جهاد نافع
زيارة الوزير جبران باسيل – كرئيس للتيار الوطني الحر – الى زغرتا، قال عنها انها ليست استفزازية، وزاد عن ذلك بالقول ان زغرتا ليست حكرا على أحد..
وحين سئل رئيس تيار المردة الوزير السابق النائب سليمان فرنجيه عن زيارة باسيل الى زغرتا تساءل: «ليش هو هون؟» وكأنه لم يشعر بضجيج الزيارة او انه تعمد تجاهلها..
زيارة باسيل الى زغرتا – اولا -وبحسب مصادر شمالية تندرج في اطار جولاته الانتخابية الى كافة الدوائر التي يتواجد فيها التيار الوطني الحر وحيث له مرشحون، وحريا به ان تشمل زياراته زغرتا ضمن الدائرة الانتخابية التي يخوض فيها باسيل منازلته الكبرى في السباق الى المقعد النيابي في البترون للمرة الثالثة لكن هذه المرة بتحالف مع التيار الازرق وفي مواجهة تيار المردة.
– ثانيا: هي زيارة تستهدف شد عصب تياره في زغرتا عرين فرنجيه وتيار المردة، بعد تلمسه ان قاعدة التيار الوطني الحر في زغرتا ليست مرتاحة في ظل قوى سياسية تاريخية في المنطقة الموزعة بين تيار المردة وحركة الاستقلال والقوات اللبنانية والعائلات السياسية الزغرتاوية.
ملاحظات عدة يمكن التوقف عندها حول زيارة باسيل لزغرتا بحسب المصادر الشمالية:
– اولا: ان باسيل جال في زغرتا متجاهلا فرنجيه الامر الذي كرس القطيعة المستمرة بين فرنجيه وباسيل بالرغم من ان فرنجيه قال اكثر من مرة ان ابوابه غير مغلقة في وجه احد لكنه في الوقت عينه صرح في حديث تلفزيوني لافتا الى «ثقالة» باسيل التي تدفعه الى ملاقاة الخصم ..
ثانيا: ان جولة باسيل التي تجاهلت فرنجيه – او تجاهلها فرنجيه وقاطعها – لم يتجاهل باسيل فيها النائبة السابق نايلة معوض حيث التقاها بحضور جواد بولس وبرفقته وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية ابن بلدة مزيارة بيار رفول.
ثالثا: ان الزيارة شملت القرى الاسلامية طالبا تأييد اهلها الذين اصبحوا اليوم موزعي الولاء بين عدة تيارات سياسية ابرزها المستقبل وريفي ويشاركهم مؤخرا تياري ميقاتي وكرامي.
غير ان هذه الزيارة لم تمر دون « منواشة» خفيفة بين باسيل وفرنجيه رفعت من منسوب التوتر السياسي بين الرجلين مما اوحى بانعدام فرص المصالحة والتلاقي بين الرجلين وان الدائرة الشمالية الثالثة ذاهبة الى معركة حادة بين لائحتي المردة وحلفائها والتيار الوطني الحر وحلفائه في دائرة مرشحي رئاسة الجمهورية المحتملين للعام 2022 .
وقد استغربت اوساط زغرتاوية ما صرح به باسيل حيث قال: نحن عائدون الى زغرتا ومكملون في لبنان ومنتشرون في العالم، كما قال: بان زغرتا ليست حكرا على احد لافتة هذه الاوساط الى ان احدا من جانب فرنجيه او تيار المردة لم يتخذ موقفا من الزيارة حتى ان فرنجيه حين سئل عن زيارة باسيل اجاب متسائلا: هو هون؟؟ اشارة منه الى تهميش الزيارة وعدم اللامبالاة بها الى درجة انه لم يحس بوجود باسيل في المنطقة.
لكن لم يمنع ذلك فرنجيه اعلانه «رفض الغائه» و بتأكيده « اننا لم نحاول الغاء التيار بل هم من حاول الغاءنا وكل مشكلتهم معنا اننا موجودون وطالما انت موجود فانت تشكل خطرا عليهم «.
واذ ابدى فرنجيه انفتاحه على كل من يريد ان يتعاطى معنا بتواضع الا ان المشكلة الاساس هي في وجود شخص يحاول ان يلغي الجميع لاجل ان يكون الممر الاوحد للمسيحيين وهو من مدرسة سياسية هدفها الغاء الآخر وتعود الى خمسين سنة خلت لافتا الى ان التفرد في اتخاذ القرارات لايفيد بشيء»
وغمز فرنجيه من قناة باسيل لافتا الى ان استرداد حقوق المسيحيين لا يكون بتأمين مصلحتنا الخاصة بل عبر ان يأخذ كل طرف حقه وعلينا التعاطي مع بعضنا باخلاق وليس بالطريقة الاستفزازية التي لا تجدي نفعا».
وتوقف المراقبون عند تصريح فرنجيه بانه سيكون الى جانب النائب بطرس حرب في معركته الانتخابية في البترون ضمن الدائرة الثالثة لان حرب وقف الى جانب فرنجيه في مسألة الترشح لرئاسة الجمهورية، ومن شأن ذلك ان يجعل معركة باسيل اكثر حدة.
برأي المراقبين ان جولة باسيل حركت اقطاب الدائرة الثالثة التي تعتبر الدائرة الاهم بين الدوائر الانتخابية اللبنانية نظرا لكونها دائرة الاقطاب المسيحيين من جهة، ولان معركتها معركة الاحجام في الوسط المسيحي الماروني من جهة ثانية ولذلك استدعت ظروف المعركة نزول القيادات الاولى الى الميدان في جولات انتخابية لشد عصب جمهورها وكان رئيس حزب القوات سمير جعجع اول من نزل الى الميدان مستهدفا الكورة باعتبارها نقطة ضعف له، ونزول باسيل الى ميدان زغرتا كونها نقطة ضعف التيار العوني في الدائرة الثالثة
الديار