ناقش النّائب نضال طعمة “عضو كتلة المستقبل النيابية”، في دارته في تلعبّاس الغربي، موضوع الحوار الإسلاميّ المسيحيّ، وأهميّته في إبراز الصّورة الحقيقيّة للأديان، متطرّقا إلى مواضيع شتّى في حوار مفتوح مع مجموعة شبابيّة، انبثقت من مخيّمات الحوار الإسلاميّ المسيحيّ الّتي كان قد موّلها مجلس كنائس الشّرق الأوسط في عكّار، والّتي تابعت عملها من خلال ندوات ومنشورات توعية تتوجّه للشّباب، في إطار نادي الإعلام في عكّار، وممّا قاله طعمة: طغى النّقاش السّياسيّ في البلد، حول زيارة الرّئيس الإيراني إلى لبنان، على على كلّ المواضيع. وما تنوّع الآراء في تقييم الزّيارة إلاّ تأكيد جديد لميزة المجتمع اللّبنانيّ المتمسّك بالحريّة عنوانا عريضا، تتمايز في ظلّه الممارسة الديمقراطيّة لكلّ النّاس. وفي الزّيارة نرى تأكيدا لدور الدّولة وحضورها، ومع تقديرنا لتخصيص حزب الله والجنوب، بحصّة مميّزة من الزّيارة، نسجّل تحفّظات كثيرة على كلمات أطلقها نجاد تتناقض مع التزامات لبنان الدّوليّة، ومع لبننة المقاومة. ونرى في الوقت عينه اعترافا بالمراجع الرّسميّة اللّبنانيّة وتقديرا لها ولدورها. ويمكن التّوقّف بكثير من الإيجابيّة حول الكلام الّذي قاله نجاد عن حرص إيران على السّلم الأهليّ في لبنان، مخاطبا رئيس الحكومة اللّبنانيّة الشّيخ سعد الحريري، بما يشكّل شبه ضمانة بوأد الفتنة، إذا صحّت بعض التّقارير الصّحفيّة الّتي تحدّثت في هذا الموضوع.
وتوقف طعمة عند قول دولة الرّئيس الحريري، بوجوب أخذ القوانين وقتها في الدّراسة والتّطبيق، لنرى في ذلك تكريسا لمنطق الجمهوريّة الّذي ينبغي أن يسود، بعيدا عن البالونات الإعلاميّة الفارغة الّتي تتحدّث عن استقالته أو تراجعه عن ثوابته الوطنيّة. وقال : إذا عملنا على استثمار إيجابيّات الزّيارة الإيرانيّة إلى لبنان، بدءا من الصّورة اللّبنانيّة الجامعة الّتي تجلّت في أحضان الشّرعيّة اللّبنانيّة، في قصر بعبدا، والّتي تؤشّر بامتياز أنّه لا يمكن أن يجتمع اللّبنانيّون إلا في حمى رئيس البلاد، وفي ظلّ من منحه الدّستور صلاحيات التّشريع والتّنفيذ، علينا أن نكرّس مرجعيّة الدّولة، وأن نستثمر الحرص على أفضل العلاقات مع إيران وغيرها، لنترك للعدالة المجال في أخذ مجراها، والاقتصاص من القتلة، ولا بديل من إحقاق الحقّ لضمانة المستقبل الآمن للجميع.
وعن المناقشات و نتائج السّينودوس، الّذي عقد من أجل الشّرق، قال طعمة : في هذا المجال لا بدّ من تأكيد نقطتين اثنتين في إطار الحديث عن تمتين الوجود المسيحيّ في الشّرق.
الأولى: تتلخّص برؤيّة الغرب المسيحيّ إلى إسرائيل، والتّحيّز الفاضح نحوها. هذا ما قد يضع المشرقيّين المسيحيّين في خانة الضّيوف أو الغرباء أو الدّخلاء، في نظر شركائهم في الوطن، فيما هم من أصل هذه الأرض وهذه المنطقة، وهذا ما يحتّم عليهم الشّهادة الحيّة بتجسيد خصوصيّتهم وعدم التمّاهي والتّقليد الأعمى للغرب في كلّ شيء.
الثّانية: تتلخّص في إبداء الاحترام المسيحيّ للمسلمين وعقائدهم واختلافهم، والتّعبير عنه في أدبيّاتهم وسلوكيّاتهم اليوميّة. فما برز من مواقف مسيحيّة في الرّدّ على القس المشبوه الّذي كان ينوي حرق القرآن الكريم، هو ظاهرة صحيّة ينبغي ألا تكون طارئة في الخطاب المسيحيّ، بل ينبغي أن تكون نهجا يكرّس المحبّة والإخاء في مختلف الظّروف.