تشكل تظاهرة فنية سنوية يمضي معها عاشقو الفن والتراث ليال صاخبة تعيد الفرح الى سماء الفيحاء وتحيي شرايين السياحة لكن في اطار لا يزال محدوداً على أمل أن تتوسع هذه المهرجانات لتشمل كافة مناحي الفن والحياة الثقافية..
رئيس جمعية طرابلس السياحية العميد سمير الشعراني قال لـ “البناء” ان المساهمات المالية المقدمة من مجلس بلدية طرابلس والتي تتراوح قيمتها 75 مليون ليرة لبنانية، ومن الوزير محمد الصفدي والتي تبلغ قيمتها 20 ألف دولار أميركي ساهمت في احياء هذه المهرجانات بعد غيابها ثلاث سنوات بسبب الاوضاع الامنية التي شهدتها المدينة من حرب تموز عام 2006 مرورأ بحرب مخيم نهر البارد علم 2007 وآخرها معركة التبانة وجبل محسن العام الفائت.
واعتبر أن مهرجانات هذا العام تختلف عن مهرجانات 2004 حيث كانت الجمعية تعتمد على منظمين للحفلات وكلفتها عالية، لكن ولتخفيف هذه الاعباء قررت الهيئة العامة ادارة التنظيم بنفسها.
وبعد ان كان مقرراً اطلاق مهرجانات طرابلس الدولية في وزارة السياحة تم نقله الى طرابلس وعقده في مبنى بلدية طرابلس بسبب سفر وزير السياحة ايلي ماروني وحضر المؤتمر نائب رئيس البلدية المهندس أحمد قمر الدين ورئيس الجمعية العميد المتقاعد سمير الشعراني وأعضاء الهيئة الإدارية للجمعية وحشد من الإعلاميين.
بداية رحب المهندس قمر الدين بإطلاق المهرجانات من القصر البلدي، معتبراًً “أن طرابلس ومعها مدن الفيحاء تعوّل كثيراً على إنجاح هذا المهرجان وذلك في إطار وضع المدينة على الخارطة السياحية جدياً”. وقال: “نأمل النجاح لهذا المهرجان ليكون دعامةً للمهرجانات المقبلة”.
بدوره رحب رئيس الجمعية العميد شعراني بالإعلاميين وقال: “إن السياحة في طرابلس ضعيفة وعلينا واجب تعزيزها وهذا يتطلب ذهنية سياحية لدى المجتمع المدني والمؤسسات المحلية الرسمية، من خلال دعمها ومواكبتها لكافة الأنشطة التي تقوم بها الجمعية لا سيما المهرجانات الدولية، وللأسف مؤسسات المجتمع المدني مقصّرة في هذا المجال وهي لا تواكب أو تدعم هذه الأنشطة.
وأضاف: كما تعلمون فقد توقفت المهرجانات لمدة ثلاث سنوات سابقة، ففي العام 2006 توقفت بسبب عدوان تموز وفي العام 2007 توقفت بسبب أحداث نهر البارد وفي العام 2008 توقفت بسبب أحداث التبانة- جبل محسن. وبالنظر لضعف إمكانيات الجمعية المادية أصرت الهيئة الإدارية والهيئة العامة على إقامة المهرجانات لهذا العام، وهنا نشكر بلدية طرابلس التي قدمت مبلغاً من المال لا بأس به وكذلك نشكر الوزير محمد الصفدي على دعمه مالياً للمهرجانات، كما أشكر المايسترو قائد فرقة كورال الفيحاء الذي سيقدم حفلة مجانية للكورال في المهرجان. ونأمل من وزارة السياحة أن ترصد للجمعية مساهمة مالية تمكنها من إنجاح المهرجان لهذا العام، وهنا نلفت الإنتباه إلى أن إدارة المهرجانات ستكون صرف محلية من خلال مجلس إدارة الجمعية وذلك لتوفير أموال ضخمة كانت تخصص لمؤسسات معنية في إدارة المهرجانات الدولية. ونأمل من الإعلام الطرابلسي واللبناني أن يساهم معنا في سد الثغرات التي يمكن أن تقع خلال يوميات المهرجان”.
ثم تحدثت رئيسة لجنة المهرجانات الدكتورة هند الصوفي عن البرنامج الفني، فأكدت أن إدارة المهرجانات لهذا العام هي محلية مئة في المئة، بدءاً من الصوت والضوء والإستقبال، وقالت: “تتوجه فكرة المهرجانات لهذا العام إلى فئات الشعب كافة، لا سيما وأن الأسعار تناسب جميع الميزانيات، كما أنها تتوجه إلى الشباب وتعزيز دورهم وإبداعاتهم وطاقاتهم، وكذلك تتعدد الأمكنة من خلال إقامة مهرجانات في زوايا متعددة من أحياء ومناطق المدينة كما تتعدد البرامج الفنية والتشكيلية بين الفن والثقافة والأدب”. أضافت: “كل ذلك، يأتي في إطار البحث عن هوية ثابتة لمهرجانات طرابلس، وهذا يتطلب دعم المجتمع المدني والفاعليات السياسية والإقتصادية والجمعيات الأهلية لإنجاح فكرة المهرجانات خطوة فخطوة”. أما في البرنامج لهذا العام الذي يقام على مسرح خاص في معرض رشيد كرامي الدولي في طرابلس في الساعة التاسعة والنصف ليلاً، فقالت: “الإفتتاح يوم الجمعة في 17 تموز الحالي مع الفنانة اللبنانية نجوى كرم، الجمعة 24 تموز باليه بولشوي/بيلاروسيا، السبت 25 تموز الفنان الطرابلسي وليد توفيق، الخميس 30 تموز فرقة قونيا للدراويش (الطريقة المولوية في تركيا)، السبت في 1 آب رسالة سلام من طرابلس إلى العالم عبر فرقة كورال الفيحاء والذي سيشارك فيه لهذا العام كورال الأطفال، وهذه الحفلة مجانية. وهناك ليالي مرافقة للمهرجان تدخل في إطار الأنشطة الثقافية المواكبة للإرتقاء بالذوق العام في المدينة الذي نحرص على تنميته وتشجيعه”.
وختمت رئيسة اللجنة الثقافية الدكتورة وفاء الشعراني المؤتمر بالحديث عن الليالي المواكبة للمهرجانات، فقالت: “تجسد ثقافة الشعب الطرابلسي التي لا يمكن أن تقام مهرجانات في الفيحاء من دون الأخذ بخصوصية ثقافة المدينة وهويتها عبر تكريس الذوق والتقاليد الثقافية الطرابلسية. والليالي لهذا العام تتنوع في المكان وفي الفكرة عبر اختيار أنشطة متعددة وأماكن مختلفة. وتشجع كافة هذه النشاطات والطاقات الشبابية في المدينة، عبر تحويل الفكرة إلى واقع ملموس من خلال مهرجان الشارع الذي تحوّل إلى ميزة متقدمة في العالم”. وعددت الدكتورة شعراني برامج مهرجان الشارع والتراث والأحياء فقالت: “تقام هذه الليالي حسب البرنامج التالي: السبت 18 تموز فرقة (سبع طقات) في شارع رياض الصلح الساعة 8:30، الأربعاء 22 تموز فرقة نهوند للموسيقى (تحية إلى عبد الوهاب) في حديقة الملك فهد الساعة 8:30، الخميس 23 تموز مسرحية للأطفال- كريم دكروب في حديقة محرم الساعة 7:30 مساءً، الجمعة 21 تموز توزيع جوائز لمسابقة المبدعين الشباب في معرض رشيد كرامي الدولي الساعة 8:30 مساءً، الجمعة 7 آب 2009 مشروع (من الحبة قبة) أمسية للحكواتي الطرابلسي في شارع الجديد الساعة 8:30 مساءً.
وكما تلاحظون في البرنامج فإن الجمعية كانت قد أقامت مسابقة ثقافية للمبدعين الشباب في كل لبنان وتلقينا أعمالاً إبداعية من طرابلس وخارجها والمفارقة أن كل الأعمال الفائزة كانت مقدمة من صبايا، وأخذت الجمعية على عاتقها إصدار هذه الأعمال في كتيّب سيوزع مجاناً في احتفال تكريم المبدعين في المعرض. كما أن الجمعية تحاول أن تعيد فن الحكواتي الأصيل إلى شوارع طرابلس حيث الإرتباط الوثيق بين المدينة والحكواتي والسؤال لماذا أهملنا هذا الفن< >< ><–>