دموع الاسمر – 21 آذار 2016 الساعة 01:07
يقول مصدر طرابلسي ان اعلان الرئيس نجيب ميقاتي رفضه التوافق في الانتخابات البلدية المقبلة شكل صدمة لتيار المستقبل بالدرجة الاولى وللطامحين بلعب دور سياسي على الساحة الطرابلسية بالدرجة الثانية، وان هذا الموقف عقد كل محاولات التيارات السياسية التي كانت تتطلع الى لائحة بلدية توافقية على غرار ما حصل في الانتخابات السابقة مما يضمن لتلك التيارات وخاصة التيار الازرق موقعا ضمن المجلس البلدي بعد أن تلمس هذا التيار ان دوره على الساحة الطرابلسية تقلص الى حد بعيد ولن يستعيد هذا الدور الا برافعة التوافق التي تجمعه الى الرئيس ميقاتي والوزيرين الصفدي وفيصل كرامي وما عدا ذلك فالخسارة واقعة لا محالة.
يكشف المصدر ان قيادة التيار الازرق اجرت دراسة ميدانية استطلاعية في طرابلس كما جرى التداول بنتائج هذه الدراسة المخيبة للآمال مع الرئيس سعد الحريري حيث تبين انه من الصعوبة بمكان خوض معركة انتخابية في طرابلس بعيدا عن التوافق وبالاستغناء عن تياري العزم والكرامة، وعلى هذا الاساس – على ذمة المصدر ارتأى الحريري دعوة الوزير محمد الصفدي الى بيت الوسط عله يستطيع استمالته وكسب التحالف معه لاضعاف كتلة الرئيس ميقاتي – كرامي باعتبار ان القاعدة الشعبية لميقاتي باتت الاوسع والاقوى طرابلسيا وقاعدة اكرامي ثابتة سيما وان قاعدته الشعبية معروفة بقوتها التجييرية التي تغير المعادلات الانتخابية.
واذا نجح الحريري – يتابع المصدر -في استمالةالصفدي فمن شأن ذلك الاستفادة من قاعدة الصفدي الشعبية التي حافظ عليها الصفدي واعتبرت رافعة انتخابية لا يستهان بها بمفردها فكيف لو انضمت الى ميقاتي – كرامي؟
رفض ميقاتي التوافق وحسمه لهذا الاتجاه وضع التيار الازرق امام خيارات صعبة ابرزها الدفع باتجاه التمديد لو تأجيل موعد الانتخابات لاشهر عديدة تصل الى السنتين لان خسارة التيار الازرق في طرابلس ستكون لها تداعيات على الاستحقاقات الاخرى وستزيد من حجم الاحباط الذي تعيشه القاعدة الشعبية الزرقاء المصابة بالتراخي والانكفاء.
ويشير المصدر الى ان هناك من نصح الحريري باتخاذ مبادرة حيال الرئيس ميقاتي تشكل صدمة ايجابية للجميع وللطرابلسيين خاصة بل ونقلة نوعية تعيد للتيار الازرق دوره على الساحة الطرابلسية وهي أن «يقتحم»الحريري دارة ميقاتي في طرابلس في زيارة ودية تكفرعن كل ما ارتكبه الحريري بحق ميقاتي منذ كانون الثاني 2011 الذي عرف بيوم الغضب وما تلاه من حملات اعلامية تخطت الخطوط الحمر وهي بمثابة اعتذار للرئيس ميقاتي..
ويقول المصدر كل شيء في السياسة ممكن وليس فيها موانع طالما ان المصالح هي التي تتحكم بمسار السياسة والسياسي وان هذه الخطوة لو اقدم عليها الحريري فمن شأنها ان تعيد للتيار الازرق بعض ما خسره خاصة وان وضع التيار اصبح ايضا اكثر بلبلة وتفككا بعد الخلاف والشرخ الذي حصل بين الحريري والوزير ريفي.
وحده ميقاتي مرتاح على وضعه الانتخابي سواء في الاستحقاق البلدي او الاستحقاق النيابي وبالتالي فان تحالفه مع الصفدي وكرامي يزيد من قوة التحالف الذي سينتج لائحة طرابلسية منسجمة وان زيارة الصفدي الى الحريري لم تكن اكثر من زيارة مجاملة لم تنتج اي احتمال تحالف بينهما سيما وان الصفدي مرتاح الى وضعه الشعبي الطرابلسي منذ أن تم التوافق على بلدية الميناء.
الجميع في طرابلس في حالة ترقب لموعد الاستحقاق البلدي كي تنطلق عجلة الماكينات الانتخابية التي كان سباقا الى اطلاقها النائب السابق مصباح الاحدب .