ادونيس الشمالي
تشهد عكار منذ مدة وخاصة في الآونة الأخيرة اندفاعة ملحوظة لمؤسسات وهيئات اقتصادية وانمائية امريكية متعددة كالوكالة الاميركية للتنمية الدولية ومنظمة الاسكان التعاوني ومنظمة الاغاثة الدولية وبرنامج الامم المتحدة وغير ذلك من المؤسسات والهيئات التي تتخذ صفات واسماء متنوعية لكنها ذات منبع واحد وبالتأكيد تصب نتائجها في مصب واحد .
هذه الهيئات بالطبع تتدرك حاجات عكار ، وتدرك ان عكار منطقة الحرمان الاولى في عكار كما تتدرك ان ما ينالها من مشاريع الدولة ليس إلا فتاتا لا يفي بحاجات المنطقة المتعطشة الى الانماء على مستوى كل المرافق فيها، ومن هذا المنطلق اتجهت الهيئات والمنظمات الاميركية الى اعداد الدراسات التفصيلية في كل قرية وبلدة الى درجة انه بات لدى هذه المؤسسات وخاصة الوكالة الاميركية ملفات كافية واحصاءات دقيقة حول واقع عكار برمته قد تعجز عن اعداد مثيل له المؤسسات الرسمية اللبنانية .
الاوساط العكارية ترى ان هذا الاهتمام الامريكي في عكار ليس عشوائيا ولا يخلو من اهداف ، وهي إذ تشكر هذه المؤسسات على تقدمه الى عكار فانها تعرب عن اعتقادها ان الاميركان تمكنوا من ولوج عكار من باب الحرمان والاهمال ، وأن هذا التوجه نحو عكار أثمر علاقات ود وصداقة بين الاميركان وهيئات عكارية عديدة ، لكن هل تمكنت الهيئاتالاميركية من ايجاد حلول لازمات عكار ؟ وهل وجدت حلولا لازمة البطالة المستشرية؟وهل شكلت خدماتها ومشاريعها عملية نهوض انمائية واسعة في عكار؟
وهل حققت انجازات بمستوى طموحات العكاريين؟ أم ما تقدمه ليس مشاريع محدودة وفي اطار ايجاد موطيء قدم في عكاربما تعنيه هذه المنطقة النائية القريبة من سوريا؟
والملاحظ انه لا يمر اسبوع إلا وتستقبل فيه المنطقة وفودا امريكية او تدشن مشاريع في معظمها صغيرة وذات كلفة ضئيلة لا تتعدى بضعة الوف من الدولارات ، ووصل “العطاء” الامريكي الى سهل عكارفبات هذا العطاء شاملا المنطقة ساحلا وجبلا ووسطا وتلقى استقبالا وترحيبا منظورين.
لكن اتجزت هذه العطاءات مشاريع مياه للشفة ؟ او ازمة الكهرباء ؟شبكة الطرقات ؟المجاري الصحية؟مؤسسات انتاجية لحل ازمة البطالة ؟دعم القطاع الزراعي؟ الخ…
اذا كان الهدف تلميع صورة امريكا لدى العكاريين فقد لمعت بالفعل وأبرقت ..واذا كان الهدف انماء عكار فكان يمكن ذلك منذ البداية حيث أن مجموع النفقات التي انفقتها في عكار كانت كافية لتحقيق الانماء .. لا بل لو أن هذه النفقات صرفت في سبيل الكهرباء على سبيل المثال لكانت عكار ومعها لبنان تنعم بالكهرباء على مدار 24 ساعة ..
هنا في عكار بات ابناء المنطقة بما يتصفون به من حسن الضيافة والكرم يرحبون بامريكا بالهتاف لحياة امريكا وبكلمات الاشادة “بالولايات المتحدة الامريكية الصديقة” وربما غدا ” بامريكا الشقيقة ” .. مقابل مشاريع اوخدمات ، يستطيع فرد واحد من عكار أن يقدم مثيلاتها اضعاف مضاعفة…
قد يقول قائل: أوَ ترفضون النعمة؟ .. عكاري يقول: لا نرفض النعمة لكن علينا أن لا نكون سذجا ..وكفى..