نظم اللقاء الطرابلسي للثقافة والسياحة المنبثق عن الجمعيات الأهلية مؤتمرا لدعم بلدية طرابلس ووضع خطة ثقافية وسياحية للمدينة برعاية وزير السياحة فادي عبود ممثلا بمدير عام الوزارة ندى السردوك وبالتعاون مع بلدية طرابلس وإتحاد بلديات ليون الفرنسية ومكتب منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة والمكتب التقني للبلديات اللبنانية.
وحضر فعاليات المؤتمر وورش العمل ممثل الرئيس نجيب ميقاتي مقبل ملك، الوزير السابق سامي منقارة، رئيس بلدية طرابلس المهندس رشيد جمالي، رئيس بلدية البداوي ماجد غمراوي، ناصر عدرة مسؤول دائرة طرابلس في تيار المستقبل، ريما أبو بكر مسؤولة النشاطات في مؤسسة الصفدي، والملحق الثقافي الفرنسي دنيس غايار ونائب رئيس إتحاد بلديات ليون الفرنسية جان ميشال داكلان وحشد من رؤساء وممثلي الجمعيات والهيئات المحلية المنضوية في إطار اللقاء الطرابلسي.
تزامن المؤتمر مع معرض حرفي عن الصناعات والحرف الطرابلسية بمشاركة جمعية العزم والسعادة وجمعية السراط وعدد من المؤسسات المحلية، وتضمن نماذج عن الأعمال الحرفية والصناعية كالصابون والفخار وتقشيش الكراسي والنحاسيات والجلديات والأحذية ومصنوعات من الحديد والشمع وأعمال التطريز والأشغال اليدوية.
بداية النشيدين اللبناني والفرنسي، ثم ألقى رئيس بلدية طرابلس رشيد جمالي كلمة ترحيبية بالحضور وقال: “طرابلس المدينة العريقة همشت طويلا وتركت الحرب الأهلية اللبنانية آثار سلبية على دورها وإقتصادها وألقت في ساحاتها الكثير من المشاكل الإجتماعية ليس أقلها معدلات الفقر الواسع بين أبنائها مترافقا مع ركود إقتصادي حاد وغياب فرص العمل للشباب. لكن طرابلس تختزن قدرات وإمكانات قل نظيرها في لبنان بدءا بطيبة أهلها وإنفتاحهم وحسن ضيافتهم وإحترامهم للآخر مرورا بما تملكه من بنى وبنيان وإنتهاء بتعالية مجتمعها المدني وحيويته”.
اضاف: “طرابلس هذه مؤهلة وقادرة على النهوض وهي تسير اليوم في الإتجاه الصحيح نحو إستعادة إزدهارها وحضورها وإلى جانبها يقف أصدقاء عرب وأوروبيون ودوليون وفي الطليعة منهم مدينة ليون الفرنسية التي نقدر لها عاليا دورها في دعم وتوجه المدينة كي تكون مدينة السياحة الثقافية الأولى في لبنان والشرق العربي”.
وقال: “في هذا الإطار ينعقد لقاؤنا اليوم ليعالج قضايا السياحة والثقافة في طرابلس بما هما ركيزتين أساسيتين في عملية النهوض مع تركيز خاص اليوم على مؤسسات المجتمع المدني في جانب الصناعات الحرفية. ويسعدني أن أنقل إليكم اليوم إنجاز أول دليل سياحي – ثقافي لطرابلس وهو دليل سيصدر وسيتطور سنويا ليغطي كل الإمكانات والقدرات في هذين الحقلين شاكرا لشركائنا في إصدار هذا الدليل: جمعية العزم والسعادة ومؤسسة الصفدي وقصر الحلو مساهمتهم البناءة في صنع هذا الإنجاز”.
أضاف: “السياحة الثقافية – في إرتباطاتها بين المدينة وصورتها وثقافتها وتقدمها، وإنطلاقا من هذه القناعة التي تشاركنا إياها مدينة ليون الفرنسية ينعقد هذا اللقاء ليشكل محطة أساسية على طريق النمو والإزدهار”. لافتا إلى أن “إتحاد بلديات الفيحاء يعد بدعم من البنك الدولي ومنظمات دولية واوروبية خطة تنمية إستراتيجية لمدن إتحاد بلديات الفيحاء وقطع شوطا بعيدا على درب إعدادها وستشكل مناقشاتنا ومبادراتنا في ميادين الثقافة والسياحة جزأ أساسيا من هذه الخطة”.
وتحدث ممثل منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة في لبنان والأردن ومدير المكتب التقني للبلديات اللبنانية بشير عضيمي فإستذكر “مبادرة المدن الأوروبية التي أطلقتها بلدية ليون لدعم البلديات اللبنانية بعد عدوان تموز 2006 بالتعاون مع لجنة رؤساء البلديات اللبنانية المنتسبة لمنظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة وبالتعاون مع مجلس مقاطعة برشلونة وبلديات برشلونة وليون وتورينو والمدن المتحدةالفرنسية ولجنة المتوسط في منظمة المدن والحكومات المحلية المتحدة ومكتب المنظمة في لبنان والمكتب التقني للبلديات اللبنانية ، يومها كان الهدف هو مساندة البلديات اللبنانية للخروج من نفق الحرب وويلاتها، كما كان أيضا للسفارة الفرنسية في بيروت مشروع سنة 2007 تولينا إدارته من أجل تطوير العلاقات بين البلديات اللبنانية والفرنسية، ووجود السيد دونيس غايار بيننا اليوم ممثلا السفارة الفرنسية لأكبر دليل على هذا الدعم الذي يوليه للتعاون بين البلديات فكانت إحدى ثمرات مبادرة المدن الأوروبية هذه مشروع السفارة الفرنسية التي تبلورت فكرة تعاون بين بلديتي طرابلس وليون فكان هذا المشروع الرائد في دعم بلدية طرابلس لوضع خطة ثقافية سياحية للمدينة”.
أضاف: “انه مشروع رائد لأنه يرتكز على مبادرة بلدية ويعتمد في أدائة على المكتب البلدي للتنمية المحلية الذي تعاونا على تأسيسه مع بلدية طرابلس وبلدية ليون ومقاطعة برشلونة والذي يضم ربيع العمر وصفاء علم الدين وناني عبد الوهاب وقد تعاونوا جميعا مع مكتبنا ومع ليون من أجل إنجاح هذا اللقاء الطرابلسي للسياحة والثقافة”.
وختم: “انه مشروع رائد لأنه ولأول مرة في لبنان ولربما في منطقتنا العربية سيبحث في صورة المدينة التي يود أبناؤها تطهيرها. هذه فكرة رائدة بإمتياز فيها من بعد النظر والجرأة والألمعية الشيىء الكثير”.
من جهته اعتبر الملحق الثقافي في السفارة الفرنسية دونيس غايار ان “العلاقات الوثيقة قائمة بين مدن الفيحاء والمدن الفرنسية في إطار دعم خطط التنمية وتنفيذ المشاريع الثقافية والسياحية في طرابلس والميناء والبداوي”.
وقال: “لقد زرت مرارا أسواق طرابلس وقلعتها التاريخية ومعرضها الرائع من حيث منشآته وكذلك محطة القطارات القديمة والحمامات الشعبية وبإمكاني القول ان طرابلس زاخرة بإرث تراثي وأثري ضخم وعلينا جميعا العمل لإبراز هذا التراث ومعرفة كيفية عرضه على الآخرين لتعزيز وتشجيع السياحة في هذه المدينة”.
أضاف: “هناك تعاون مشترك سيظهر خلال عيد الموسيقى والتفكير بإنشاء مكاتب للأنشطة الشبابية في إطار تطوير العلاقات اللبنانية -الفرنسية”.
وتحدث نائب رئيس إتحاد بلديات ليون الفرنسية جان ميشال داكلان فقال: “منذ لقائي الأول معكم في إطار بحث مشروع دعم السياحة في طرابلس شعرت أن هناك أوجه شبه عديدة بين طرابلس وليون التي لم تكن تملك بنى سياحية أساسية وبالتالي جرى إحراز تقدم لافت في هذا المجال، بينما طرابلس تمتلك مواقع سياحية ملفتة وجيدة وبالإمكان العمل على إبراز معالمها ومكوناتها. أنتم في طرابلس تملكون رأسمال سياحي وهناك طاقات وإمكانات علينا العمل على دعمها وتفعيل دورها”.
وألقت مدير عام وزارة السياحة ندى السردوك كلمة الوزير فادي عبود، فنقلت تحيات الوزير إلى “اللقاء الطرابلسي للثقافة والسياحة وقالت: “ان المصادر التاريخية وبعض المكتشفات الأثرية تسمح لنا بالتأكيد على حقيقة وجود طرابلس في القرن الرابع عشر قبل الميلاد وهي تعتبر من أقدم المدن المأهولة بالعالم – وهي تضم عددا كبيرا من البنى التاريخية والأثرية ومن بينها ما يزيد على أربعين بناء مسجلا على لائحة الأبنية الأثرية من مساجد ومدارس وخانات وحمامات- ويشكل كل خان وسوق من أسواقها وخاناتها حيزا معماريا مميزا ما زال يحتفظ بعدد من الخصائص الموروثة بحيث يجمع بين أصحاب الحرفة أو المهنة الواحدة من خياطين وصاغة وعطارين ودباغين وصابونجيين وغيرهم. وقد إحتلت طرابلس ومن خلال موقعها الجغرافي المميز على المدخل الجنوبي لسهل عكار أي من خلال مرافئها الطبيعية وسبحة الجزر التي تزينها من جهة البحر، موقعا تجاريا بحريا هاما لعقود”.
أضافت: “ان أردنا أن نحصي المقومات السياحية للمدينة لوجدنا أنها تجمع بين التاريخ والحداثة لجهة فن العمارة والفنون الجميلة والحرف التقليدية اللبنانية. كذلك فإن طرابلس تبرز على خارطة السياحة الدينية من خلال عدد وجمالية الجوامع والمدارس، وهي مدينة التسوق والتبضع بين أسواقها القديمة ومنتوجاتها ومحالها، طرابلس عاصمة الذواقة من الحلويات إلى الأطباق التقليدية، طرابلس السياحة المسؤولة في جزرها والمحميات الطبيعية”.
وقالت: “أما بالنسبة لوجه طرابلس الثقافي فهو مشرق لما في هذه المدينة من طاقات فنية وأدبية وباحثين وجمعيات ولجان جميعها ناشطة في مجالات الكتابة والتصوير والرسم والموسيقى والمسرح وقد حملوا عاليا راية المدينة أينما حلوا -لا بد أن أذكر هنا كورال الفيحاء التي يفخر كل لبناني بأدائها وبمستواها الفني الراقي”.
وختمت: “هذه الطاقات الهائلة الكامنة في المدينة وعند أهلها بحاجة إلى عنايتنا جميعا من إدارات رسمية ومؤسسات عامة وسلطات محلية وجمعيات وجهات داعمة كي تتمكن أولا من الترويج لها بحيث تعطي صورتها الحقيقية للجميع من لبنانيين وأجانب ،وثانيا من التسويق لها حيث نجعلها مقصدا لجميع أنواع السياحات على مدار العام. فلنجعل من هذا اللقاء نقطة إنطلاق لورقة عمل نتعاون جميعا على تنفيذها وبالتالي تنفيذ قناعاتها بأن السياحة هي من القطاعات الرادفة للاقتصاد الوطني”.
الوسوماللقاء الطرابلسي للثقافة والسياحة نظم مؤتمرا لدعم البلدية
شاهد أيضاً
شائعات تطال المرشحين العلويين… أوساطهم: لا مصلحة لأحد من خسارة أصواتنا
دموع الاسمر لا يزال مرشحو المقعد العلوي من سكان جبل محسن يتخبطون نتيجة الشائعات التي …