اختتم شباب البلد “برلمان الشباب” مشروع “أهل للعيش الواحد” والذي يجسد صورة من الحياة اليومية في عيون الشباب رفعت على مبنى الغندور في ساحة النور وتتضمن لقطة لاحدى النوافذ تدلت منها “سلة” مربوطة بحبل كاشارة للتواصل بين أبناء المدينة. وذلك برعاية رئيس بلدية طرابلس الدكتور نادر الغزال وحضور رئيسة اللجنة الوطنية للأونسكو وشبكة أنا ليند السيدة سلوى السنيورة وأعضاء المجلس البلدي، وحشد من الأهالي وبرلمان الشباب.
بداية ألقى الفنان محمد الشعار النشيد الوطني اللبناني ثم كانت كلمة لرئيسة جمعية شباب البلد الدكتورة هند عساف الصوفي أكدت فيها على أن الشباب ناقش من خلال الصورة سبل دعم العيش الواحد وحل النزاعات سلمياً، وتدربوا على تقنيات التصوير وجالوا في أزقة المدينة بحثاً عن لقطات تجسد صوراً من المعاش اليومي بين الأطياف المتنازعة ففازت صورة المتدرب طه البابا بين 100 صورة وهي الآن معلقة على مبنى الأستاذ محمد علي الحولي الذي قدم المكان بهدف الدعم ، وقد أنجز هذا المشروع بفضل جهود السيدة السنيورة وبهمة الرئيس الغزال الذي دعم جهود الشباب الى أقصى الحدود.
تلتها كلمات لبرلمان الشباب المنتخبين: سيلين حبيب، نرمين سليمان، وعلاء خضر، ثم كانت كلمة الفائز طه البابا والذي أشار الى سبب اختياره لقطة “السلة” المتدلية من احدى النوافذ كدلالة على أهمية العيش المشترك في مدينة طرابلس، متمنياً أن تعود الحياة لما كانت عليه في السابق .
من جهتها السنيورة ألقت كلمة ركزت فيها على أن الشبكة اللبنانية لمؤسسة أنا ليند والتي تضم في عضويتها 84 هيئة لبنانية، تحرص على أن تعنى أنشطتها بالتنوع الثقافي والحوار ما بين الثقافات بما يتسق وغايات المؤسسة.
وتساءلت السنيورة هل جل ما نسعى اليه هو التعايش فقط أم نحن نصبو الى ما هو أبعد من ذلك وصولاً الى العيش المشترك؟؟ وهل يسمح التنوع لأهله بأن يكونوا أهلاً للعيش المشترك؟؟ بعض الدراسات تؤكد على أن التعايش يحمل في مضمونه الاقرار بتواجد الآخر وهذا أمر جيد، الا أنه يقف عند حدود الاقرار بذاك التواجد كأمر وتكامل في الاختلاف، ودون البحث عن المشترك الانساني الجامع الذي هو وبلا شك عميق ومتسع . أما العيش المشترك فهو يتمثل باحترام الرأي الآخر والتفاعل معه برحابة وذلك من دون التخلي عن القناعات والمعتقدات.
اللبنانيون ليسوا أهل استسلام وتخاذل وتقوقع أمام التحديات مهما صعبت ومهما تنوعت بل هم أهل عزيمة واصرار يغذيهما حب اللبنانيين للحياة وقدرتهم على التجديد والابداع. ان ما نصبو اليه فعلاً هو “العيش المشترك” بكل ما يحمله هذا التعبير من حيوية التفاعل، عيش مشترك تجسده طاقات مؤمنة ببناء الوطن وقادرة على العمل سوياً لحمايته من التفكك والانكشاف والتداعي عند أول تحد يواجهه وعند أول استحقاق يطل عليه وعند أول متغير يطاله. ان الرهان الحقيقي هو على فئة الشباب باعتبارهم القوة القادرة على احداث التغيير الايجابي، خارج القوالب المنمطة التي يراد حشرهم داخلها كي لا يتنشقوا هواء التطور والتجديد، وخارج شعارات الأفخاخ التي تنصب لهم كي يصبحوا أسرى الجمود والتحجر وخارج الصراعات التي تزرع في طريقهم لصرفهم عن بناء مستقبل أكثر اشراقاً وضياء.
الرئيس الغزال قال في كلمته أطلقت منذ بداية العهد المجلس البلدي الحالي شعار التآخي وليس من باب الصدفة أن يكون هذا الشعار محمولاً على أكتافي وفي نفس الوقت في قلوبكم أنتم الشباب ذلك أنه من دون التآخي لا يمكننا الوصول لا للتطوير ولا للتواصل . حينما نتحدث عن التآخي فاننا بذلك نصبو الى التظلل بظل المواطنية، فقد نختلف وهذا الاختلاف محمود بيد أن ينتقل الاختلاف من تنوع الى تضاد فهذا أمر مذموم. وكما يعلم البعض منكم فانني قبل أن أصبح رئيساً للبلدية كنت أمارس التدريب على ادارة النزاع والخلاف، وكنت وما زلت أقول بأن أرقى درجات ادارة الاختلاف هي باستيعاب الآخر.