حتى المقابر في طرابلس لا تسلم من عبث العابثين .. هذه هي حال مدافن باب الرمل القديمة والتاريخية التي تحولت إلى أزمة متعددة الاتجاهات. فمن جهة أصبحت مدافن لا تتسع للمزيد من الموتى حيث باتت المساحات فيها ضيقة للغاية وقد أعرب العديد من فاعليات طرابلس عن ضرورة إنشاء مدافن في مناطق أخرى ولهذه الغاية تم استحداث مقبرة في منطقة ابو سمرا لكن رفضت عائلات كثيرة الدفن فيها لاعتبارات عدة أبرزها أن أقاربهم قد دفنوا في باب الرمل وثانيا لأن للمقبرة أسعار باهظة فقد بات لزاما على العائلات شراء قطعة أرض للدفن فصار للموت كلفة وحتى الموت بات عرضة للكسب المادي.
هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، فقد فوجيئ العديد من المواطنين أن الرياحين التي جرى تزيينها على المقابر قد تعرضت للسرقة حيث يقبع عدد كبير من الصبية “النوّر” عند مدخل المدافن يترقبون زوار القبور الذين يضعون الرياحين والآس على مقابر أقاربهم فيسرعون الى سرقتها وبيعها من جديد لعائلات أخرى.
السيدة باسمة شطح قالت أن الرياحين التي وضعتها على المقبرة قبل يوم العيد فوجئت صبيحة العيد بأنها قد سرقت وحملت المسؤولية لبلدية طرابلس التي يفترض بها أن تعيين موظفا يهتم بالمقابر حسب الأصول.
بلال الشعار لفت الى النوّر الذين يتجمعون حول المدافن ويعمدون الى سرقة الرياحين وإعادة بيعها من جديد وأن الأمر بات مشكلة عويصة يجب أيجاد حل لها عبر البلدية.
وأوضح أن هذه المدافن في بعض الأحيان تتحول الى مكب للنفايات مما يثير مشاعر العائلات في المدينة لما في الامر من أمتهان لكرامة الموتى.
عدا عن ذلك فإن المدافن باتت ضيقة ويفترض أيجاد حل سريع لها.