ادلى النائب نضال طعمة عضو كتلة المستقبل النيابية لمناسبة عيد الاستقلال بتصريح قال فيه
“لماذا تمتد عتمة سجن راشيا لتتغلغل في ثنايا أيامنا؟ أقدرنا الدائم أن نعيد صناعة التاريخ؟ أم أن ما كتب لم يبن على أسس واضحة المعالم؟ ما بها قضبان الحديد؟ ما أن نكسر قيدا، ونهم بورشة بناء جديد، حتى تغل معصمينا من جديد. أينبغي على الأحرار السهر الدائم والبذل المستمر؟ تتوالى الأسئلة في ذكرى الاستقلال، لتحرضنا أن نمنع رقعة الشطرنج من ترامي أطرافها خارج الحدود. فلنكن اللاعبين، ولنتبار في التسابق على خدمة الوطن. وما يشجعنا اليوم على التقاط المبادرة، أن لبنان قد اجتاز مرحلة حساسة من تاريخه السياسي المعاصر، وها عقد مؤسساته يكتمل، من رئاسة الجمهورية، إلى حكومة الوحدة الوطنية، إلى المجلس النيابي”.
واضاف طعمة: “لا يستهن أحد بالدور الأساسي المطلوب منه، وعلى أكثر من صعيد، في ترسيخ ثقافة الانتماء، التي تشكل المدخل الأساسي للورشة الطويلة والصعبة، التي من شأنها ترسيخ أسس الاستقلال، ويتجلى ذلك في عدة أمور منها:
نحن ننتمي إلى وطن، لا إلى عشائر أو طوائف أو مناطق أو أحزاب، وهذا الانتماء يحتم علينا سلسلة واجبات قد يكون أولها دفع الضرائب، ولن يكون آخرها احترام مؤسسات الدولة وتفعيلها.
نحن لا نمتلك الوطن الذي ننتمي إليه، بل هناك دوما مساحة لحرية وجود الآخر. وبقدر ما تضيق هذه المساحة يضيق أفق وعينا لمواطنيتنا.
المواطنون كلهم سواء أمام القانون.
التنوع الروحي في بلدنا نعمة إذا جرح قلوب المؤمنين بمحبة الحق ورفض الباطل. ويستحيل نقمة وورما في جسد الوطن إذا اكتفى الفرد بالقشور منه واستبد به التعصب، وقتلته الطائفية.
الرجاء مفتاح الخلاص، وما من فاقد للأمل أو مستسلم، يستطيع أن يتقدم خطوة إلى الأمام”.
وختم بالقول: “قدرنا أن نبني وعينا الجماعي، ونكرس المفاهيم الآنفة الذكر وغيرها، حجرا فوق حجر من مقال الصبر وطول الأناة. وكم هي عظيمة المحبة في ضمان استمرار المسيرة، وتألق لمعات، في تهالك الزمن على دروبها الطويلة. وفي الختام، لن أعايد بالاستقلال، بل أدعو الجميع، لنسرج الهمم، ونشمر على السواعد، ونمضي إلى جدة لن تولد إلا من رحم معاناتنا. وكل ذكرى وأنتم من بناة الاستقلال الحقيقيين”.