من قتل الشاب جبريل رضوان كبارة؟ هذا السؤال مطروح منذ أكثر من أربعين يوماً، وفي متابعة دؤوبة للأهل ولوكيل الادعاء بحثاً عن الحقيقة وكشفاً لملابسات قضية لا تزال غامضة.
في ذكرى الاربعين لفتت الانظار شكل “النعوة” التي ألصقت بشكل كثيف على جدران مدينة طرابلس، لم تكن تلك “النعوة” التقليدية المعروفة انما “نعوة” سوداء تضمنت صورة المغدور جبريل كبارة وقد بانت على جسده بقع الدماء والتعذيب مما يوحي بأن الوفاة لم تكن قضاء وقدراً أو سقوطاً في المصعد الكهربائي حسب ما جاء في التحقيقات الاولية.
الشارع الطرابلسي يلهج اليوم بهذه القضية ويطرح علامات استفهام متعددة حول ظروف وحيثيات مقتل كبارة.
ويتابع القضية وكيل الادعاء المحامي زياد درنيقة الذي أعد المذكرة تضمنت جملة معطيات:
فالوالد يفيد بأن ولده تعرض لمضايقات في المصنع الذي يعمل فيه وهو الحائز على دبلوم هندسة كيميائية وصاحب خبرة في كندا ولبنان، وخلال عمله ونتيجة خلافات لم تتضح بعد خفاياها أعرب لوالده عن هواجس لديه بامكانية تعرضه لاعتداء فتولدت عنده رغبة في ترك العمل. بعد ذلك بأيام تلقى الوالد المفجوع اتصالا هاتفيا مفاده ان جبريل جثة هامدة في المستشفى الاسلامي وهرع الوالد الى المستشفى حيث اندس احدهم طالبا منه الاسراع بدفن الجثة، الامر الذي دفع بالوالد الى تقديم شكوى لدى مخفر شكا طالباً كشف ملابسات الوفاة. ثم جرى ان احد عمال الصيانة قدم رواية كاذبة كانت غايتها حسب المعلومات تضليل التحقيق، فالآثار التي وجدت على الجثة كافية للدلالة على ان الوفاة ليست حادث عمل بل هناك جريمة قتل.
فالجثة حملت آثار جروح وكدمات في الرأس والكتفين وجميع انحاء الجسد اضافة الى آثار تمزق شديد في “الشرج” مما يدل على دخول قطعة من الحديد أو ما شابه ذلك، بينما لم يعثر في مكان العثور على الجثة على اي قضيب حديد أو ما شابه يمكن ان يكون سببا لتلك الاصابة. اضافة الى ذلك فإن الرواية المقدمة تدحضها جملة وقائع منها ان جبريل ليس مسؤولاً عن حمل البضاعة ولا يعقل ان يحمل هو البضاعة والعامل يتفرج عليه، وان مكان وقوفه بعيدا عن زر المصعد ولا يمكن للمرحوم ان يطاله اذا ما رغب في الصعود وان خبرة المرحوم وعلمه ودقته يستحيل معها تصديق انه قبل بادخال وزن 1650 كيلو غرام في مصعد لا يحتمل أكثر من 1200كلغ، وبالتالي فإن المصعد لا تسقطه حمولة زائدة اذا كان متوقفا، ثم ليس صعبا على المرحوم تدبر أمر خورجه من المصعد وان المسافة بين الكابين والحائط لا تسمح بسقوط جثة رجل فيها. مع الاشارة ان تساؤلات تولدت لدى الاهل حول الاسباب التي تدفع بأصحاب المصنع من ملاحقة الخبراء الذين كلفوا للتحقيق والعمل على الزامهم بتقديم روايات خيالية. من هذا المنطلق كان الادعاء الشخصي ضد عامل أدلى بشهادة كاذبة والادعاء الشخصي ضد مجهولين بجرم قتل جبريل، توصلا الى كشف الجريمة والمرتكبين.
فالجريمة ليست عادية والمغدور ليست له خصومات مع الاحد، لذلك فان الاهل مصرون على متابعة التحقيقات وكشف كافة الملابسات التي أحاطت بها. لذلك كانت تلك “النعوة” دعوة للقضاء وللمراجع المختصة الى متابعة القضية فالراحل ليس نكرة والجريمة المرتكبة اشارة خطيرة الى ما يجري في الكواليس ويحذرون من تمييع القضية وطي الملف.