اعتبر وزير الاقتصاد والتجارة محمد الصفدي ان طرابلس مرّت ولا تزال بأوضاعٍ صعبة تستوجب منا أن نعالجها بالحكمة، لنمنع يد الفتنة من أن تمتد من جديدٍ إلى مجتمعنا. وكما هي طرابلس، كذلك هو لبنان؛ فالوطن الذي تتكرّر فيه المِحنُ يحتاج إلى تطبيق العدالة بين أبنائه. فالحكم الصالح أساسه العدل، وهذا ما يفتقده اللبنانيون.
واضاف: لا تنفع الدساتير والقوانين إذا فقدت الأمم أخلاقها وإذا فُقدت الثقة بين أهل الوطن واستوطنت الكراهية قلوبهم.
وأكد الصفدي أن “وطننا بخطر لأنّ فيه من ينفخ أبواق الحقد والتفرقة من الداخل والخارج. لنجمع صفوفنا، ولنوحّد كلمتنا لما فيه خيرُ بلدنا وشعبنا. فبالتضامن نحصل على حقوقنا ونردعُ من يفكّر في الإساءة إلينا”.
كلام الصفدي جاء خلال رعايته حفل تخريج طلاب دورة العلوم الشرعية وتحفيظ القرآن الكريم عن روح نجله المرحوم رمزي الصفدي بتنظيم من جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية في قاعة الفاروق بمسجد عمر بن الخطاب في ميناء طرابلس، بحضور النائب د. قاسم عبد العزيز، مفتي طرابلس والشمال السابق الدكتور الشيخ طه الصابونجي، رئيس جمعية مكارم الاخلاق الاسلامية في الميناء الشيخ ناصر الصالح، رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين وحشد من الفاعليات السياسية و الدينية و التربوية و الاجتماعية و الشعبية.
ودعا الصفدي بمناسبة “حلول شهر رمضان المبارك شهرُ الصلاة والرحمة أن يمنَّ على الجميع وعلى مدينتنا طرابلس والوطن الحبيب لبنان بالخير والسلام”.
وقال: نجتمع اليوم كما في العام السابق، لنحتفل بتخريج دفعةٍ جديدة من طلاّبنا الأعزاء الذين أتمّوا دورة العلوم الشرعية وتحفيظ القرآن الكريم، بتنظيمٍ من جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية بمدينة الميناء العزيزة.
واسمحوا لي أن أخصَّ “مكارم الأخلاق” بالشكر لأنها أقامت هذه الدورة على إسم المرحوم رمزي الصفدي، الذي نسأل له ولجميع أمواتنا، الرحمةَ الواسعة.
وتابع: الإسلام دينُ الرحمة والعدالة، لا يميّز بين الأعراق والأجناس، بل ينظر إلى الإنسان بمقدار إيمانه بالله سبحانه وتعالى وحُسن المعاملة مع الآخر.
لقد جعل الله عز وجلْ المسلمين أمةً حاضنةً لغيرها من الشعوب والأديان. وهذا يفرض علينا نحن المسلمين أن نكون منفتحين على الآخر، متقبّلين له ولحقّه في الاختلاف، وأن نحتكمَ دوماً إلى العقل في التعاطي مع الشؤون العامة.
وقال: لقد تعلّمنا أنّ الإسلام رسالة انفتاح تنبذ الطائفية والتعصّب وتدعو إلى الرحمة وتوصي بالمعاملة الحسنة. هكذا عاش أسلافنا بأمان وسلام وتعاون مع محيطهم. فلم يفرّقوا بين الناس ولم يميّزوا بين عباد الله، إلا بما عملوا، وكانوا رمزاً للعدل والاعتدال.
وتوجه الوزير الصفدي الى الخريجين بالقول: لقد أثمرت جهود المشرفين على دورة القرآن الكريم والعلوم الشرعية؛ فالشكر لجمعية مكارم الأخلاق وللأساتذة الذين عملوا بتفانٍ وإخلاص على تعليمكم. وإنني إذ أهنئكم، أدعوكم لأن تكونوا رسلَ سلامٍ وحوار وانفتاح واعتدال.
تخلّقوا بأخلاق الإسلام واتّبعوا وصيّته في طلب العلم؛ إكتسبوا علوم العصر الذي تعيشون فيه، وتفاعلوا مع محيطكم؛ فعظمةُ الإسلام أنه لم يحصر نفسه في أرض ولادته، بل انطلق من جزيرة العرب إلى بقاع الدنيا ليكون ديناً صالحاً لكل زمان.
كلمات بالمناسبة
وكان الاحتفال بدأ بالنشيد الوطني ثم القى المسؤول عن الدورة الدكتور الشيخ حسام سباط كلمة شكر فيها الوزير الصفدي على دعمه هذه الدورة التي من ابرز اهدافها تحفيظ المشاركين القران الكريم و تعليمهم التقوى و الايمان فضلا عن اعطائهم دروسا في مجال الاشغال اليدوية كالرسم والطهي … و تنظيم رحلات ترفيهية لهم شملت مختلف المناطق اللبنانية .
بدوره القى المفتي الصابونجي كلمة اكد فيها ان القران الكريم هو هدى للناس وليس لفئة دون اخرى و قال:” ان بعض الذين يتظاهرون بالتدين وبالاسلام وبالغيرة على مستقبل الحكم الاسلامي هم متطرفون، وقد راينا بالامس مئات القتلى والجرحى الذين سقطوا في العراق، كما ان عشرات القتلى والجرحى ايضا سقطوا في المملكة العربية السعودية، وهذه التفجيرات من افعال وصنع مجانين طلقوا عقولهم ودينهم. والله علمنا من خلال القران ان نجاهد في وجه العدو وليس في محاربة وتفجير اخوتنا، وهذه الامور التي نشاهد هي مرفوضة دينيا واجتماعيا.
ثم القى الشيخ ناصر الصالح كلمة رحّب فيها بالوزير الصفدي “صديق جميع اللبنانيين، السبّاق في تقديم افضل ما يُقدم للناس، والسباق في التخفيف عن الامهم ومعاناتهم”.
وتوجه الى الصفدي بالقول: “الثقة التي منحها الشعب الطرابلسي اليك، ما هي الا التعبير الصادق عن الوفاء والموقف المتجدد ليصل معك هذا الشعب الى الطريق الذي عبّدته انت لمسيرتك الوطنية في انقاذ لبنان من الفوضى والصراع و الازمات التي توشك ان تقضي على وجوده وأن الأيام ستشهد مزيداً من الحاجة الى أهدافك العليا والى مسيرتك الاصلاحية في كل الميادين وستكون انت بإذن الله النجم الساطع في كل لبنان لأنك بإخلاصك وأهدافك ستعطي كما أعطيت النموذج الأمثل لخلاص لبنان ولانقاذ شعبه”.وفي ختام الاحتفال تم توزيع الشهادات والجوائز على المشاركين. وتخلل الاحتفال وصلات من الاناشيد الدينية.