استضاف مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجموعة الأزمات الدولية ICG روبرت مالي في محاضرة عن “جدليات السلام والديموقراطية في الشرق الأوسط” في “قاعة عصام فارس للمحاضرات”، في حضور سفير أوستراليا ألكس بارتلم ورئيسة بعثة المفوضية الأوروبية في لبنان أنجيلينا أيخهورست ورئيسة “مجموعة الأزمات الدولية” لويز أربور والملحق الثقافي في السفارة الأميركية في بيروت جيريمي كورنفورث وحشد من الديبلوماسيين والأكاديميين والإعلاميين.
بداية كانت كلمة لمستشار المركز الدكتور رغيد الصلح الذي لفت إلى ان “جدلية السلام والديموقراطية كما يروج لها الإسرائيليون تحمل الديكتاتوريات العربية، بصورة حصرية، مسؤولية استمرار الصراع العربي الإسرائيلي”.
واضاف: “هناك مقاربة لدى الإسرائيليين وانصارهم في الغرب ان التحولات الديموقراطية في المنطقة قد تفتح السلام عملا بقاعدة الديموقراطية لا تحارب بعضها البعض”، مشددا على أن “هذه النظرة تفتقر الى الاساس القيمي والمعرفي لأنها تتعامى عن مسؤولية إسرائيل في وقوع الحروب والنزاعات المسلحة في المنطقة”.
واشار الى ان “الانظمة العربية سمحت بتآكل شرعيتها من خلال عدم قدرتها على تحرير فلسطين وعزمها على البقاء في السلطة”.
ورأى مالي أن “الحكام العرب شخصنوا الدولة بحيث أصبحوا يختصرون بشخصهم الوطن والدولة”، مشددا على أنه “كلما كانت شرعية الدولة ضعيفة ازدادت الصعوبات”.
ودعا إلى “الخروج من دائرة النظريات المسبقة في التعامل مع الأحداث في العالم العربي خصوصا وأن الثورات التي حصلت غير متوقعة”، لافتا إلى أن “ليس في الضرورة أن نشهد النتائج نفسها في كل دولة تشهد تغييرات”.
واعتبر أن “لكل حاكم عربي فرصة ليتعلم من عبر الثورات التي حصلت وتحصل في الدول العربية”، لافتا إلى أن “حاجز الخوف في العالم العربي ينكسر تدريجا”. ورأى أن من المبكر الجزم بنتائج الإعتراضات في سوريا التي تنتهج سياسة خارجية تلبي تطلعات شعبها، لكن ذلك لا يمنح النظام المناعة الكافية في وجه الإعتراض الشعبي والمطالبة بالديموقراطية”.
وأكد أن “للثورات تأثيرا على السياسة الخارجية للدول العربية وعملية السلام”، مشيرا إلى أنه “لن يكون وضع عملية السلام وعلاقة الأنظمة العربية مع إسرائيل كما كانت قبل اندلاع الثورات”.
ورأى أن “على الولايات المتحدة البحث والتفكير في أسباب فشلها في عملية السلام”، لافتا إلى أن “صدقية السياسة الخارجية الاميركية تضررت كثيرا في السنوات الماضية، وتحتاج إلى وقت وثبات واستمرار لإعادة ترميمها”.
وأوضح أن “الإشكالية الأولى التي عانتها واشنطن في التعامل مع الثورات هي كيفية الملاءمة بين المحافظة على مصالحها التي تتأذى بانهيار النظام الإقليمي والإستقرار وتهديد الأنظمة الحليفة، من جهة، وعدم رغبة الرئيس أوباما بالوقوف على الضفة الأخرى المقابلة لإرادة الشعوب العربية”.
ودعا الى “التنبه لخطورة رفض القوى الإسلامية”، مذكرا ب”كيفية تعاطي الولايات المتحدة مع فوز حماس في الإنتخابات الفلسطينية التشريعية في العام 2006″، معتبرا ان “الوضع الحالي يشكل امتحانا للقوى الإسلامية كي تبرهن عن قدرتها على احترام القيم الديموقراطية”.
واستبعد تجديد المساعدات العسكرية الأميركية للبنان، لافتا إلى أن “تقديم المساعدات تم بموافقة الكونغرس في المرة السابقة بصعوبة حين كان الديموقراطيون يسيطرون على مجلسي الشيوخ والنواب وكانت الحكومة اللبنانية برئاسة سعد الحريري، أما اليوم فالوضع أكثر تعقيدا ومجلس النواب أصبح في عهدة الجمهوريين، فيما باتت قوى 8 آذار متحكمة بتشكيل الحكومة اللبنانية.
وكانت مداخلة لرئيسة “مجموعة الأزمات الدولية” لويز أربور استشهدت فيها ب”عدم تصويت ألمانيا في مجلس الامن الى جانب فرض منطقة حظر طيران على ليبيا وعدم وحدة موقف الدول الأوروبية تجاه هذا التدخل العسكري للدلالة على عدم فاعلية السياسة الاوروبية الخارجية”.