رعى المتربوليت باسيليوس منصور مطران عكار وتوابعها للروم الارثوذكس حفل تخرج طلاب المرحلة الثانوية في المدرسة الوطنية الارثوذكسية في بلدة الشيخ طابا – عكار للسنة الدراسية 2008 – 2009 وتكريم المتفوقين في امتحانات الشهادة الثانوية الرسمية ومنهم الاول على مستوى لبنان في فرع الاقتصاد والاجتماع الطالب محمد سقر . حضر الاحتفال الى جانب المطران منصور العميد وليم مجلي ممثلا النائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس و مدير المدرسة النائب نضال طعمة وشخصيات تربوية وثقافية واولياء الطلاب الخريجين. بعد صلاة شكر للمطران منصور، النشيد الوطني ثم القى مدير القسم الثانوي الدكتور فرج زخور كلمة وجدانية ضمنها مشاعره الخاصة ازاء طلاب المدرسة واساتذتها وهو الذي قضى زهاء 46 عاما في التدريس شاكرا للمطران منصور رعايته وبركته الدائمة. ثم كانت كلمات للطلاب : محمد سقر ” الاول على مستوى كل لبنان في الشهادة الثانوية فرع الاقتصاد والاجتماع ” وتالا عياش وميساء يعقوب باللغات العربية والفرنسية والانكليزية شكروا فيها ادارة المدرسة والاساتذة على كل الجهود التي بذلت على مدى الاعوام الماضية من عمرهم وزملائهم طلاب علم في هذا الصرح التربوي ومباركين في الوقت عينه لمدير المدرسة نضال طعمه بانتخابه نائبا في البرلمان.
ثم القى المطران منصور كلمة استهلها بدعاء شكر الى الله على نعمه وبركاته الكثيرة ومنها هذه الغلال الوفيرة التي كللت مواسم العطاء في هذه المدرسة المحروسة بالله وقال : ساجمع باقات من زهور نجاحاتكم وتعبكم لاقول لكم وانا فرح جدا ولكن غير مكتف ، مبروك .لكم انتم الذين نرفع رؤسنا بنجاحكم وانتم الذين قلتم بان الريح تدفعها السفينة بخلاف القول ” ان الرياح تجري بما لا تشتهي السفن” فطوعتم الريح كي تعبر سفينة احلامكم الى شاطىء الامان واني اعدكم بان مدرستكم ستبقى في مركزية عنايتنا جميعا كي تستمر مسيرة النجاح والتفوق التي نعيشها اليوم معكم .
اني فرح للغاية للطالب محمد سقر بفوزه ” الاول على مستوى كل لبنان في فرع الاقتصاد والاجتماع ” لكننا سنبذل كل المستطاع كي نحصد النتائج الاولى في غالبية الفروع ان شاء الله ونحن على تعاون مع الاهالي الكرام الذين يتعبون ويضحون لاجل وزناتهم العزيزة التي هي موضع عناية الله ومشيئته .
واني اغتنمها فرصة كي اتقدم باحر السلام واطيب الادعية من دولة الرئيس عصام فارس بستان عكار وحقول الخير فيها لما يمثله من فضيلة وابوة وغيرة وهو الناسك والزاهد بكل المناصب والمراكز .املين من العميد مجلي ايصال هذه الرسالة الى دولة الرئيس المقيم دائما بيننا والى جانب ابناء منطقته ووطنه بمحبته وصدق مشاعره وعطائه الانساني اللامحدود .
واني اهنىء ايضا سعادة النائب نضال طعمة ليس لانه من هذا الفريق او ذاك انا اعرفه منذ زمن طويل بانه للبنان لكل لبنان ، وانّا واثقون بانك ستبقى على ما انت عليه من اصالة وشهامة وعزة وانت الذي تاسست وتربيت على يدي سيادة المتربوليت بولس بندلي رحمه الله .ولاجل ذلك ستبقى نضال طعمة مديرا لهذه المدرسة فمبروك لك ولنا ولكل لبنان وللبرلمان الذي دخلته .
بعد ذلك قدم المطران منصور درعا تقديرية للنائب طعمة وهدية رمزية لمدير القسم الثانوي الدكتور فرج زخور مؤكدا بانه سيبقى ايضا مديرا للقسم الثانوي .
النائب نضال طعمة وبعد ان تسلم دروعا تقديرية وهدايا تذكارية من المطران منصور والاساتذة والطلاب القى كلمة قال فيها : أنّ النّجاحَ والتّفوّقَ الدّائمين، لا يمكنُهُما أنْ يكونا وليدَيْ صدفةٍ، ولا يجيئانِ هكذا عفوَ الخاطر. بلْ هما نتيجةُ جهودٍ وخبراتٍ وإيمانٍ أنّ هذه المؤسّسةَ التّربويّة، هي زَبَدُ الرجاءاتِ الفردوسيّة وها هي اليومَ أيضا، تعطي الأوّلَ في لبنان، وتزيّنُ بمتفوّقيها لآلىءَ السّماء، وتكرِّس لعكّارَ مكانةً، يستطيعُ كلٌّ منّا أنْ يزدهيَ بها ويقول: ما عدنا منَ الأطرافِ بل نحنُ في قلبِ الحدث، وقصّةُ الحرمانِ لا بدَّ أنّ تُطوى فصولها، طالما أنّ محمّد سقر وأمثالُه من خريجي الوطنيّةِ الأرثوذكسيّةِ متابعونَ ويدركونَ ماذا يريدون. واني أمامَ تحدّي المسؤوليّةِ الجديدة، الّتي شُرّفْتُ بتحمُّلِها وأمسيْتُ ممثّلا للأمّةِ في البرلمانِ اللّبنانيّ. فأنا أعي جيّدا أنّني أمثّل، وبالتّألي عليّ أن أتواصلَ مَعَ، منِ انتخبَني ومنْ لم ينتخِبْني. والمواطنونَ لا يُصَنَّفونَ بحسبِ قناعاتِهِمِ الفكريّةِ والسّياسيّة، إنّما يقدّرونَ بمدى انسجامِ خياراتِهِمْ معَ مصلحةِ الوطنِ العليا.
وتوجه طعمة الى المطران منصور بالقول : أنْ نُسمِعَكُم دوما ثغاءَ الخرافِ نقيّا بهيّا، سائلين أن نكونَ حاضرينَ في صلواتِكُم لتتكامَلَ عطاءاتُ هذا الصّرح . بمؤازرةِ المخلصينَ والشّرفاءَ منْ أبناءِ عكّار. وخاصّة منْ رجلٍ باتَ الجودُ يخجلُ منْ مزاياهُ عنيْتُ به الرّجلَ المثالَ المحبَّ لعكّار، دولةَ الرّئيسِ عصام فارس.
واضاف : وألتفتُ إليكم أيّها الخرّيجونَ الأحبّاء لاهنئكم بداية واتمنى لكم النجاح الدائم و أصوغُ وصيّتي إليكمُ، وأقول: إجعلوا وفاءَكم للقيمِ الّتي تربّيْتم عليها في هذا الصّرحِ مثالا يُحتذى في تكريسِ المواطنيّةِ الحقّة، وبلورةِ مفهومِ الانتماء. كفى هذا البلدَ أن يكونَ أبناؤُه قطعانا ومتاريس، إنّ لبنانَ يحتاجُ إلى لقاءِ أبنائِهِ، إلى أنْ يكونُوا مواطنينَ معًا،. لا تسلكوا غيرَ دروبِ الدّيمقراطيّة، وإنْ كانت شعابُها صعبةً ومسالِكُها وَعِرَة. فالآخرُ ضرورةٌ لك حتّى التّنفّس، لا يمكنك أن تُعنّفَه، أو تُرْهِبَه، أو تُهدّدَه، أو تقتُلَه، أو تبيدَه. الفاروقُ بينكما هو القانون ،طهّرُوا أنفُسَكُمْ منَ التَّطَرّفِ القاتل. فالطّائفيّةُ عدوّةُ الدّين، الحزبيّةُ عدوّةُ الأحزاب، بمعنى أنّ التّعصّبَ عدوَّ الفكرِ السياسيّ،. طهّروا أنفسَكُم واسْمُوا بذواتِكُم، فالكبارُ والكبارُ فقط، يستطيعونَ أنْ يدّعوا القدرةَ على بناءِ الوطن، والقضاءِ على دهاليزِ الظّلمةِ فيه. تمرّدوا وساهموا في بناءِ عَماراتٍ تجمعُ الناسَ وتكونُ منارات للجميع، كما عاينْتُم وخبرْتُم في هذا الصّرحِ العظيم. وعهدُنا، برعايةِ سيادةِ المتروبوليتِ باسيليوس، أن تبقى المدرسةُ الوطنيّةُ الأرثوذكسيّةُ يَدَيْنِ ممدودتين، وقلبا رحبا وسيعا، ومكيالا مشرقيّا يضيءُ سراجُهُ لجميعِ الناس.
بعد ذلك قام المطران منصور والنائب طعمة والعميد مجلي بتسليم الدروع التكريمية للطلاب المتفوقين والشهادات التقديرية للطلاب الفائزين بالشهادة الثانوية وعددهم 135 طالب في مختلف الفروع . هذا وقد تخلل الاحتفال عرض شريط وثائقي لمسيرة عمل ونشاط النائب نضال طعمة من اعداد نادي الاعلام في المدرسة.