بمناسبة مرور 721 عاماً على تحرير طرابلس من احتلال الفرنج الصليبيين، وضمن فعاليات معرض الكتاب السنوي السادس والثلاثين الذي تقيمه الرابطة الثقافية في معرض رشيد كرامي الدولي، نظمت جمعية التربية الإسلامية المشرفة على معاهد ومدارس الإيمان الإسلامية محاضرة للمؤرخ الدكتور عمر عبد السلام تدمري في قاعة المؤتمرات تحت عنوان: “طرابلس القديمة… تاريخاً وعمراناً” شارك فيها شخصيات سياسية واجتماعية وثافية ولجان اهلية وطلاب.
بداية تناول تدمري في حديثه تاريخ المدينة القديمة أيام الفنيقيين على ساحل البحر في موقع مدينة الميناء الآن، ثم الفتح العربي الإسلامي الأول على يد القائد الصحابي “سفيان بن مجيب الأزدي” وهو المؤسس الأول لقلعة طرابلس التي عرفت قديماً بحصن سفيان، واكتشاف مسجد فاطمي في وسط القلعة لا يزال قائماً إلى الآن مما يؤكد على إسلامية هذه القلعة، وان الإصرار على تسميتها بحصن “صنجيل الفرنجي” هو تزوير للتاريخ، وان التزوير يطال أيضاً برج الأمير المملوكي” برسباي” حيث زورت الكتب المدرسية ووزارات السياحة والتربية والإعلام اسمه مطلقين عليه اسم ” برج السباع ” للإدعاء أنه برج صليبي من بناء “ريمون الصنجيلي” مستشهداً للدلالة على دحض ذلك التزوير بالمصادر المعاصرة لتاريخ بناء هذا البرج وهي تؤكد على بناء الأمير “برسباي” له، وكان يتألف من 3 طبقات وفي أعلاه منارة للأذان، وبداخله مسجد، وهو لا يزال قائماً حتى الآن في الطابق الثاني من البرج.
هذا وتحدث المؤرخ تدمري عن خصائص العمارة ونظام التخطيط في أسواق طرابلس المملوكية باتباع نظام التعرّج في الطرقات وبناء البيوت فوق الطرقات مباشرة لتوفير الحماية لها من الناحية الدفاعية، ووقاية المارة من حرارة الشمس صيفاً، والمطر شتاءً، ووجود محلّة كاملة لاتزال تُعرف حتى الآن باسم “تحت السباط” وهو تحريف لكلمة “ساباط” الفصيحة وتعني الطريق المسقوف.
كما وجرى استعراض لبناء الجامع المنصوري الكبير، وجامع التوبة، والعطار، وطينال، ومدرسة قرطاي، وقيام الأسواق ذات الحرف النفيسة في وسط المدينة القديمة وحول جامعها الكبير، بينما أقيمت الصناعات التي تسبب ضوضاء أو ازعاجاً للسكان في أطراف المدينة، منوهاً بضرورة تخليد أسماء القادة الذين مرّوا في تاريخ طرابلس، وقد تم بمادرة منه ومن ابنه الدكتور خالد تدمري رئيس لجنة الآثار في بلدية طرابلس حيث تم إطلاق اسم ” سفيان الأزدي” و”المصنور قلاوون” وابنه “الأشرف خليل” والسلطان “عبدالحميد الثاني” على ميادين وشوارع طرابلس.
وكان قد رافق المحاضرة عرض لعمارة طرابلس القديمة من اعداد المهندس الدكتور خالد التدمري.