دموع الاسمر
الديار
معركة حادة بين 3 لوائح…
بدأت الساحة الطرابلسية تشهد حركة اجتماعات ولقاءات تحضيرية للاستحقاق الانتخابي البلدي لكن بوتيرة لا تزال خفيفة نظرا للشكوك التي تعتري القيادات الطرابلسية والقوى الناشطة التي تترقب هذا الاستحقاق.
ليس هناك من جدية ملموسة لدى كل الطامحين لرئاسة البلدية او لعضوية المجلس البلدي، غير ان مجمل القوى الطرابلسية تؤكد على اهمية اجراء هذا الاستحقاق في موعده الذي اعلنه رئيس الداخلية، وهناك من يدعو الى الاستفادة من تجارب الانتخابات السابقة، لا سيما من الثغر التي اعترت تشكيل اللوائح سابقا، خاصة تشكيل اللوائح التوافقية التي انتجت مجالس بلدية غير متجانسة وغير منسجمة وتسببت بشرح كبير داخل المجالس وصولا الى المجلس البلدي الحالي فكان كل فريق يغني على ليلاه، وتميزت تلك المجالس بكثرة العصي من كل الاطراف التي وضعت في دواليب الحركة البلدية، سواء في عهد رئاسة نادر غزال او في عهد الرئيس الحالي عامر الرافعي وحسب المطلعين فان مبدأ التوافق في العمل البلدي قد فشل ولم يحقق لطرابلس الانماء المطلوب بل زاد من تدهور الاوضاع الخدماتية والبنى التحتية نتيجة النكايات والتنافس والمحاصصات.
وهذا التوافق ارتد بالدرجة الاولى على التيارات والقوى السياسية التي لن تستطع ضبط الاداء البلدي بل ساهمت في الانقسامات، حيث لكل طرف سياسي كان هاجسه عرقلة الطرف الاخر.
من هذا المنطلق كان للرئيس نجيب ميقاتي موقفه الواضح الذي اعلنه برفض التوافق في الانتخابات البلدية معتبرا ان اي لائحة توافقية ستكون مقدمة لخلافات شبيهة بالتي حصلت وتحصل في المجالس الحالية، وان تشكيل اللوائح المتجانسة وحدها التي تحقق لطرابلس الانماء والخدمات وان التنافس بين اللوائح هو شأن ديموقراطي واللائحة التي تفوز تتألف مكوناتها من رئيس واعضاء منسجمين فيما بينهم يعملون لمصلحة المدينة.
ما يجري اليوم وحسب التوقعات ان طرابلس تشهد ملامح ما يقارب ثلاث لوائح : اللائحة التي سيدعمها ميقاتي واللائحة المدعومة من تيار المستقبل، اما الثالثة فلائحة مدعومة من الوزير اشرف ريفي. ومن المتوقع ان تعكس هذه اللوائح حقيقة الاصطفافات السياسية في المدينة، بحيث تشهد طرابلس معركة انتخابية حادة، بين فريقي تيار ميقاتي وتيار المستقبل اما فريق ريفي الذي يعمل مستقلا عن تيار المستقبل ستكون معركته على جبهتين جبهة في مواجهة ميقاتي وجبهة اخرى في مواجهة المستقبل.
وفيما تحدثت المصادر عن معلومات قالت ان الرئيس سعد الحريري في لقائه مع الوزير محمد الصفدي اولا، وثم الوزير فيصل كرامي جرى التطرق الى مسألة الانتخابات البلدية وان الرئيس الحريري يسعى الى لائحة توافقية يتجنب فيها خوص معركة شرسة سيكون فيها الخاسر الاكبر وانه لا يمانع في تمثيل الرئيس ميقاتي في اللائحة.
حسب المصادر حاول اقناع الحريري بزيارة ميقاتي في طرابلس لكنه لم يلق تجاوبا من الحريري.
وتعتقد هذه المصادر ان كرامي وايضا الصفدي هما اقرب للتحالف مع ميقاتي بينما يحاول تيار المستقبل واثر التغيرات التي حصلت في ادارته في طرابلس ان ينسج تحالفا مع الجماعة الاسلامية في المدينة على امل ان تشكل له رافعة في الاستحقاق المقبل.