إستقبل راعي ابرشية عكار وتوابعها المتروبوليت باسيليوس منصور، في دار المطرانية في بينو، لجنة المتابعة ل”القاء الوطني العكاري”، حيث عقدت اجتماعا في حضور النائب السابق وجيه البعريني وحشد من الفعاليات السياسية والاجتماعية والتربوية والروحية.
بدأ اللقاء بكلمة للمتروبوليت منصور رحب فيها بالحاضرين، معتبرا “ان لاخلاص للمنطقة العربية الا بوحدة ابنائها مسلمين ومسيحيين لمواجهة المزيد من حالات التفرقة والتشرذم”.
ورأى “ان الداخل المتماسك والتكاتف في بلادنا، لا ينتمي الى اية قوة الا قوة ابناء البلاد، الذي يحمل كل واحد منهم معطيات الحضارة العربية، العروبة الحضارية هي التي تعلم الفرد ان يحترم ويقبل الاخر، لآن الانسان ابن مجتمعه، وابن الفكر والفلسفة الذي يحمله، ونعرف انه في الحضارة العربية استوعب العرب كل حضارات العالم، ولم يقولوا لأي كان لا يجب ان يكون في الوجود، لم يكن عندنا في الحضارة العربية لا نازية ولا فاشية ولا ما شابه، وكان الانسان العربي يعتبر، كما يقول الرسول يعقوب :”لأن كل عطية صالحة، وكل موهبة كاملة هي من لدنك يا ابا الانوار”.
وقال: “تعلمنا من التاريخ ان نعتمد على الكفاءات وليس على العدد، وان كان العدد جيدا، لذلك يجب الاعتماد على الكفاءات على الناس الطيبين المخلصين الذين لم تلوث عقولهم وجيوبهم لاطلاق شيء من شرارة، واتمناها ان تكون بزخم اكبر، لنرفض التساؤل اين الامة العربية، هذه الامة موجودة، اراد من اراد، وابى من ابى، موجودة بكل ابنائها واطيافهم ومشاربهم، نحن ننتمي الى هذه الامة والى هذه الحضارة، وبرغم كل ما حدث هي موجودة على سن ورمح، ولكن هذا يبقى في مجال الوجود غير الفاعل اذا لم يوجد رجال فاعلون”.
وتمنى “ان تتطور مثل هذه المبادرات الى فعل وتواصل، لاان يتم الاكتفاء ببيان، وان يعم كل البلدان العربية لانجاح هذا الخط، والخروج بالبلاد من كل الانفاق المظلمة التي عصفت بها والتي قد دكت فيها دكا”.
بعد ذلك اوضح مدير اللقاء، مسؤول الشؤون الاجتماعية في “المؤتمر الشعبي اللبناني” اسعد السحمراني “ان هناك مجموعة لقاءات مماثلة سوف تعقد في مختلف المناطق اللبنانية”، ثم تلا البيان الختامي الصادر عن الاجتماع الذي اعتبر “ان المشاريع الفئوية فاقمت ازمات اوطانها، وان الامن والاستقرار لا يتحققان إلا في ظل سيادة نهج وطني مؤسس على ثوابت الوطنية اللبنانية ويحصن بالعروبة”.
ورفض البيان “كل طرح تمزيقي لوحدة المجتمع، والعمل لنشر ثقافة التنوع في إطار الوحدة وعبر ترسيخ النهج الوطني المبرأ من الفئويات الطائفية والمذهبية، ورفض الدعوات التقسيمية والفئوية التي تأتي طروحاتها مناقضة لوحدة لبنان وعروبته”.
وشدد على “التمسك بثوابت الاستقلال الوطني للبنان في إطار الاستقلال القومي للأمة، ويؤكد رفض كل أشكال التدخل الإستعماري الخارجي سياسيا كان أم عسكريا، والتقدير للجيش اللبناني ومطالبتهم بتعزيز قدراته وبخاصة التسليحية حتى يتمكن من آداء مهامه الوطنية على الوجه الأكمل، وادانة كل التهجمات التي تنال من الجيش، مع تمسكهم بتكامل الجيش والمقاومة والشعب، لضرورة هذا التكامل في المرحلة الراهنة”.
كما تناول البيان “تفاقم الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية”، مطالبا الحكومة والسلطة الحاكمة ب”العمل الجاد يتصدى لهذه المشكلات، وينهي سياسة النأي بالنفس عنها واغفالها، لحساب سياسة تلتزم فكرا وعملا بشعار الإنماء المتوازن”.
واستنكر أعمال التفجير التي “تراق بها دماء بريئة، كائنا من يقوم بها، والتي يقوم بها متطرفون في أكثر من ساحة عربية، من المتطرفين والمتخفين الذين يتربصون بهذه الامة وابناءها”، معلنا رفضه “لأي تدخل خارجي يؤثر سلبا على أمن اللبنانيين واستقرار لبنان ووحدته، فهي في الوقت عينه ترفض أن تكون ساحة لبنان مقرا أو ممرا لقوى الاستعمار ضد أي دولة عربية شقيقة، وكذلك ترفض لجنة المتابعة أي تدخل يحدث من الساحة اللبنانية وتكون له تأثيرات سلبية على الجوار العربي وأمنه واستقراره”.
واكد “ان الخطوة الأولى في الإصلاح تبدأ بتوسيع حقل المشاركة الشعبية في إدارة شؤون البلاد العامة، وإعادة الاعتبار للرأي العام الشعبي”، مطالبة “الجهات الرسمية بحسم أمر قانون الانتخابات باتجاه الإجراءات التي تؤمن مصلحة الناس وسلامة تمثيلهم وتقدم الخدمة الأكمل بما يضمن الوحدة الوطنية والاستقرار”.