الرئيسية » أخبار محلية » تيري أندرسون: لا مجتمع حرا من دون صحافة ناشطة وحرة
أكد أستاذ الصحافة الدولية والرهينة الأميركية السابقة في لبنان تيري أندرسون "ضرورة الإنتباه من الإختزال والتبسيط في مقاربة مفاهيم الإرهاب والإسلام والأصولية"، سائلا: "ما الفرق بين انتحاري يفجر نفسه في ساحة عامة وقائد طائرة يقصف مخيما للاجئين؟". كلام أندرسون، أتى في لقاء معه نظمه "مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية

تيري أندرسون: لا مجتمع حرا من دون صحافة ناشطة وحرة


أكد أستاذ الصحافة الدولية والرهينة الأميركية السابقة في لبنان تيري أندرسون “ضرورة الإنتباه من الإختزال والتبسيط في مقاربة مفاهيم الإرهاب والإسلام والأصولية”، سائلا: “ما الفرق بين انتحاري يفجر نفسه في ساحة عامة وقائد طائرة
يقصف مخيما للاجئين؟”.
كلام أندرسون، أتى في لقاء معه نظمه “مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية” بعنوان “المراسلون العالميون: مخاطر العمل”. وأتى اللقاء في إطار زيارة أندرسون للبنان لتنظيم برنامج تدريبي لطلاب الصحافة الدولية في جامعة كنتاكي، من المقرر أن يبدأ السنة المقبلة بالتعاون مع “مؤسسة عصام فارس في الجامعة الأميركية” و”دائرة الصحافة في الجامعة الأميركية” و”مركز عصام فارس للشؤون اللبنانية”.
بداية، كانت كلمة ترحيبية للمدير العام للمركز السفير عبد الله بو حبيب، طرح فيها أسئلة عن مدى قدرة المراسل الأجنبي على التزام الحقيقة وحماية نفسه وعن تأثير أفكار المراسل المسبقة على عمله، فضلا عن الخوف من المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها.
أندرسون
ثم تكلم أندرسون، فقال: “إن لا مجتمع حرا من دون صحافة ناشطة وحرة وإن اللبنانيين يجب أن يكونوا فخورين بصحافتهم الحرة”، مشيرا إلى “أن لدى لبنان تاريخا طويلا من الصحافة الحرة والناشطة. لكنه دعا الصحافيين اللبنانيين إلى القيام بالأفضل دائما والتطور، وإلى التدريب المحترف للصحافيين عبر برنامج متكامل بما في ذلك تعزيز المعاهد التي تعلم الصحافة”. ودعا الحكومة اللبنانية الجديدة إلى التفكير في اعتماد تنظيم للصحافة مماثل لقوانين حرية الإعلام المعتمدة في الولايات المتحدة”.
وأضاف: “إن المواطنين يجب أن تكون لديهم القدرة على الحصول على القرارات الحكومية ومحاسبة أي إدارة في الدولة”. ولاحظ أن “الصحافة اللبنانية كانت شفافة أكثر من صحافة معظم الدول العربية، وأن حملة الحرية والديموقراطية التي أطلقتها منظمة “بيت الحرية” الأميركية وضعت لبنان في المرتبة ال118 لجهة حرية الصحافة العالمية فيه”.
ورأى أن “هناك مساوىء في الإعلام اللبناني وأن هذا الإعلام عزز النزاعات المذهبية في الإضطرابات الأخيرة وخسر موضوعيته”، مضيفا “أن لدى الصحافيين اللبنانيين ميولا سياسية بارزة واصطفافات واضحة”، ومشددا على “أن يكون الصحافي عادلا في عمله”. ورأى أن “الشعب اللبناني يمكنه بناء صورة واضحة عن التطورات إذا قرأ الصحف اللبنانية المتعددة التي تمثل الأفرقاء السياسيين”.
واعتبر أن “المواقع الإلكترونية لن تكون بديلا عن الصحافة وأن تحدياتها ومشاكلها ليست مرتبطة بانتشار هذه المواقع، بل بكون معظم المؤسسات الصحافية باتت مملوكة من شركات ورجال أعمال لديهم مصالحهم ما يدفعهم أحيانا إلى تخفيض نسبة الأموال المخصصة للصحافة أو محاولة التأثير على الصحافيين في نشر او عدم نشر أخبار معينة”.
وشدد على مسؤولية الصحافيين “في الحد من رغبة المالكين بالتدخل في صياغة الأخبار ونشرها”، وقال: “إن الصحافي يمكنه رفض تعليمات المالكين والإستقالة من عمله احتجاجا على محاولات التأثير والضغط عليه، وعليه أن يحتفظ بهذا الخيار دائما”.
وأكد أندرسون أهمية “أن تكون الصحافة خدمة عامة وليست عملا ربحيا إضافة إلى التزام الصحافيين بالمبادئ والقيم وقول الحقيقة”، وأشار إلى “أن الصحافة ما تزال رسالة إضافة إلى كونها مهنة”. وقال: “إن الإنسان لا يمكن أن يعمل في الصحافة إن لم يكن شغوفا بها”.
ولفت إلى إن أي نظام يريد اضطهاد المواطنين او استغلالهم فإنه يبدأ بقمع الصحافيين، وأفاد أن “لجنة حماية الصحافيين” ومقرها نيويورك سجلت مقتل سبعمئة صحافي في العالم في الأعوام الخمسة عشر الأخيرة”. وأشار إلى “أنه شخصيا تلقى تحذيرات لمغادرة بيروت قبل خطفه في لبنان عام 1985″، وردا على سؤال عما إذا كان الخوف يؤثر على عمل الصحافي أجاب: “لسوء الحظ لم أكن خائفا كفاية، ولست آسفا أنني أتيت إلى لبنان، ولو تكرر الحدث لاتخذت القرار نفسه في المكان نفسه، لأنني كنت مقتنعا أنني أقوم بعمل جيد، وإذا لم يخف الصحافي في هذه الحال يكون مجنونا، كل شخص يعمل في وضع خطر يخاف لكنه يجب أن يكون قادرا على تنفيذ عمله”.
وأشار أندرسون إلى “أن لدى الرئيس الأميركي باراك أوباما مزيدا من الفهم للشرق الأوسط والتعامل معه”، وقال: “إن الولايات المتحدة دخلت العراق من دون أن تفهم البلاد أو المجتمع ومن دون أي خطط”، لافتا إلى أن “لا يمكن منح الشعب الحرية والديموقراطية بل يجب أن يأخذها”.

شاهد أيضاً

شائعات تطال المرشحين العلويين… أوساطهم: لا مصلحة لأحد من خسارة أصواتنا

دموع الاسمر لا يزال مرشحو المقعد العلوي من سكان جبل محسن يتخبطون نتيجة الشائعات التي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *