ترأس وزير الداخلية زياد بارود اجتماعا امنيا في سرايا طرابلس، حضره المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي، قائد الدرك العميد انطوان شكور، قائد منطقة الشمال الاقليمية في قوى الامن الداخلي العميد علي خليفة، قائد سرية اميون العميد جورج وهبي، قائد سرية زغرتا العقيد فؤاد الخوري، آمر المفرزة القضائية في الشمال العقيد فواز متري، قائد سرية طرابلس العقيد بسام الايوبي، رئيس مفرزة الاستقصاء في الشمال الرائد سامي منصور، رئيس فرع المعلومات في الشمال الرائد عبدالناصر غمراوي وعدد من كبار ضباط قوى الامن الداخلي.
بعد الاجتماع عقد الوزير بارود مؤتمرا صحافيا قال فيه: “في هذه السنة الجديدة تستقبلنا طرابلس العزيزة التي نؤكد منها دور قوى الامن الداخلي في الحفاظ على أمن الناس وحماية ارواحهم وممتلكاتهم، والمهمات التي تقوم بها قوى الامن الداخلي متنوعة وصعبة احيانا، انما تصب جميعها في اتجاه واحد، وكل وحدات قوى الامن الداخلي تشكل تكاملا مع بعضها البعض وهي تتعاون وتتبادل المعلومات في ما بينها وتتخذ في النهاية ما يجب ان تتخذه من خطوات بالتعاون الكامل مع المواطنين”.
أضاف: “نحن في طرابلس اليوم لنؤكد دور وحدة الدرك ومفرزة الاستقصاء بكشف شبكة لسرقة السيارات وهذا الموضوع الذي يشكل ازعاجا لكل شخص، وقد تمكنا في المرحلة الاخيرة منذ شهرين وحتى الآن من كشف عدد كبير من الشبكات وقد تسلم المواطنون سياراتهم التي يعود تاريخ سرقة بعضها للعام 2000، وهذه اشارة واضحة تؤكد ان الاجهزة الامنية قادرة على ان تطال ولو بعد حين من يظن انه تمكن من الهرب بعد ان “فعل فعلته”. ليس بالامر السهل ان تتمكن قوى الامن خلال شهرين بعد متابعات حثيثة من القاء القبض على اكثر من اربع شبكات لسرقة السيارات وتستعيد ما يقارب 58 سيارة”.
وشكر “جهود كل القوى الامنية ولا سيما جهود الشرطة القضائية التي لم ننس ما أثمرت فضلا عن جهود مفرزة استقصاء الشمال التي انتجت اليوم تسليم 15 سيارة لاصحابها وتوقيف سبعة اشخاص من اعضاء شبكة لسرقة السيارات بطريقة مختلفة على صعيد تفكيك “الشاسي” وتغيير ارقامها وكان من الممكن ان تقوم هذه الشبكة بسرقات اكثر. وأهمية هذه العملية انها تمت بالتعاون الكامل مع المواطنين ومفرزة الاستقصاء التي تعمل في الظل ومن دون ضجيج لكشف هذا النوع من الجرائم، وأهميتها أيضا اننا كشفنا شبكات كبيرة وليس اشخاص تقوم بسرقات عادية، وهذه عملية نوعية تتعلق بالجريمة المنظمة وتحد من عملية سرقات السيارات، وهناك عمل جدي على مستوى قوى الامن لوضع حد للجريمة المنظمة بالتعاون مع الجيش اللبناني الذي احيي دوره في هذه المناسبة ونحن على تنسيق تام معه ومع وزير الدفاع وقائد الجيش، وكل المعنيين فريق واحد لمكافحة الجريمة لندخل الى اوكار الشبكات والمجرمين، ولن تكون المعالجات فقط بطريقة الصدفة بل هناك شبكات يتم تفكيكها منها شبكات التجسس وشبكات السرقات وشيكات المخدرات”.
واشار الوزير بارود الى ان “عمل قوى الامن الداخلي في الاعياد كان نموذجيا ولم تسجل وقوع اي حوادث امنية تذكر وقد وصلت جهوزية قوى الامن الى حدود 80 في المئة وفي بعض الاماكن الى مئة بالمئة، وهذا الامر ادى الى عدم سقوط ضحايا خلال ليلة رأس السنة وتم هذا الامر بالتعاون مع سائر القوى الامنية ولا سيما الجيش البناني الذي نقدم له كل الشكر والتقدير وايضا نشكر جهاز امن الدولة الذي فصل في الفترة الاخيرة حوالى 300 عنصر ساهموا بالتعاون مع قوى الامن في ضبط حركة السير خلال فترة الاعياد، ونتمنى ان ندخل الى سنة 2010 على مرحلة يستمر فيها بناء مؤسسات الدولة ولا سيما مؤسسة قوى الامن الداخلي التي نريدها معززة أكثر وتكون فعالة ليشعر المواطنون بأفعالها كما يأمل الجميع، ومن حق الناس ان تستعيد ما سلب منها وعلينا جميعا واجب حماية المواطن في اي منطقة كان”.
وردا على سؤال قال: “القرار اتخذ في مجلس الامن المركزي بمنع المواطنين من اطلاق النار في المناسبات والاعياد، ونحن نشهد نقلة نوعية في هذا المجال وقد توقفت ظاهرة اطلاق الرصاص عند اطلالة اي شخصية سياسية امام شاشات التلفزة، انما ثمة اطلاق للنار من المواطنين في المناسبات الخاصة والاعياد، ونحن نلاحق كل المخالفين لتوقيفهم وتحويلهم الى القضاء المختص، وهذا الموضوع ليس قرارا نتخذه بل هو قانون نطبقه حيث يجب ان نطبقه، واطلاق النار ابتهاجا ليس من حقوق الانسان انما هو تعد على حقوق الآخرين، وفي الايام المقبلة ستشاهدون إلقاء القبض على مطلقي النار خلال عيد رأس السنة او غيرها من المناسبات”.
وردا على سؤال آخر عن تعاون وزارة الداخلية مع وزارة البيئة قال: “التنسيق دائم بين وزارة الداخلية ووزارة البيئة وقد اتصلت أخيرا بوزير البيئة ووضعت كل امكانيات الوزارة بتصرفه، وبالنسبة إلينا وزارة البيئة هي من الوزارات المهمة وهي في حاجة إلى ان ندعمها جميعا. الموضوع البيئي ليس تفصيلا انما يطرح في مؤتمر “كوبنهاغن” وفي كل المؤتمرات، ولبنان له مصلحة كاملة في الدخول في المعالجات الجذرية للموضوع البيئي، وكل ما تطلبه وزارة البيئة نحن جاهزون للوقوف بجانبها ان على مستوى الدفاع المدني او على مستوى عناصر قوى الامن او على مستوى اي مديرية في وزارة الداخلية، ومنذ فترة ليست ببعيدة تم شراء طوافات لاطفاء الحرائق بسرعة، وصرخة وزير البيئة هي في محلها ونحن جاهزون لمساعدة وزارة البيئة في اي مطلب تريده”.
وبالنسبة إلى الانتخابات البلدية قال: “قرار وزارة الداخلية هو دائما تطبيق القانون الذي ينص على اجراء الانتخابات في مواعيدها، والوزارة ملتزمة إجراء الانتخابات في موعدها وهي تعمل على مستوى التحضيرات لانجاز كل الاعمال التي تسمح باجراء الانتخابات البلدية في وقتها المحدد في أيار 2010، وأي تأجيل للانتخابات البلدية يرتبط بقرار تشريعي ويحتاج الى قانون في مجلس النواب وموافقة في مجلس الوزراء وهذا الامر لم يتم حتى اللحظة. انا لست مخولا بإلزام الحكومة إجراء الانتخابات انما اقوم بواجبي واعمل على التحضير لها، وثمة طموح بان يكون لدينا اللامركزية الادارية وهذا لم يطبق حتى الآن، إنما قانون البلديات في حاجة الى بعض التعديلات عليه، أبرزها اليوم الواحد للانتخابات الذي عدل أخيرا فضلا عن هيئة الاشراف على الحملة الانتخابية وغيرها. واذا كان لدينا النية باجراء الانتخابات البلدية في موعدها، فخلال جلسة واحدة في مجلس النواب نعدل بعض المواد لنتمكن من اجرائها، ونحن جاهزون لوجستيا لاجراء الانتخابات في مواعيدها”.
وأكد الوزير بارود “وضع خطة لمعالجة موضوع السير في مدينة طرابلس كما حصل في مدينة بيروت وضواحيها، والمدينة لها حق على الدولة كسائر المدن، وطرابلس كانت محرومة منذ زمن طويل وهذا يؤثر على عملية تنظيم حركة السير في المدينة”.
بعد ذلك زار الوزير بارود محافظ الشمال ناصيف قالوش في مكتبه في السرايا وعقد معه اجتماعا بحث خلاله امورا ادارية في حضور عدد من القادة الامنيين ورؤساء الدوائر.
كذلك أجرى الوزير بارود اتصالات عدة من مكتب المحافظ قالوش تتعلق بشؤون وزارة الداخلية.
زيارة عائلة الشهيد عيد
ثم زار الوزير بارود عائلة الرائد الشهيد وسام عيد في بلدة دير عمار في قضاء المنية الضنية يرافقه اللواء ريفي والعميد شكور والعميد خليفة، قائد سرية طرابلس العقيد بسام الايوبي ، وعدد من كبار ضباط قوى الامن الداخلي وكان في استقباله والد ووالدة الشهيد عيد وافراد العائلة ، رئيس اتحاد بلديات المنية مصطفى عقل ، عثمان علم الدين ممثلا النائب هاشم علم الدين ، منسق تيار المستقبل في المنية الدكتور عامر علم الدين.
بعد ذلك انتقل بارود والوفد المرافق الى ضريح الشهيد عيد في مدافن البلدة حيث تليت الصلاة لروحه الطاهرة وقال الوزير بارود بعد الصلاة : احببت اليوم مع اللواء ريفي والعميد شكور وقائد المنطقة وكل الضباط ان نزور اهل الشهيد ونقول لهم نحن سنبقى بالقرب منهم بشكل مستمر وليس موسميا لان استشهاده ليس بالصدفة بل استشهد بسبب كفاءته وانجازاته وتضحياته الكبيرة من اجل هذا البلد ، والرائد عيد هو شهيد قوى الامن الداخلي وكل لبنان ومن ابسط الامور ان تقدر قوى الامن والسلطة السياسية هذه الشهادة وان نقف الى جانب اهله الذين ضحوا وهم جزء ممن ضحى في هذا البلد ودفعوا ثمنا غاليا من اجل استمرار المؤسسات. هذه الشهادة عزاؤها الوحيد انها كانت شهادة مبنية على الكفاءة والجدارة والموقع وعلى الخدمة الجليلة الكبيرة التي قدمها الشهيد وسام عيد في سبيل هذا الوطن وان شاء الله ان لا يكون دمه ذهب هدرا وانا اكيد ان دمه يغذي تعزيز بناء مؤسساتنا وقدراتها لكي تقدر على مواجهة الجريمة . ولو ان وسام عيد لم يزعج المجرمين لما تعرض له احد بل لانه كان يساهم مساهمة فعالة في كشف المجرمين طالته يد الغدر.
وردا على سؤال قال الوزير بارود ان هناك جهدا يوميا يبذل لكشف المجرمين ، وان كان لا مجال للمقارنة بين قضية الشهيد وسام وغيرها، وكما فككنا شبكات سرقة السيارات ولو بعد حين ولطالما ان هناك سعي لكشف الجريمة وهو واجب علينا وعلى الدولة اللبنانية بكل مؤسساتها بكل اجهزتها نحن قادرون على كشف المجرمين ونتمنى ان تؤدي الاجواء الايجابية على المستوى الحكومي ان تنسحب حتى على التفاصيل في حياة الناس اليومية التي يجب ان نقدم لها الامان وخاصة في هذه المنطقة التي عانت الحرمان مدة طويلة. يجب ان ندخل اكثر فاكثر الى حياة المواطن اليومية ومعالجة الامورالاجتماعية والاقتصادية وصولا الى السياسية لان الناس لا تعيش فقط بالسياسة، بل تريد ايضا الامان والاستقرار على كل المستويات، ونتمنى ان يكون عنوان المرحلة المقبلة في هذا الاتجاه.