عقدت الطاولة المستديرة الثانية في اطار مشروع “دعم بلدية طرابلس لوضع خطة سياحية ثقافية للمدينة” والذي أقيم تحت عنوان: “اللقاء الطرابلسي للثقافة والسياحة” في مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي برعاية وزير السياحة فادي عبود ممثلاً بمدير عام السياحة ندى سردوك وبتنظيم مشترك من قبل بلدية طرابلس وإتحاد بلديات ليون ومكتب منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة والمكتب التقني للبلديات اللبنانية
ويهدف المشروع إلى دعم بلدية طرابلس لوضع خطة ثقافية سياحية للمدينة ويأتي هذا المؤتمر كخلاصة للمشروع، في إطار التشاور حول وضعية طرابلس وكيفية تعزيزها والتعريف عن الفيحاء العريقة والتراثية والتاريخية.
وتناولت الطاولة المستديرة الثانية موضوع تظهير صورة المدينة: اقتراحات ملموسة لنشاطات تنظّم بالتعاون مع البلدية، وترأسها عضو في مجلس بلدية طرابلس ورئيس لجنة “التنمية السياحية” ومدير مشروع “بيات” في غرفة طرابلس فواز حامدي، وكان المعقب أستاذ العلوم الاجتماعية، الجامعة اللبنانية نديم منصوري، وتحدث حامدي عن واقع المدينة والمشاريع المستقبلية وضرورة اقرار برنامج متكامل لها، أما الدكتور نديم منصوري فأوضح ان طرابلس تختزن كنزاً في طياتها ولها الحق ان تتصدر المدن السياحية والتراثية.
أما أستاذ التاريخ في الجامعة اللبنانية بسام نحاس، فعرف بالمدينة القديمة وأهميتها ودورها التاريخي، واستعرض ملاحظات عدة خلال مرافقته للعديد من الوفود الأجنبية الزائرة للمدينة.
أما الدكتورة مهى كيال، استاذة الأنتروبولوجيا في الجامعة اللبنانية فتحدثت عن كيفية تطوير قطاع الفنون والحرف في طرابلس.
وتحدث صبحي عبد الوهاب، من دائرة الإعلام والعلاقات في غرفة التجارة في طرابلس عن تشجيع العلاقات بين القطاع الخاص والبلدية في اطار سياسة عامة للثقافة والسياحة، حيث أشار في مداخلته الى علاقات التعاون بين غرفة الشمال وبلدية طرابلس والسعي لبلورة شراكة القطاعين العام والخاص وذلك في إطار الترجمة العملية لإستراتيجية تنمية مدن الفيحاء والشمال
وقال عبد الوهاب : لقد شاركت غرفة طرابلس والشمال إطلاق مشروع الخطة الإستراتيجية لتنمية مدن الفيحاء (طرابلس، الميناء والبداوي) في 30/6/2008، ولا تزال في مختلف ورشات العمل التي نظمها إتحاد بلديات الفيحاء بهدف التشاور بإمكانيات تنفيذ مشروع الخطة الإستراتيجية للتنمية المستدامة.
وغرفة الشمال بإعتبارها الممثل الأساسي لمصالح القطاع الخاص تتطلع بإستمرار الى تحريك دورة الحياة الإقتصادية والإجتماعية والثقافية عبر طرحها سلة من المشاريع التي من شأنها المساهمة في إعادة تفعيل وظائف مختلف القطاعات والمرافق الإقتصادية العامة لمدن الفيحاء ومنطقة الشمال لا سيما القطاع السياحي منها عبر صيغ للتعاون المشترك يتقاسمها القطاعين العام والخاص من خلال ما توفره السلطات العامة من بلورة للأطر التشريعية والأنظمة الضابطة لأسس وقواعد إنطلاق المشاريع الإنمائية وبالتالي إيجاد الحوافز والإعفاءات والتسهيلات التي تصبّ بإتجاه تعزيز دور مؤسسات القطاع الخاص وتشجيعها على تمويل وإدارة المشاريع التي هي حاجة ضرورية لتنمية المدينة بشكل مستدام”.
أضاف: “إن علاقات التكامل بين غرفة الشمال وبلدية طرابلس تتجلى من خلال التشاور المستمر حول السبل الكفيلة بتعزيز علاقات التنسيق لتوحيد الرؤية حول التنمية الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياحية لطرابلس والشمال. أما التعاون والشراكة بين الغرفة والبلدية فيستندان على المرتكزات التالية:
أ- تعزيز نشاط المؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة الحجم حيث تؤدي دوراً رئيسياً في تطوير بنية الإقتصاد الوطني.
ب – الإفادة القصوى من العلاقات الإيجابية مع مفوضية الإتحاد الأوروبي كجهة ممولة وداعمة لمركز تطوير الأعمال (الحاضنة) Biat في غرفة الشمال.
ج- التخطيط المشترك والمستقبلي لتحسين بيئة العمل التي تساعد رواد الأعمال على الإبتكار والإستفادة من ديناميكية المبادرة الخاصة لتعزيز تنافسية القطاع الخاص”.
وحدد دور الغرفة فقال: “إن دور غرفة الشمال أساسي في مجالات التنمية الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياحية وهو يتكامل مع دور بلدية طرابلس وإتحاد بلديات مدن الفيحاء حيث تستدعي الادوار المشتركة بذل جهود حثيثة ومتواصلة للإنطلاق بطرابلس خاصةً والشمال عامةً نحو آفاق رحبة تعطي صورة مستقبلية تترسخ من خلالها هويتها المنفتحة والقابلة لترويج كل المشاريع الإنمائية، وتفسح المجال بالتالي أمام مختلف المرافق والمؤسسات فرص المزيد من الإزدهار والتطور، وتجعل من هذه المدينة وتلك المنطقة، محطاً لتطلعات رجال الأعمال والمستثمرين منهم بشكل خاص، بغية وضع إمكاناتهم وقدراتهم الإستثمارية في تطوير وتحديث مختلف القطاعات الإقتصادية.
لقد أكد أعضاء هيئة مكتب غرفة الشمال خلال الإجتماع الذي عقد مؤخراً مع رئيس بلدية طرابلس المهندس رشيد الجمالي في مركز حاضنة الأعمال Biat منتصف تشرين الأول 2009 على أهمية التنسيق بين الجانبين لبلورة صيغة عملية تتكامل من خلالها التطلعات المشتركة للقطاعين العام والخاص في تحقيق هذه التنمية الشاملة والمستدامة المنشودة، وعلى التشديد على ضرورة العمل المتكامل لوضع رؤية مستقبلية للإقتصاد المحلي عبر سلسلة مشاريع إنمائية تساهم في إعطاء صورة إستثمارية وترويجية لمدينة طرابلس ومنطقة الشمال.
وخلص المجتمعون الى الإتفاق على الأمور التالية:
– توقيع بروتوكول تعاون بين الغرفة والبلدية حول موضوع التنمية الإقتصادية والإجتماعية والثقافية والسياحية في الشمال.
– العمل على وضع رؤية وخطة إستراتيجية للتنمية الإقتصادية في طرابلس والشمال، والسعي لإيجاد البرامج والمشاريع المساعدة لإنفاذ الخطة المنشودة.
– وضع البرامج والمشاريع والإمكانات المتاحة للغرفة والبلدية في خدمة هذه الإستراتيجية.
– إشراك والتنسيق مع الجهات والمؤسسات الأخرى المعنية بعملية التنمية في الشمال .
– تشكيل خلية عمل لمتابعة المشاريع الإنمائية مع الوزارات والجهات المعنية.
– تحديد موعد يوم الأربعاء الأول من كل شهر كموعد ثابت للإجتماع، على أن تكون هذه الإجتماعات في مقر مركز جمعية تطوير الأعمال BIAT حيث تقوم هذه الأخيرة بالتنسيق والمتابعة”.
وتحدث مسؤول الاعلام والمنتديات الثقافية في جمعية العزم والسعادة مقبل ملك،عن اقتراحات ملموسة للعمل بين البلدية والجمعيات الاجتماعية والتربوية بشكل عام، وأعطى أمثلة ناجحة للأعمال المشتركة وأكد ضرورة انجاز خطة متكاملة ثقافية سياحية لطرابلس صونأً لحقوقها وتعزيزاً لدورها الريادي.
وتحدثت مسؤولة النشاطات الثقافية في مؤسسة الصفدي الثقافية ريما أبو بكر، عن دور المؤسسات الخاصة لا سيما الثقافية في دعم هذا المشروع مشددة على أهمية التعاون، شاكرة الهيئات الطرابلسية واتحاد بلديات ليون ومنظمة المدن العربية على تعاونها.
كما شارك في هذا اللقاء بعض فاعليات المدينة والعاملين بحقل الثقافة والحرف والسياحة، اضافة” الى شبكة المدن اللبنانية المنتسبة الى منظمة المدن والحكومات المحلّية المتّحدة ممثلة بالوزير السابق المستشار الدكتور سامي منقارة وبشير عضيمي، كما حضر خصيصاً من فرنسا للمشاركة في أعمال هذا اللقاء، بعض أعضاء مجلس بلدية ليون الفرنسية ومسؤولين عن العلاقات الدولية، ومدير وكالة التخطيط في بلدية ليون.
يذكر أن النشاطات التي تم تنفيذها في إطار هذا المشروع هي ورش عمل مع الجمعيات الحرفية والثقافية والسياحية الطرابلسية وإصدار دليل ثقافي سياحي للمدينة، تم توزيعه خلال “اللقاء الطرابلسي للثقافة والسياحة”.