يخوض جبل اكروم تجربة الانتخابات البلدية والاختيارية للمرة الثانية بعد استحداث البلديات الاربع عام 2010 في الجبل الذي يتألف من سبع قرى وهي بلديات، اكروم ـ كفرتون ـ قنية ـ المونسة وبلدية السهلة عام 2013. وقد صدر مرسوم اتحاد البلديات حديثا بانتظار انتخاب رئيس له.
المشهد الانتخابي في البلديات الخمس في جبل اكروم يتجه بمجمله نحو معارك انتخابية بطابع عائلي بالرغم من محاولات توافقية يقوم بها وجهاء وفاعليات جبل اكروم علها تصل الى لوائح توافقية في بلدية اكروم وكفرتون. لكن حسب المصادر ان عملية التوافق متعثرة امام التنافس العائلي في كل بلدية. فعلى سبيل المثال ان بلدة اكروم وحسب الاتفاق الذي جرى في العام 2010 ان البلدية لهذا العام هي للعائلات الاخرى التي لم تتمثل في البلدية السابقة مثل عائلات الهزبر ـ صلاح ـ ابو علي ـ الخطيب ـ عبد القادر ـ سعد الدين. اما بلدية قنية ففيها العائلة التي تشكل ثلثي سكان البلدة وهي عائلة كنعان فهذه العائلة بصدد عقد اجتماع في الساعات القليلة المقبلة لبحث الخيارات المطروحة امامها.
ويبدو حسب المصادر ان امام التوافق في هذه البلدة ايضا عثرات قد تحول دون التوصل الى اللائحة توافقية، وفي بلدية كفرتون يبدو ان التنافس سيكون بين عائلة الادرع من جهة وعائلتي عبد السلام والزين من جهة ثانية. وفي بلدية السهلة المشهد حتى الان انها ذاهبة الى لائحتين متنافستين. وايضا الوضع نفسه في بلدية المونسة التي تعتبر عائلة خليفة هي العائلة التي تشكل اكبر نسبة من الاصوات فيها وتجري مساعي لعقد توافق لكن مجرى المحاولات اليوم لا تزال بعيدة.
يستثنى من الانتخابات بلديتي البساتين والخوخ في جبل اكروم اللتين لم تتمكنا حتى اليوم من استحداث بلدية فيها، حيث يوجد اقتراح باستحداث بلدية تضم البساتين والخوخ.
وحسب مصادر الجبل ان تجربة البلديات في جبل اكروم خلال السنوات الست التي نضت كانت ناجحة الى حد ما، بالرغم من ضعف الامكانيات المادية والموازانات المقررة نظرا لضآلة عدد السكان في بعضها ولكن استحداث هذه البلديات شكلت نقلة نوعية في تطوير البنى التحتية والخدمات في بلدات الجبل، الذي عرف بأنه احد ابرز مظاهر الحرمان والاهمال. فجبل اكروم يقع في منكقة حدودية نائية متاخمة للاراضي السورية وحين اندلعت الاحداث السورية عام 2011 لم يكن قد مرّ على استحداث هذه البلديات السنة. وقد تركت احداث سورية انعكاسات على جبل اكروم بمجمله خاصة احداث مدينة القصير وريفها. وقد اكتظ الجبل بأعداد كبيرة من النازحين السوريين الذين لجأوا الى قرى وبلدات جبل اكروم مما شكل ضغطا اقتصاديا ومعيشيا واجتماعيا على الجبل بما يفوق قدرات البلديات الناشئة حديثا. بالرغم من الروابط العائلية التي تربط بين اهالي جبل اكروم واهالي المدن السورية الحدودية وقد استقبلوا في منازل الاقارب لكن في الوقت عينه شكلوا اعباء متفاقمة في الجبل الذي يحتاج الى رعاية خاصة بدءا من شبكة المواصلات الرديئة الى شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي.
وكان لافتا ما ابداه رئيس بلدية السهلة من مخاوف امنية في منطقة حدودية متسائلا هي يمكن ضبط امن الناخبين في اقلام الاقتراع خاصة في المناطق الحدودية مثل جبل اكروم. معتبرا انها مخاوف من خرق امني ممن يريد ايصال رسالة للدولة اللبنانية مستغلا تجمعات الناخبين لاحداث بلبلة امنية. وقال ان هذا السؤال هو برسم الدولة اللبنانية مؤسسات واجهزة امنية وهو على ثقة بأن المؤسسات الامنية ستكون جاهزة لضبط الامن ومنع اي اختراق في صفوف الناخبين خاصة في المناطق الحدودية.
الديار _ جهاد نافع