مرفأ طرابلس هو المرفا الاكثر اهمية وجدوى اقتصادية بعد مرفأ بيروت،بقي ناشطا في كل الظروف التي مرت بالبلاد،وإن تفاوت أداؤه تبعا لتلك الظروف غير أنه ظل المنفذ الاقتصادي لطرابلس والشمال .ومنذ سنوات ترتفع اصوات القيادات والفاعليات الشمالية مطالبة بتطويره وتحديثه الى أن شهد مؤخرا وعبر اجراءات ادارته الجديدة سلسلة تدابير من شأنها رفع مستوى الأداء بما يواكب حركة النمو الاقتصادي.
فالمرفأ يشهد مشاريع هي قيد التنفيذ من المتوقع حسب مصادر مسؤولة أن يعيد المرفأ الى دوره التنافسي مع كافة المرافيء اللبنانية،فقد انهت الشركة الصينية المتعهدة قسما من توسيع الحوض بعمق 15مترا ووجه وزير الاشغال العامة غازي العريضي لوما الى الشركة بسبب بطء الاعمال لكن من المتوقع ان ينتهي مشروع التعميق في حزيران 2011.
المصادر المطلعة اشارت الى ارتفاع ايرادات قرابة الثلاثين بالمئة في شهر آذار الماضي 2010 اي ما يقارب ال365مليون ليرة زيادة بالمقارنة مع آذار العام الماضي. عدا عن ارتفاع حركة السفن وتزايد حجم البضائع المستوردة والمصدرة بنسبة 54%عن العام الماضي.
عبر هذا المرفأ كثيرة هي البضائع المستوردة التي تبدأ من استيراد الحديد الى استيراد السيارات، اضافة الى بضائع الترانزيت التي بلغت مع بداية السنة الحالية 3283 طناً وتشير المصادر الى ان استيراد الحديد بلغ حجمه (55050 طنا)، هذه الارقام ان دلت على شيء فانما تدل على مدى حيوية مرفأ طرابلس وانعكاسات هذه الحيوية على الاوضاع الاقتصادية في الشمال مما يستدعي المزيد من الاهتمام لتطويره وتحديثه وجعله قادراً على استيعاب هذه الحركة التي تتنامى رويداً رويداً. سيما وأن المرفأ لا يستفيد الشمال منه وحسب انما كافة المناطق اللبنانية وبشكل خاص بعد ان بات الموقع شبه الحصري لاستيراد الاخشاب والحديد عبره الى كل المناطق اللبنانية.
وتوضح المصادر المطلعة أن الخطة الجديدة التي اعتمدتها ادارة المرفأ استقطبت كبار التجار في الدول العربية وخاصة في العراق وسوريا والاردن حيث وفرت لهم كل مستلزمات الاستيراد وقدمت لهم التسهيلات من سرعة تفريغ الحمولات وخدمات أخرى والاهم من ذلك تخفيض الرسوم مما رفع من الايرادات المالية كما استقدمت الادارة عشرين رافعة حديثة متحركة قدرتها التحميلية تتراوح ما بين خمسين الى مئة وخمسين طنا، فقد اعتمدت الادارة آلية عمل جديدة في خدمة الزبائن والمتعاملين مع المرفأ ثم وضعت حداً احالات الاهمال داخله، بعد ان وضعت حداً لكثير من الاشكاليات التي كانت تحصل في السابق مع متعهدي “المناولة” ثم وضعت تنظيما جديدا للعلاقة مع متعاملين وجرت تأهيل 13 مستوعباً، وتأهيل المستودعات التي أصبحت تتسع لـ 7 آلاف طن اثر انشاء جدار من الاسمنت بارتفاع 4 أمتار كما عمدت الادارة الى ترميم الساحات وانشاء شبكات المياه للسفن واستحداث رصيف جديد اضافة الى الارصفة الموجودة بعمق تراوح ما بين 8 الى 10 أمتار، ثم انشأت مساحات جديدة في المنطقة الحرة لتخزين البضائع من الحديد والقمح والذرة والاخشاب والسماد.
واللافت ان الادارة نظمت عقودا مع شركة أمن لحماية البضائع من السرقة كما وقعت عقد تأمين للمرفأ مع احدى الشركات وانشاء ثلاث مستودعات جديدة على ان يتم تركيب كاميرات مراقبة في وقت قريب.
ومؤخراً تم توظيف 7 رؤساء دوائر على أن تجري مباراة محصورة لتثبيت الموظفين المتعاقدين والاجراء ومباراة أخرى مفتوحة لتوظيف 10 لملأ الشواغر كل ذلك من أجل تطوير القدرات البشرية في المرفأ.
ومن المتوقع أن ترتفع أيضا وتيرة العمل في المرفأ ليواكب المرحلة المقبلة المنتظرة والتي ستشهد تشغيل مطار القليعات وتشغيل سكة الحديد فيأتي هذه المرفأ مع المرافق الاقتصادية الاخرى ليضفي على الشمال انتعاشاً اقتصادياً خاصة وأن للمرفأ اختصاصات متعددة وبذلك ستزداد فرص العمل في اطار محاربة البطالة حيث يحتاج المرفأ والمرافق الاخرى الى كثير من الموظفين والعمال والاختصاصيين.