في 7 حزيران القادم نحن على موعد مع استحقاق كبير، هو الانتخابات النيابية التي تأتي في ظروف حساسة في تاريخ لبنان الحديث، اذ على نتائجه ستحدد أحجام القوى التي ستدير اللعبة السياسية في المرحلة القادمة على الساحة الداخلية، وهذا الأمر هو من الأهمية بمكان لدى جماهير شعبنا التي عانت الأمرين من الانقسامات الطائفية والمذهبية ومن الأزمات السياسية والاجتماعية التي كانت تعصف بمكونات وطننا الحبيب لبنان، وان ىأغلب هذه الانقسامات مفتعل من بعض القيادات التي أرادت التمترس ورائها في لعبة الكراسي القديمة الجديدة في لبنان منذ الاستقلال، ذلك أن قانون الانتخاب الذي تجري على أساسه الانتخابات النيابية وزع التمثيل السياسي منذ تأسيس لبنان الكبير على الطوائف فشكل ذلك ضمانة لاستمرار غلبة الاعتبار الطائفي على الحياة السياسية ووقف حاجزاً في مواجهة عوامل التطور التاريخي بابعاده الاجتماعية والسياسية والتربوية والاقتصادية، التي كانت تنحو باتجاه تقليص أثر الطوائف في الحياة الوطنية، وما اتفاق الطائف الذي لم يطبق في هذا المجال الا ترجمة لما نقول.
فإذا كان قانون الانتخاب الحالي له وظائف أساسية في مقدمتها المداورة في السلطة عن طريق التنافس الديمقراطي وتجديد النخب السياسية والافساح في المجال للأحزاب والتكتلات السياسية لابراز دورها وتفعيا التنافس بين الموالاة والمعارضة فإن على السلطة المشرفة على هذه الانتخابات تأمين الحرية المرتبطة بعامل الأمن والحيادية النزيهة وأن لا تشكل بأجهزتها انحيازاًلفريق على فريق آخر.
نحن في الحركة الشعبية سنخوض الانتخابات القادمة أسوة بكل القوى السياسية في لبنان، ونتمنى أن يجري التصويت من قبل المواطنين على أساس المبادئ الوطنية والمواقف السياسية للمرشحين وليس على أساس الانتماء المذهبي والطائفي، وعلى أساس المقدرة والفعل وليس على أساس الشعارات والوعود.
وعلى ذلك أعلن ترشيحي للانتخابات النيابية عن المقعد العلوي في عكار بوصفي رئيس الحركة الشعبية واستعدادي للتحالف مع القوى السياسية والحزبية والمرشحين التي تتوافق برامجهم الانتخابية مع توجهات حركتنا السياسية، القائمة على الدعوة لوحدة الصف الداخلي ونبذ كل الطروحات والدعوات تحاول ربط لبنان بالمشاريع المشبوهة التي تعدها دوائر الاستخبارات الغربية والاسرائيلية، والعمل باتجاه حل جميع المسائل الخلافية العالقة بين اللبنانيين بالطرق السلمية والحوار وعدم استخدام العنف والتهديد بع والعمل على شد أواصر اللحمة بين اللبنانيين جميعاً وكسر الحواجز النفسية والطائفية بينهم، لقناعتنا بعدم قدرة غلبة فريق على فريق آخر، وتشجيع الدعوات للتعايش والتآلف السلمي والتآخي لآنها تحفظ المجتمع، وعلى دعم الخط المقاوم بالتوافق على ايجاد استراتيجية دفاعية تحفظ سلاح المقاومة طالما أن هناك احتلال وتهديد اسرائيلي للبنان، وإقامة أفضل العلاقات مع الشعوب العربية ولا سيما الشقيقة سوريا لأنها تمثل العمق القومي لشعبنا والالتزام بكل القضايا العربية التي يجمع عليها الأشقاء العرب.
أما بخصوص أهلي وأبناء منطقتي عكار المحرومة، التي كان لي شرف تمثيلهم في الدورة المنصرمة فأعدهم أنني على العهد باقٍ معهم مدافعاً عن حقوقهم وضوتهم المتمرد في وجه الظلم والكبت والحرمان والاستغلال، وأن أكون بأدائي السياسي منسجماً مع توجهاتهم وحريتهم المتأصلة فيهم منذ الأزل، وانني لن أوفر فرصة في ملاحقة أي طلب يخدمهم اجتماعيا وسياسيا وتربويا واقتصاديا وأقول لهم أنه كفانا تهميشاً واهمالاً واحتكاراً لتمثيلنا السياسي.
فارفعوا رؤوسكم أيها العكاريون واختاروا مرشحيكم بأنفسكم ولا تزعنوا لمن يفرض نواب الدمى عليكم اذ عندما يتحركون لا يتحركون الا بارادة من فرضهم ولا يغرنكم الاعلانات الطنانة عن مشاريعهم فهي ليست من أموالهم وليس لهم فضل في توزيعها فهم حراس سوء عليها وأنتم تعلمون أخبارهم ىفي ذلك.
أيها العكاري
كنت وما زلت حراً شهماً أبياً وطنياً فلا تبع صوتك لهم، انت تعرفهم، انهم انتهازيون وصوليون لا يبغون الا مصالحهم، فأنت من سيحكم عليهم ولو فعلنا ما أرادوا لكنا في نعيمهم نرفه كما يرفهون وأنتم تدركون حتماً ما أقول، فنحن لسنا بخراف نحضر ليوم العيد.
فالى السابع من حزيران ندعوكم للتصويت لأن بأصواتكم ستتحدد خيراتكم والله المستعان.
رئيس الحركة الشعبية اللبنانية
النائب مصطفى علي حسين