شوارع ضهر العين مقفرة، والحزن يلفها ورهبة الجريمة وفظاعتها تخيم في سماء المنطقة..
شابان شقيقان سقطا في لحظة واحدة فكانت الخسارة جسيمة لعائلة تسعى الى رزقها بعيدا عن المشاكل التي أتت اليها ولم يسع اليها طوني ونايف يوسف صالح.
المأساة سيدة الموقف أم ثكلى ووالد مفجوع واشقاء واقارب وجيران كلهم اجتمعوا في قاعة كنيسة مار يوسف في ضهر العين ينتظرون وصول النعشين وسط تدابير أمنية استثنائية مشددة بعد أن نفذ الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي انتشارا واسعا في البلدة وعلى مدى الطريق العام الموصل الى بلدات الكورة.
طوني (41 عاما) وهو عريس زوجته حامل في الشهر السادس ونايف (33 سنة)، في الاصل من بلدة بزعون في قضاء بشري، والقاتل حنا البرساوي ايضا من بلدة بزعون، حيث أقاموا في ضهر العين منذ زمن بعيد.
القضية بدأت شرارتها قبل يومين حيث اقدم جوزيف البرساوي على استفزاز طوني امام منزله بمحاولة صدمه بسيارة الفان، الامر الذي دفع بطوني صالح الى ابلاغ شقيقه بما حصل معه فصعدا سوية لمعالجة الامر مع ولدي حنا البرساوي، لكن أقدم البرساوي ومعه مجموعة من العناصر على ضرب طوني صالح وشقيقه جاك الذي اصيب اصابات بليغة بعينه مما استدعى نقله هو وشقيقه صالح الى المستشفى، ثم تدخل المصلحون من فعاليات البلدة لاسقاط الدعوى على ان تتم المصالحة بعد الانتخابات البلدية وخرج ولدي البرساوي من السجن بعد اسقاط الدعوى. ورغم ذلك استمر حنا البرساوي باستفزاز الاخوة صالح، خاصة وان طوني عاتب شقيقه نايف لاسقاطه الدعوى نتيجة تجارب سابقة مع ال البرساوي لم تنجح معها المسامحة.
وبسبب الاستفزاز وصل طوني الى حيث يقف حنا البرساوي الذي عاجل طوني بطلقات رصاص اردته على الفور ولما شقيقه نايف صارخا “قتلت اخي” فعاجله بعشر طلقات من مسدسه قائلا له “وانت كمان”، ثم فرّ حنا البرساوي الى جهة مجهولة.
شقيق الضحيتين يوضح: “ان الاحتقان يعود الى الانتخابات البلدية عام 2004، حين ترشح حنا البرساوي حينها لعضوية بلدية “بزعون” في بشري وخسر الانتخابات ومنذ ذلك الحين يمارس البرساوي عمليات استفزاز تعبر عن حقد دفين تجاه عائلة صالح”.
ويؤكد شقيق الضحية ميلاد: “ان القضية الان هي برسم القضاء الذي نعتبره وحده الذي يحقق العدالة لكننا نرجو ان يكون القضاء سريعا في اتخاذ الاحكام العادلة لاننا كلنا تحت سقف القضاء”.
اما خال الضحيتين فهو من اعضاء القوات اللبنانية منذ اكثر من عشرين عاما اوحى في حديثه ان القضية ليست سياسية وليست بين المردة والقوات اللبنانية وان ولدي شقيقته لا ينتميان للمردة ولا لاي حزب وان المشكلة هي شخصية.
غير ان مصادر في البلدة اوضحت ان حنا البرساوي هو مسؤول القوات اللبنانية في البلدة وان اولاده ينتمون الى القوات ولطالما مارسوا عمليات استفزاز في البلدة وقد استهدفوا طوني ونايف كونهما من اعضاء المردة على خلفية التنافس البلدي الحاد بين القوات والمردة في الكورة وفي قرى زغرتا.
الشقيق الاكبر للضحيتين كابي سأل: “تعرض البرساوي لطوني وجاك بالضرب بالعصي والحجارة وشقيقي جاك لا يزال الى اليوم في المستشفى ونال تقريرا طبيا من الطبيب الشرعي بـ 21 يوما، فكيف يخرج المعتدي من السجن واين الحق العام وكل الناس تعرف ان التقرير الشرعي البالغ 21 يوما لا يستطيع ان يخرج المعتدي من السجن قبل ان يمضي 15 يوما فيه؟.. فكيف خرج؟؟.. ابناء البرساوي بعد يومين من الحادثة!!.. لكي يستقوي حنا البرساوي علينا؟؟.. ويصرخ كابي قائلا: “خدعونا”.. اما شقيقه ميلاد فيؤكد مناشدا ان يأخذ القضاء مجراه في اسرع وقت.
يوسف صالح والد الضحيتين يصرخ “ان الوحش البري لا يطلق عليه 10 رصاصات دفعة واحدة، اين الرحمة واين العدالة؟”.. ويقول: “امضيت عمري اعمل ما بين باب التبانة وضهر العين، كل الاوساط تعرفني جيدا انني مسالم لا أؤذي نملة، وليس لي اعداء الا هذا البرساوي… وصرخ مناشدا القضاء والاجهزة الامنية وقال “اسألوا عنا في بشري، اسألوا عنا في كل مكان يعرفون من نحن..
التشييع جرى في ضهر العين بحضور حاشد من المواطنين وسط مظاهر الحزن والاسى والاستنكار للجريمة المروعة التي جرى البعض ربطها بالاحداث التي جرت بين المرد والقوات في بصرما.