جهاد نافع
تعيش مدينة طرابلس حالة من الغليان الانتخابي في لوائحها وتمثيلها الطائفي، حيث تؤكد المعلومات ان لوائح طرابلس الثلاث ستتنافس بشدة وخصوصاً ان الرئيس نجيب ميقاتي يوسّع دائرته شعبياً.
واذا كان الحريري قد اختار مكررا الخطأ نفسه الذي ارتكبه في دورتي 2005 و2009 «بتعيين» نائب ماروني من خارج نسيج المدينة وتعيين مرشح ارثوذكسي فانه في هذه الدورة يخطو خطوات نحو لائحة لن تستطيع خوض معركة قاسية في مواجهة لائحة الرئيس ميقاتي المكتملة والذي وضع لمساتها الاخيرة بأسماء من عائلات طرابلسية ومن نسيج المدينة الاجتماعي بخاصة عند اختياره الوزير السابق جان عبيد عن المقعد الماروني كحليف استراتيجي له وعبيد معروف بأنه من نسيج طرابلس عاش وترعرع في المدينة منذ ستينيات القرن الماضي. كما يعمل اللواء ريفي لتشكيل لائحة ايضا من نسيج طرابلس ومن احيائها ومن طوائفها وكشف مصدر انه بصدد عقد لقاء في الاسبوع المقبل مع عضو مجلس المنطقة الاقتصادية في طرابلس انطوان حبيب للتداول بمسألة الانتخابات وهو المرشح عن المقعد الارثوذكسي وابن مدينة الميناء. كذلك يعمل الوزير فيصل كرامي على تشكيل لائحة من ابناء طرابلس عن المقاعد السنية والمسيحية والعلوي.
فمنذ عودة الرئيس سعد الحريري من السعودية في زيارته الاخيرة التي التقى فيها العاهل السعودي وولي عهده وهو يسير بخطى تكاد تنسف كل ما سبق من اتفاقات عقدها الحريري مع التيار الوطني الحر. ويرسم اتجاها جديدا ملبيا حسب ما رشح المطالب السعودية بالعمل على احياء تحالفه مع القوات اللبنانية. وحسب مصادر ان الحريري تلقى في السعودية وعودا بحل ازمته المالية مقابل السير بالمشروع السعودي في لبنان والذي يستهدف حزب الله والعمل لرسم سياسة جديدة في لبنان تتلاءم مع الرغبات السعودية في المنطقة.
وان ما تلقاه في السعودية هو حل مسألة موظفي شركته «سعودي اوجيه» وتعهدات وتبلغ قيمتها ما يقارب الـ 400 مليون دولار تشكل خطوة اولى لحل ازمته المالية.
اولى ضحايا الزيارة الاخيرة للسعودية هو عضو مجلس ادارة المنطقة الاقتصادية في طرابلس انطوان حبيب الذي شكل القاسم المشترك بين التيارين وتبني المرشح اليساري الماركسي النقابي نعمة محفوض ابن بلدة رحبة العكارية مكانه عن المقعد الارثوذكسي.
في رأي المصدر الطرابلسي ان التيار الازرق الذي يعيد تجربة دورتي 2005 و 2009، حين رشح للمقعد الماروني في 2005 الياس عطا الله من الشوف وفي 2009 سامر سعادة ابن البترون، وهو في هذه الدورة يفعل الشيء ذاته، والذي بات الطرابلسيون يرفضون هبوط نواب بالـ«باراشوت» عليهم.
واشارت المعلومات الى ان المرشح عن المقعد الارثوذكسي نعمه محفوض وهو من عكار حاول الدخول الى لائحة ريفي وعندما لم يجد له مكاناًص عليها عاد ادراجه نحو تيار المستقبل، علماً أن محفوض ومنذ حوالى 4 اشهر شن حملة على تيار المستقبل متهماً اياه بإسقاطه في انتخابات نقابة معلمي المدارس الخاصة.
يكشف المصدر انه خلال المفاوضات التي جرت منذ اكثر من عشرة ايام بين التيار الازرق والتيار الوطني الحر ان المرجع المسؤول في التيار الازرق كشف ان هذه الدورة يجب أن تكون الاخيرة التي يترشح فيها ارثوذكسي وماروني لانه يجب العمل جديا لنقل المقعدين الماروني الى البترون والارثوذكسي الى عكار لانه حسب رأيه ان الوجود المسيحي في طرابلس يقتصر على بضع عائلات مسيحية صغيرة لا تستدعي مقعدين مسيحيين ارثوذكسي وماروني.
في حين ان الوجود المسيحي في طرابلس هو وجود تاريخي يؤكد تنوع النسيج الطرابلسي من كافة الطوائف والمذاهب ويعود تاريخ نشوء المقعد الارثوذكسي في طرابلس الى العام 1922 والمقعد الماروني الى العام 1991 ويقدر عدد الناخبين المسيحيين بثلاثين الف ناخب ارثوذكسي وماروني وارمني وسرياني. علما ان عدد المقترعين الفعليين يقدر بحوالى ستة الاف مقترع ارثوذكسي وماروني وثلث المقاعد البلدية والمختارية هم من المسيحيين بالرغم من عملية الهجرة والتهجير المسيحي الذي حصل منذ عام 1975 الى اخر الاحداث التي جرت. لكن العائلات المسيحية التي خرجت من طرابلس بقيت على علاقة يومية مع المجتمع الطرابلسي وترتاد كنائسها اسبوعيا وهي كنائس ارثوذكسية ومارونية وارمنية تنتشر في الميناء والزاهرية والقبة والتبانة. لان العائلات اقامت في ضواحي طرابلس في مجدليا وضهر العين كي تبقى قريبة من اعمالها التجارية في المدينة. وان الغاء المقعدين المسيحيين هو مشروع تجمع الفاعليات الطرابلسية على رفضه.
الديار