أدلى النّائب نضال طعمة بالتّصريح التّالي جاء فيه: تفجير كنيسة زحلة المستنكر، ليثير مخاوف مصيريّة لدى جزء من مكوّنات البلد، وليؤكّد الحاجّة الماسّة إلى إغلاق المستنقعات والجزر الأمنيّة في عرض البلاد وطولها، وضرورة إمساك الأجهزة الأمنيّة اللّبنانيّة بكلّ خيوط اللّعبة، ودعمها وتجهيزها وتقويتها، كي لا تستباح مقدّساتنا، وتشوّه صورة بلدنا كما حدث باختطاف الأستوونيّين، وإخفائهم قسرا، ولكي يستطيع الخطاب العاقل أن يجد طريقه إلى النّفوس والعقول. فمهمّ جدّا أن يعي اللّبنانيّون جميعا اهميّة الخطاب المنفتح الّذي أطل به غبطة البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي، الّذي ننظر إلى تولّيه كرسيّ مجد لبنان، مدخلا إلى إعادة المجد إلى كلّ اللّبنانيّين.
واضاف : ويأتي تأكيد الحزب التّقدّميّ الاشتراكيّ رفضه استخدام السّلاح في الدّاخل لأنّه خيار مدمّر، ليكون مدماكا أساسيّا في بناء المجد المرتجى لهذا البلد، وكأنّه بذلك يؤكّد حضوره في قلب حركة الرّابع عشر من آذار، الّتي لا تطلب إلاّ ضمانات حقيقيّة لذلك، كي لا تؤثّر البندقيّة الّتي يملكها طرف دون الآخرين، في الخيارات السّياسيّة للّبنانيّين. وفي حال استطاع الحزب تحديد هذه الضّمانات يكون بذلك أمسى جسر عبور حقيقيّ بين أطياف مكوّنات المجتمع اللّبنانيّ.
أمّا في موضوع تشكيل الحكومة قال طعمة :، ثمّة ملفات حياتيّة كثيرة متعلّقة بمصالح النّاس تنتظر الحكومة العتيدة، في حين أنّ المتغيّرات الإقليميّة تعصف في المنطقة، ولبنان ساحة ، والعدوّ الإسرائيلي يخترق أجواءنا، ويحضّر نفسه لكلّ الاحتمالات. فهل المطلوب أن يبقى لبنان عن قصد بلا حكومة؟ وإلى متى سيبقى القرار اللّبنانيّ خارج الحدود، منتظرا المستجدّات ليأتي وفق مصالح اولياء الأمر؟ وإلاّ فلماذا لم تشكّل الأكثريّة المستحدثة حكومتها ذات اللّون الواحد، في غياب من يحاصصها ومن يناور معها؟في ظلّ الأخبار المتناقلة عن النّزاعات على الحصص بين مكوّنات الثّامن من آذار، وغياب الرّغبة الإقليميّة في بتّ الملفّ الحكوميّ، أراد نوّاب عكّار، من خلال إطلاقهم مؤتمر إنماء عكّار، أن يوصلوا الصّرخة الموجعة للنّاس، وعدم قدرتها على تحمّل المزيد من الإهمال والمماطلة وتضييع الوقت.
وراى طعمة في إعلان نقيب أصحاب الفنادق في لبنان، تراجع عمل الفنادق بما يقارب الخمسين في المئة، وإلغاء عدد كبير من المؤتمرات واللّقاءات الّتي كان مقررا أن تعقد في لبنان، وأمله أن يستطيع القطاع أن يعوّض في حال تشكيل حكومة توحي بالثّقة، ليس سوى مؤشّر لحالات تنتشر في شتّى القطاعات. ولكن، كيف ستشكّل الحكومة الّتي توحي بالثّقة؟ وإلى متى سيبقى الفريق المعنيّ غير مكترث، وغير مقدّر لحساسيّة ظروف النّاس، وكلّ ما يفعله هو وضع العراقيل والألغام في درب من سمّاه ليعيقه من المضيّ في أيّة رؤية لا تضمن له الاستمرار في التّفرّد والتّحكّم بمصير البلاد والعباد.
وعن وثائق ويكليكس قال طعمة : لا أدري إن كان حزب الله قد باشر في رفع دعاويه القضائيّة بناء على تسريبات ويكيليكس، وأظنّ أنّ كلّ لبنانيّ يتساءل إن كان الحزب سيقاضي كلّ النّاس، وحلفاءه المفترضين؟ أم أنّه سيقاضي فقط من يخاصمه في السّياسة؟ والملفت أنّ القاسم المشترك، في تسريبات ويكيليكس، بين كلّ النّاس،هو التّململ ورفض استئثار الحزب واستقوائه على الجميع بحجّة المقاومة. وحبّذا لو أن الحزب يقتنع أنّ لا أحد يفضّل إسرائيل عليه، ولكن عليه ألا يستعمل مواجهته لإسرائيل كي يفرض رأيه على الجميع. وهنا نجدّد الدّعوة، فلنتّفق على مبدأ مرجعيّة الدّولة في قرار السّلم والحرب، ليمسي لبنان بكلّ فئاته وأطيافه مقاوما شرسا للعدوّ الإسرائيليّ