جهاد نافع
فنيدق احدى اكبر البلدات في عكار التي شهدت تنافسا انتخابيا حادا، بين لائحتين لكل منهما حيثياتها..
واليها كانت الانظار تتجه باعتبار هذه البلدة احدى الروافد البشرية الرئيسية لتيار المستقبل والتي خرجت 3 نواب بدءا من النائب السابق وجيه البعريني، مرورا بالنائب السابق محمود المراد وصولا الى النائب الحالي خالد زهرمان.. والاثنان الاخيران من اعضاء المستقبل.. فيما الاول استمر في نهجه المعارض لقوى 14 اذار..
لم يستطع البعريني من انجاز لائحة في فنيدق، كما لم يستطع فرض مرشحه للانتخابات البلدية الرئيس الاسبق احمد عبدو البعريني، الذي خسر في انتخابات 2004 امام منافسه انذاك الشيخ سميح عبد الحي، الذي تربع على “عرش” البلدية سعيدا الى حين خسارته كلائحة امام المنافس الاقوى والمرشح السابق للانتخابات النيابية عام 2009 عبد الاله زكريا ابن العائلة التي يبلغ عدد اصواتها 2029 صوتا وهي اولى العائلات في فنيدق من حيث الاصوات تليها عائلة الحاج ديب حوالي 1500 صوت وبعدها عائلة زهرمان حوالي 1400 صوت.. بينما تأتي عائلة البعريني في آخر سلم العائلات من حيث الاصوات وعددها حوالي 600 صوت..
جرت محاولات توافقية عديدة بين سميح عبد الحي وزكريا حيث قاد المحاولات الشيخ الدكتور محمد بكار زكريا لم تفض الى نتيجة ازاء اصرار عبد الحي على ان تكون الفترة الاولى برئاسته لثلاث سنوات ومن ثم رفضه التنازل عن الرئاسة، الى ان جرى تدخل من قبل قيادة تيار المستقبل وعقد لقاء مع الرئيس سعد الحريري في قريطم الذي جمع الفريقين بغية ايجاد توافق وحضر اللقاء النائب خالد زهرمان والشيخ سميح عبد الحي وعن الفريق الثاني حضر عبد الاله زكريا وخال النائب زهرمان رئيس عشيرة ال زهرمان الحاج احمد ديب زهرمان.
وعلم ان ما يشبه المشادة الكلامية حصلت بين الشيخ عبد الحي والحاج زهرمان الذي وجه كلاما قاسيا الى ابن شقيقته النائب خالد زهرمان والى الشيخ سميح عبد الحي بحضور الرئيس الحريري، ورد عبد الحي بكلام شديد اللهجة رافضا ما تفوه به الحاج زهرمان من اتهامات، عندئذ فض الرئيس الحريري الاجتماع طالبا منهم الذهاب الى فنيدق وخوض المعركة مؤكدا ان “القرار هو للناخبين في فنيدق ومن ينجح من الفريقين نحن معه”.
قرار الرئيس الحريري نجم عما لمسه من حدة وتنافر بين الفريقين وان اي خيار سينعكس سلبا على التيار، سيما وان عبد الحي وزكريا ليسا بمنأى عن تيار المستقبل سوى ان عبد الحي معروف بأنه احد كوادر التيار في عكار. بينما زكريا معروف باستقلاليته لكنه حليف لتيار المستقبل وكان على تنسيق معه في الانتخابات البلدية وانسحب حينها لصالح التيار المستقبل، بالتالي لصالح النائب خالد زهرمان في فنيدق.
وقد لعب زكريا بقيادة الشيخ محمد بكار زكريا دوراً ناجحاً في التحالف مع كل عائلات فنيدق، بما فيها رمز المعارضة بالبلدة النائب السابق وجيه البعريني الذي شاء في البدء اجراء محاولة تمرير احمد عبدو البعريني للرئاسة لثلاث سنوات فجوبه بالرفض على ان يستبدل الامر بمرشحين من ال البعريني هما: محمد احمد البعريني ـ وخالد عبد السلام البعريني الذي خسر بفارق 15 صوتا، فتمثل البعريني بعضو واحد.
المعركة كانت قاسية وحامية رغم ذلك لم يقترع سوى حوالي 6200 مقترعا من اصل 10000 ناخب على لوائح الشطب، وسعى سميح عبد الحي جاهدا لحصد الرقم القياسي من المقترعين مرتكزا على جملة عوامل في البلدة منها مسارعته الى تقديم الخدمات وثانيا باثارة العاطفة العائلية وحث عائلته التي ينتمي اليها عائلة الحاج ديب التي يبلغ عدد ناخبيها 1500 صوت مع تكتل عائلي حاول جاهدا ان يواجه التكتل العائلي الاضخم المؤلف من: زكريا “2029 صوت” ـ وزهرمان “1400 صوت” ـ وطالب وكنعان “1300 صوت” ـ والبعريني “600 صوت” الى جانب بقية العائلات.
وبالفعل تمكن عبد الحي من حصد 3026 صوتاً، ففاز مع ستة اخرين مخترقا لائحة زكريا التي فازت بـ 11 مقعداً، ونال عبد الاله زكريا 2911 صوتا.
بعض الاوساط تقول ان عبد الحي قد انفق اموالا طائلة في معركته فاستطاع ان يحصد هذا الرقم، سيما وان النائب خالد زهرمان كان الى جانبه داعما في ردة جميل على ترشيح عبد الحي له للمقعد النيابي بدلا من النائب السابق محمود المراد، الذي وقف داعما لزكريا انتقاما من عبد الحي، فكانت المفارقة ان التنافس في فنيدق كان بين ابناء التيار الواحد تنافسا داخليا تحت سقف “السما الزرقا” رغم ان زكريا لم يكن في يوم من الايام ملتزما او منظما في تيار المستقبل.
وقد سارع البعريني الى دعم زكريا ايضا للنيل من خصمه اللدود عبد الحي، وقد حاول عبد الحي عبر شائعات اطلقها في فنيدق ان لائحة زكريا هي لائحة المعارضة وانها مدعومة من 8 اذار وهي بالفعل كان في نسيجها بعض من المعارضة التي لم تجد مكانا لها سوى هذه اللائحة التي نسجها الشيخ محمد بكار زكريا من نسيج كل عائلات فنيدق وعلى هذه القاعدة كانت التشكيلة وليس على قاعدة موالاة او معارضة.
ويوم الخميس سيكون موعد انتخاب عبد الاله زكريا رئيسا للبلدية لثلاث سنوات يليه خلدون طالب للسنوات الثلاث الباقية وطالب معروف باستقلاليته الى جانب علاقته الايجابية مع البعريني كما مع كل الاطراف.
لقد خسر عبد الحي المعركة الانتخابية ولم يستطع حتى الان تقبل هذه الخسارة فبدأ يحضر للطعن بالنتيجة ويقابله بطعن اخر ومهما يكن فان زكريا هو حليف تيار المستقبل سبق له ان سلف التيار كما سلف النائب خالد زهرمان فهل يأتي اليوم الذي يرد له التيار هذا الجميل؟؟.. حيث ان زكريا لا يزال طموح للمقعد النيابي ولخاله الشيخ محمد بكار زكريا حيثية شعبية على مستوى عكار..