دموع الاسمر
بعد أن سادت لغة التشطيب في أوساط لائحة “التضامن الطرابلسي”، مما يهدد بخرقها بأكثر من ثلاثة مرشحين، عمد أعضاؤها الى عقد الاجتماعات المكثفة، فتوصلوا الى حل يقضي بتوحيد الماكينات الانتخابية بغية اعادة جمع شمل المناصرين وتوحيد صفوفهم وترك الخلافات جانباً..
لكن حتى هذه اللحظة ما تزال الصورة الانتخابية في المدينة غير واضحة المعالم، رغم التدابير الجديدة للائحة التضامن الطرابلسي، فالناخب الطرابلسي اعتاد على الولاء لشخص واحد، أي من يظهر ولاءه لأحدهم ويتردد باستمرار الى مكتبه يظهر الولاء بشكل كبير له ومقابل الخدمات التي يحصل عليها يعلن التزامه باللائحة كاملة. لكن هذا الناخب ما أن يخرج من مكتب أحد المرشحين حتى تتبدل مواقفه وتتغير مجرد أن يلتقي بجار أو قريب له. ليعلن امامه انه ليس من العدل ان ننتخب لائحة تضم 8 مرشحين من اجل ولائنا لفلان، ففلان جيد ونأمل وصوله الى الندوة البرلمانية واذا اعطينا اللائحة كاملة يصبح وضعه مهزوزا ربما كان هو الضحية لذلك التصويت له وحده من بين زملائه يعزز وضعه وربما يحقق الرقم الاول في اللائحة ويصبح زعيما لمدينتنا..
ويعاني مناصرو ومؤيدو لائحة التضامن الطرابلسي من فقدان الثقة ببعضهم البعض، وعدم التقارب والالتقاء مما يزيد من اتساع الهوة فيما بينهم. وبرز ذلك في عدة مهرجانات أقامتها لائحة التضامن الطرابلسي كانت تنتهي بتضارب بين المناصرين ووقوع جرحى في صفوفهم.
وبعد ان ساد في المدينة ان التشطيب في اللائحة سيكون لمصلحة النائب مصباح الاحدب على اعتبار انه جزء اساسي من قوى 14 آذار وان ابعاده لا يعني بالضرورة اقصائه من حقوقه، الامر الذي ساد توترا في صفوف اللائحة فعمدت الى تفعيل الماكينات الانتخابية للعمل على تنبيه الناخبين ان التشطيب لن يكون لمصلحة الاحدب وانما يعطي زخما للائحة المنافسة التي تركز مؤخرا على نقاط الضعف في اللائحة لتعزيز مواقفها.. مما يعني أن التشطيب في وسط التضامن ستكون نتيجته فوز الرئيس عمر كرامي سيما وان كل الاحصاءات التي تجري في المدينة تشير الى ان حظوظ كرامي تضاهي حظوظ ميقاتي، بعد جملة أنشطة قام بها كرامي ولقيت تجاوباً شعبياً من مختلف الاوساط الشعبية في طرابلس.