استقبل راعي ابرشية عكار وتوابعها للروم الارثوذكس المتروبوليت باسيليوس منصور، المهنئين بعيد الميلاد المجيد في دار المطرانية في بينو. ومن ابرز المهنئين النواب: خالد زهرمان، رياض رحال، نضال طعمة، هادي حبيش، المفتي الشيخ الدكتور اسامة الرفاعي وحشد من مجالس الرعايا ورؤساء بلديات ومخاتير ورجال دين وفاعليات اجتماعية وثقافية وتربوية.
كما استقبل وفدا من المؤتمر الشعبي اللبناني ضم منسق الشؤون الدينية الدكتور اسعد السحمراني وحشد من اعضاء التجمع النسائي في عكار التابع للمؤتمر،الذي قدم الى منصور لوحة من وحي الميلاد للفنانة التشكيلية الجنوبية خيرات الزين.
وقد القت منسقة التجمع لارا السحمراني كلمة قدمت فيها تهاني رئيس المؤتمر كمال شاتيلا لمنصور بعيد الميلاد المجيد، وتوجهت الى منصور قائلة: “الوطن والامة في حاجة الى اناس امثالك، رواد الكلمة واصحاب المواقف ورجالات الفكر، ولن يكون هناك استقلال واستقرار الا بالتعاون والمحبة وبالانصهار الوطني بين كافة المذاهب ونبذ الطائفية والمذهبية والتطرف”.
ورأت ان “لا حل للاوضاع والصراعات القائمة الا باللجوء الى حضن العروبة الدافىء، عروبة حضارية تكون خشبة الخلاص، وهذه الالتفاتة التي هي عبارة عن لوحة من وحي الميلاد المجيد هي افضل تعبير عن فكرة التعايش التي يروج لها ويسعى لها ويرشد لتكريسها المتروبوليت منصور في منطقتنا وبلدنا وعلى مستوى الامة جمعاء”.
ثم قدمت الفنانة العاملية الجنوبية خيرات الزين والوفد اللوحة هدية الى المتربوليت منصور شارحة فحواها وهي آية كريمة من سورة آل عمران عن السيدة مريم، ارادت من خلالها تكريس التواصل بين الجنوب و الشمال.
باسيليوس
من جهته، رحب المتروبوليت باسيليوس منصور بالوفد وبالفنانة الزين واصفا المناسبة “بألأخوية والعائلية والفرح النابع من هذا الوجود الطيب والذي نقرأه على وجوه السيدات، اللواتي نقرأ دائما على وجوهن الجهاد والامومة والعطاء غير المحدود والصبر والثبات، كما نقرأ في تلك الوجوه المدرسة التي لا تتغير على مر الاجيال التي هي مدرسة المحبة المجانية، والتي لا يستطيع المرء ان يشعر بها لا عند ابيه ولا عند اخيه بل عند امه التي يدها يد الرحمة والعطاء والمحبة والسلام والتربية”.
اضاف منصور: “في عكار التي نشعر بها كأم ووالدة للذين يضحون من اجل لبنان بلا حساب، يعطون كل غال واغلى ما يملكون لأجل البلد”.
وشكر الفنانة الزين على التفاتها الكريمة بقوله: “اهلا بكم من الجنوب المقاوم الى عكار المقاومة، المقاومة اولا للظروف الحالية، حيث يريد الغرب مع بعض البلدان المحيطة، تغيير عقول الناس ومحبتهم وعيشهم لا تعايشهم، هنا في عكار عيش واحد لا تعايش لأن العائلة الواحدة تعيش مع بعضها لا تتعايش، ونحن مصرون على هذا العيش الواحد مسلمون ومسيحيون، حاول هذا العدو المشترك خاصة العدو اليهودي واذنابه ممن يدعمونه من الخارج من خارج الحدود، ان نرى مخططاتهم تندحر خاسئة خاسرة كما اندحرت في الاعوام 2000 و2001 و2006 على حدود الجنوب بواسطة المقاومة اللبنانية، ونعرف ان المقاومة في الجنوب حاليا، هي امتداد لنضال وجهاد الشعب اللبناني بكل اطيافه واحزابه الذين قدموا دماءهم على مذبح الجنوب الذي هو مذبح الحرية والكرامة الوطنية، على المذبح الذي لا يتشرف فوقه اي مذبح آخر الذي هو امتداد لهذه المحبة العظيمة التي تعلمنا اياها هذه الارض الطيبة المتنوعة بشعبها وطوائفها وبطبيعتها، الشعب العكاري مقاوم على هذا المستوى، على الحدود ام في مقاومة الشر، واولادنا منتشرون على امتداد الوطن يدافعون عن حق الناس وحريتهم وكرامتهم مع باقي المقاومين”.
وراى ان “المقاومة الثانية في عكار هي هذه الاخوة التي تدل على اصالة ابن الطبيعة وابن البيئة المولود من رحم الارض الذي يشعر هو والاخر انهم ابناء ام واحدة هي المنطقة التي يعيشون فيها ويجب ان يكونوا على محبة حتى يفرحوا القلوب، هذه هي المقاومة، التي تحاول اميركا واسرائيل وبلاد الغرب حتى البلدان الاسلامية الاخرى غير العربية، ليبعدونا عن الموقع والكرامة التي اعطيناها للعالم حتى لا يبقى لنا كلمة، ولم يأخذوا في الاعتبار ان كان هؤلاء العرب مسلمين ام مسيحيين، الذين هم اهل الحضارة والدين والايمان والمثال والقدوة،الذين هم الامة الرحمانية، لا احد من تلك الشعوب لا اسلامية ولا مسيحية، لا فرنجة ولا اتراك وفارسيين، لم يرغب احد منهم ان يبقى العرب في مكانهم المرموق يقودون الحضارة كما صنعوا من عهد الرسول حتى منتصف العصر العباسي وما قبله من ملوك الحيرة”.
واعتبر انه “لا خلاص الا بالعروبة، العروبة الحضارية التي استطاعت ان تهضم كل التيارات الحضارية وتشكل منها محيط عربي صرف وبالتالي هذه هي مرتكزات المقاومة هنا في عكار المساندة للمقاومة في الجنوب بأولادنا، بمشاعرنا بطريقة حياتنا وبافتخارنا بانتمائنا العربي لنعود عظماء كما كنا ايام الحضارة العربية الكبيرة، في هذا الواقع المرير، كي ندحر ظلامه ونكون منارات لهذا الوقت، وعند ذلك تتحرر فلسطين وعربستان وسبتة ومليلة في المغرب وغيرها من الاراضي المحتلة من اللواء السليب الى الجولان”.
وشكر المتروبوليت منصور المؤتمر الشعبي اللبناني ورئيسه كمال شاتيلا والدكتور السحمراني والفنانةالزين على التفاتتهم الكريمة.