رؤوف نافع
كنت وحيداً أدغدغ أياماً كنت فيها في مقتبل العمر، لا أهاب صعود شجرة محتقراً علوها، ولا ذئاباً أتربص بها على كثرتها، ولا شراسة ثعابين الحقول، وكيف كنت أتجاوز المشقات لتحقيق ما صممت.
أمام هذه الذكريات تمنيت، وبالمستحيل، أن تعود تلك الأيام لأعود، كما كنت، على تحقيق هدف وإن زنّرته الصعاب. أفقت من دغدغة الأحلام لأنتقل إلى واقع اليوم، حيث ارتضيت رخاء العيش على مرّه، وأقنعت نفسي بعدم الكفاح في وجه الأقوياء، وهذا عيب، والعيب الأكبر هو تجنب ركوب المخاطر، وما أكثرها اليوم! وما أكثر ثعابين اليوم وضباعه وذئابه بلباس بشري يغطي شراسة الضباع والذئاب والثعابين.
حكايات معسولة تخفي السموم، وأحاديث تلذ السمع وتبطن الأذى، ويا للأسف، فكلنا حوّل النباهة إلى غباوة، وكلنا اقنع ذاته بخبث الأفاعي، وخبث الذئاب… وما أجمل شيخوخة تجابه هذه الخبائث مهما توعرت الطريق ومهما اشتدت الصعاب، وأعظم بكفاح في وجه جبار! وأكرم بنضال في حضرة خداع! وأجمل بإيمان يرفض زركشة عباءة أخفت زركشتها حقيقتها فانكشفت بوعي خلاق دربته صعوبات المشاكل وأحابيل الأقوياء على الصمود في وجه الأضاليل والأكاذيب: فلا الكلام المعسول بشافٍ… ولولا ثلة من المؤمنين لأضاع الحاضر المستقبل. وعسى أن تحقق دغدغة الأماني جودة الآمال، فينكفئ الباطل ويعلو صوت الحق، ويتغلب المتوقّع على الواقع وننجو من شرور المتربصين بنا الدوائر فتحقق الأماني.
احببت هذه الزاوية لما تحتوي من عبر في الحياة خاضها رجل مغامراً في الحياة غير آبه بالصعاب كما استنتجت من قراءتي لكم الشكر ودمتم ذخراً انتم وجريدتكم في عكار