللبنانيين وأمنهم وحياتهم اليومية. وجرى عرض المواضيع التي تشكل هما رئيسا لها إنطلاقا من رسالتها التي تقوم على تثبيت القواعد الميثاقية التي تصون وحدة العيش والتفاعل الوطني في إطار التعدد والتنوع”.
من جهته رد الوزير شربل شاكرا للرابطة استضافتها له، وتوقف عند موضوع إلغاء مرسوم التجنيس، وقدم عرضا وافيا لهذا المرسوم مبينا ما تضمنه من أخطاء دستورية وقانونية رافقت صدوره منذ البداية. وتحدث عن ملابسات المراسيم الأخيرة التي قضت بإسقاط الجنسية عن عدد من غير مستحقيها. وقال إن “مرسوم التجنيس الذي صدر في العام 1994 كان خطأ دستوريا وقانونيا فادحا، وكانت له إنعاكسات سلبية على التوازن الوطني، ولكنه رتب حقوقا ووضعيات قانونية وواقعية للذين حصلوا على الجنسية. وإن الحل يكون إما بإلغاء المرسوم واعادة فتح مرسوم آخر من جديد يأخذ في الاعتبار التوازن الطائفي أو الانتظار طويلا لتنجز الوزارة واللجان عملها في التدقيق، وهو أمر معقد وفي غاية الصعوبة ويتطلب على الأقل سنتين من العمل المكثف والمتواصل”.
وأضاف: “هناك عدد كبير من الفلسطينيين تم تجنيسهم في هذا المرسوم خلافا للدستور، وأيضا خلافا لرأي المرجعيات الفلسطينية التي تتمسك بحق العودة، ويجب اسقاط الجنسية اللبنانية عنهم، وفصل هذا الملف عن مرسوم التجنيس”.
وكشف الوزير شربل أن “عددا من البلدات مهدد بتغيير ديموغرافي نتيجة اسقاط عدد من المجنسين على سجلات نفوسها، ومعظمهم من الذين لا يزورون هذه البلدات أو يعرفونها إلا في الإستحقاقات النيابية. وإن هذا الأمر طرح إشكالية خطيرة نعمل على معالجتها”.
وأضاف: “إن قوى الامن الداخلي تقوم بهمامها ضمن القوانين التي تنظم عملها، ونحن نعمل على تفعيلها وتوجيهها على نحو ما يخدم سيادة الامن والاستقرار في البلاد لأن ذلك لمصلحة الجميع. وإني كوزير للداخلية أمارس صلاحياتي كاملة انطلاقا من القانون الذي أناط بي مسؤولية هذه الوزارة بكل أجهزتها وإداراتها”.
وقال: “إن ما يجري في سوريا، أيا تكن نتائجه، سينعكس على لبنان، مما يحتم التكاتف والتعاضد وتأكيد وحدة الصف الوطني، وهي المرة الاولى التي قد يكون فيها خلاص اللبنانيين بأيديهم. فالسلام أو الحرب يتعلق بهم وبارتقائهم الى مستوى المسؤولية الوطنية”.
طربيه
وفي ختام الاجتماع قال طربيه: “إن تواصلنا واجتماعنا مع الوزير شربل والمسؤولين الرسميين في مختلف المواقع ينطلق من حرصنا على معالجة كل القضايا العالقة والموضوعات الخلافية، وكل ذلك على قاعدة التشبث بالثوابت الميثاقية، والحفاظ على التوازن الوطني، والعمل من أجل إحلال دولة القانون والمؤسسات”.