صدى عكار أخبار عكار طرابلس وشمال لبنان. تغطية لآخر الأخبار والنشاطات في عكار لإيصالها للعالم والمغترب العكاري. اول موقع عكاري يعنى ب محافظة عكار وشمال لبنان
مقالات مشابهة
لاحظت الاوساط السياسية العكارية ان الحراك السياسي في محافظة عكار لم يعد على وتيرته السابقة منذ زمن، خاصة في ظل التخبط الذي تعيشه اطراف قوى 14 اذار، في هذه المحافظة لا سيما منذ اعلان تحالف التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية، مما اصاب قوى 14 اذار في عكار بالصميم. حيث توقفت الاجتماعات الدورية لهذه القوى التي كان يقودها تيار المستقبل، والذي بدوره يعيش بلبلة في صفوفه عند ابواب الاستحقاق الانتخابي البلدي.
في المقابل، لاحظت هذه الاوساط ان فريق 8 اذار في عكار عاد ليشد من عصبه من خلال تشكيل اللقاء التشاوري الذي ضم الاحزاب والقوى الوطنية والقومية والاسلامية، اضافة الى النواب السابقين وفي طليعتهم النائب السابق وجيه البعريني، الذي اتفق عليه رئيسا لهذا اللقاء نتيجة حراكه السياسي الذي لم يتوقف مثبتا حضوره في كل المفاصل السياسية العكارية.
وهذا اللقاء بما يضم من اطراف سياسية، تمكن من استعادة قواعده الشعبية التي امتدت الى مناطق الاطراف العكارية وخاصة عشية الانتخابات البلدية، حيث بدا انه سيلعب دورا في هذه الانتخابات بنظرة الى ان هذا الاستحقاق هو امتحان سياسي وشعبي لكل الفرقاء والتيارات على الساحة العكارية.
وكان لافتا ما جرى خلال العزاء الذي اقيم في دارة البعريني في وادي الريحان بمناسبة وفاة قائد الثورة الشعبية او ما عرف بزعيم الطفار احمد عبد السلام البعريني، والذي لعب دورا في تاريخ عكار الى جانب الحاج ابو وجيه البعريني في ثورة الفلاحين الشهيرة التي شكلت مفصلا تاريخيا ونقلة نوعية لعكار من مرحلة الى اخرى بغض النظر عن حيثياتها وانعكاساتها وما نتج عنها، فقد شهد العزاء اعادة التفاف للقوى الوطنية والقومية حول خط الثورة الفلاحية التي رسمت منذ 1952 الى اوائل الستينيات برأي احد المرجعيات العكارية المخضرمة. لكن هذه المرجعية العكارية توقفت امام ملاحظات سجلت في العزاء:
اولا، ان العزاء كان مناسبة هامة لاستعادة العلاقات الاجتماعية بين قيادات عكار وعشائر البقاع والهرمل حيث توافد العشائر البقاعية بمجملها «ناصر الدين ـ العلو ـ دندش ـ جعفر ـ امهز» الى عكار في مشهد ذكّر بتلك الحقبة القديمة من تاريخ علاقات فنيدق وقرى جرد عكار بعشائر الهرمل بعد ان مرت بأزمة تلتها مصالحة تاريخية تكرست وثبتت وتواصلت الى اليوم.
الى ذلك، لوحظ غياب لقيادات تيار المستقبل عن العزاء الامر الذي اعتبر رسالة سياسية للبعريني نقضت ما رشح عن الزيارة التي قام بها احمد الحريري ونواب المستقبل للبعريني يوم وفاة زوجته، وقد لوحظ ان تلك الزيارة لم تصل الى النتائج المرجوة ولذلك احجم التيار عن معاودة الزيارة.
كما لفت غياب للجامعة المرعبية والمراعبة عن العزاء، وقد رد المرجع العكاري اسباب ذلك الى الدور الذي كان يلعبه زعيم الطفار احمد عبد السلام البعريني في ثورة الفلاحين التي استهدفت حينها المالكين في سهل عكار وجروده وهم من المراعبة.
ولفت المرجع العكاري الى ان هذه الملاحظات جديرة بالدرس والتمحيص في اللقاء التشاوري للاستفادة منها في المرحلة السياسية المقبلة والتي ستعيد لمحافظة عكار دورها على الساحة السياسية اللبنانية، خاصة من خلال علاقات الجوار المتينة ما بين محافظة عكار ومحافظة الهرمل تجمعهما الحرمان والاهمال.
الديار _ جهاد نافع