جال وزير الأشغال العامة والنقل غازي العريضي في مدينة طرابلس، يرافقه رئيس مصلحة الصيانة في الوزارة اديب دحروج، المدير الاقليمي في وزارة الاشغال الياس عقل وعدد من موظفي الوزارة.
استهل الوزير العريضي بلقاء مع رئيس بلدية طرابلس المهندس رشيد الجمالي في مبنى البلدية، وكانت دردشة سريعة معه حول المشاريع التي تنفذ في المدينة من قبل وزارة الاشغال. انطلق بعدها الجميع باتجاه وسط طرابلس ومناطق جبل محسن والتبانة والقبة ومحيط الجامعة اللبنانية، لتفقد الاعمال التي تنفذ على الطرق.
وتحدث رئيس بلدية طرابلس المهندس رشيد الجمالي فقال: “قامت وزارة الاشغال العامة خلال الاسابيع الماضية بتأهيل عدد من الطرق في منطقة جبل محسن والقبة، والتي تشهد حركة سير كثيفة وكان المواطنون يعانون اشد المعانات من الحفر الموجودة في الطرق. انه انجاز كبير لطرابلس وتقدر عاليا لوزارة الاشغال العامة دورها، برعاية الوزير غازي العريضي، في هذا الانجاز الكبير والمستمر. واؤكد ان الوزير العريضي ابلغني موافقته مجددا على اضافة كمية من الاشغال من الطرق في مدينة طرابلس وشكرته لأن طرابلس فعلا بحاجة الى هذا الجهد من وزارة الاشغال”.
وأكد الجمالي ان “الارقام التي نشرت على المستوى المحلي هي غير دقيقة وغير مطابقة للواقع، وقد تجاوزت ارقام وزارة الاشغال في طرابلس خلال الاسبوعين الماضيين الارقام التي نشرت في بعض الصحف بكثير، وهناك المزيد من الاعتمادات التي خصصت لطرابلس”.
قصر العدل
ثم انتقلوا الى مبنى قصر العدل في المدينة حيث تفقد الوزير العريضي الاعمال الجارية هناك، في حضور نقيب محامي طرابلس انطوان عيروت واعضاء مجلس النقابة، الرئيس الاول عبد اللطيف الحسيني، النائب العام الاستئنافي في الشمال القاضي عمر حمزة، المدعي العام وائل الحسن، رئيس صندوق بيت الزكاة في عكار المحامي محمد مراد، آمر سرية طرابلس العقيد بسام الايوبي.
واستمع وزير الأشغال الى شروحات حول المشروع الجديد من المهندس المسؤول قبل ان يتحدث ويقول: “الحلم الموعود منذ سنوات طويلة لمدينة طرابلس، لأن الواقع الحالي في قصر العدل ليس مرضيا على الاطلاق، كي لا اقول اكثر من ذلك. ان هذا المشروع كما بات معلوما لكل فعاليات المدينة، توقف منذ سنوات لأسباب عديدة، لا اريد ان ادخل في تفاصيلها. نحن سعينا وقد وفقنا بالمسعى لرصد مبلغ بقيمة 12 مليار ليرة موجود في موازنة وزارة الاشغال لإعادة إطلاق العمل. وقد بدأ العمل بقوة وزخم ولن يتوقف مرة ثانية إلا عندما ينجز هذا المشروع بالكامل”.
وتوجه بالشكر الى مديرية المهندسين في المباني “الذين واكبوا هذا الامر لإنجاز المشروع، ولنقابة المحامين ورئيس البلدية على تعاونهم”.
وقال: “سيضاف الى المبلغ الذي رصد حتى الآن مبلغ آخر حسب الدراسات الاخيرة عن تطور العمل في المشروع، وسنؤمن كل المستلزمات كي يكون هذا المبنى لائقا بالعدل والقضاة والمواطنين بالسجناء وكل الناس الذين لهم علاقة بقضايا العدل والمحاكم. ونحن في طور الدراسة وقد يصل المبلغ المضاف الى مليار ونصف او مليارين”.
ولفت الى ان “مدة انتهاء العمل هي 30 شهرا اذا استمر العمل بهذا الزخم”.
مرفأ طرابلس
ثم انتقل الوزير العريضي الى مرفأ طرابلس، وتفقد الاعمال الجارية هناك. ثم عقد مؤتمرا صحافيا حضره السفير الصيني في لبنان، رئيس مجلس ادارة المرفأ جورج فضل الله، مدير المرفأ احمد تامر، رئيس بلديتي طرابلس والميناء رشيد الجمالي وعبد القادر علم الدين، توفيق سلطان، مدير عام النقل البري والبحري عبد الحفيظ القيسي، النقيب رسشيد درباس وعدد من المتعهدين.
وقال الوزير العريضي: “بعد زيارات متكررة لهذه المدينة الابية، المحرومة، والمظلومة، لعدة أسباب ولست لأدخل فيها اليوم، إنما من باب الامانة للمسؤولية والالتزام بعد سلسلة من الاجتماعات واللقاءات، وبعد اتخاذ مجلس الوزراء القرار بإعادة تلزيم العمل في مرفأ طرابلس واستكمال المشروع الكبير والحلم المنتظر من قبل الشركة الصينية. كانت متابعة حثيثة من قبل وزارة الاشغال وصعبة. وانا اتحدث امام الاخوة الصينيين لأقول كل شيء بصراحة وصدق. وانا كنت قد اعلنت منذ اسابيع في اكثر من لقاء، ان المفاوضات مع الشركة الصينية تمر بمراحل صعبة وقد اضطر لاتخاذ قرار حاسم، وحرصا مني على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وعلى القيام بكامل الواجب تجاه المسؤولية، والصدقية والامانة لأبناء طرابلس، الذين يستحقون كل دعم ورعاية في كل المرافق الموجودة في المدينة، بعد هذه المفاوضات التي كدنا ان نصل فيها الى افتراق، توجت النقاشات والمساعي باتفاق نهائي على ان تبدأ الشركة الصينية بتطوير مرفأ طرابلس، بمشروع قيمته 48 مليون دولار، ومدة التنفيذ هي 18 شهرا كما هو معروف”.
أضاف: “اليوم نحن هنا لنعلن إعطاء امر المباشرة بالعمل للشركة الصينية ومعها مهلة ثلاثة اسابيع في العقد الموقع لتبدأ التنفيذ الفوري للأعمال. الشركة موجودة في بيروت منذ اسابيع وقد تعمدت الا اقول اي كلمة بهذا الشأن لأني لست في موقع الفولكلور او الاستعراض تجاه مدينة جبارة التي قدمت كل التضحيات لكل لبنان. وأود هنا ان اشكر عبد الحفيظ القيسي مديرالنقل الذي كان الاسبوع الماضي في المدينة امام محكمة. وهنا اقول بكل ضمير ان أشرف وأنظف الموظفين في الدولة اللبنانية عبد الحفيظ القيسي. لن اتدخل في شؤون القضاء انما اتحدث عن تجربة وآمل ان يكون القضاء نزيها وعادلا حيث ان في وزارة الاشغال من ارتكب ومن اقر بالارتكاب في مكتبي ومن اعاد المال الى اصحابه في مكتبي، وثمة من يحاول توفير الحماية. لكن اكرر القول اليوم، ان امثال القيسي يكرمون اما الآخرون فيجب ان يعاقبوا”.
كما شكر الوزير العريضي رئيس مجلس ادارة المرفأ جورج فضل الله “على امانته وصبره واخلاصه وحرصه بمتابعة ادق التفاصيل في تنفيذ هذا المشروع، ومدير المرفأ احمد تامر على تحمله للمسؤوليات الكبيرة وعلى الجهود التي يبذلها من اجل تطوير المرفأ، والى رؤوساء البلدية في المدينة والى السيد توفيق سلطان والى ادارة المرفأ”.
اضاف: “هناك مشاريع اخرى تنفذ في حرم المرفأ بقيمة 8 مليارات ليرة لها علاقة بالرصيف والهنغارات لتوسعتها والساحة الكبرى التي اهلت بمساحة 15 الف متر مربع، اضافة الى شبكات المياه والكهرباء وغرف العمال. واود ان اشير امام هذه اللحظة الكبرى الى انه لا بد من خطوات تنظيمية للمحافظة عليه ولمزيد من الانتاجية قد تقدم ادارة المرفأ على اتخاذ بعض الاجراءات والقرارات ارجو من الان ان يدرك الجميع انها لن تكون لمصلحة احد دون اخرين، بل الهدف منها تنظيم العمل في مرفأ طرابلس الذي سيصبح من اكبر المرافىء”.
ثم جرى توقيع عقد انطلاق المشروع ومباشرة العمل بين السيد لي من كبار مسؤولي الشركة الصينية وبين مدير المرفأ احمد تامر. بعد التوقيع تحدث الوزير العريضي معددا المشاريع التي تنفذها وزارة الاشغال في طرابلس والاعتمادات التي صرفت لها، فقال: “هناك 12 مليار ليرة لقصر العدل عدا الاضافات التي ستطرأ، 8 مليارات ليرة مشاريع تنفذ حاليا في حرم مرفأ طرابلس، 2 مليار ونصف مليار تأهيل وتعبيد للطرق في المدينة، اي 23 مليار ليرة لطرابلس يضاف عليها 48 مليون دولار مشروع توسعة المرفأ، والمطلوب اكثر لكني اتحدث عن حقائق ضمن الامكانات المحددة”.
اضاف: “انا اقول ذلك فقط لاشير الى انه ليس هناك اي ارقام سرية، في كل منطقة ادخل اليها اعلن المشاريع والارقام. اما في محافظة الشمال عموما فان الارقام هي 47 مليار وخمسمئة مليون على مستوى كل المحا